27-مايو-2023
Getty

يتنافس أردوغان وكليجدار أوغلو على حسم الانتخابات يوم الأحد (Getty)

يذهب الأتراك إلى صناديق الاقتراع من جديد، يوم الأحد 28 أيار/ مايو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، التي يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، وذلك من أجل حسم منصب رئيس تركيا لمدة خمسة أعوام مقبلة.

تُعد الانتخابات التركية الحالية الأبرز والأهم في تاريخ تركيا الحديث

وتُعد الانتخابات التركية الحالية الأبرز والأهم في تاريخ تركيا الحديث، فيما تقتصر هذه الانتخابات على منصب الرئيس، بعد نهاية انتخابات البرلمان.

التصويت

سينتخب الأتراك رئيسًا لولاية مدتها خمسة أعوام، وذلك لأن الجولة الأولى لم تتمكن من حسم المنافسة بين أردوغان وكليجدار أوغلو. ففي الجولة الأولى من التصويت في 14 أيار/ مايو، حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب جولة الإعادة، فيما حصل مرشح المعارضة التركية كليجدار أوغلو على 44.9% من الأصوات. وحل مرشح تحالف "الأجداد" القومي سنان أوجان في المركز الثالث بتأييد 5.2% مما يعني خروجه من السباق الانتخابي.

الانتخابات التركية 2023

المرشحون

  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بعد أكثر من 20 عامًا من وصول أردوغان وحزب العدالة والتنمية التابع له إلى السلطة، يأمل أردوغان في تمديد فترة حكمه، وذلك بعد أداء قوي وغير متوقع في الجولة الأولى من الانتخابات في 14 أيار/ مايو.

حصل أردوغان هذا الأسبوع على تأييد القومي سنان أوغان، مما زاد من حدة التحدي الذي يواجهه كليجدار أوغلو في جولة الإعادة.

كما تكمن أفضلية أردوغان في حسمه للبرلمان لصالح تحالف الجمهوري، ورغم تراجع التأييد لحزب العدالة والتنمية بسبع نقاط عن نسبة 42.6% التي فاز بها في انتخابات 2018، لكن تحالفه حسم الأغلبية في البرلمان.

وفي آخر خطاباته قبل الانتخابات، قال أردوغان: "الأحد القادم سنتوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وربما سنتخذ أحد أهم الخيارات في حياتنا (..) سنتخذ قرارا مهما للغاية ليس فقط بشأن أنفسنا، بل أيضا بشأن مستقبل بلدنا وأطفالنا".

جاء ذلك في خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوي أقامه حزب العدالة والتنمية الحاكم، الجمعة، في مركز إسطنبول للمؤتمرات، قبل يومين من الجولة الثانية للانتخابات، ونقلتها وكالة الأناضول.

وأكد أردوغان أنه لن يلجأ إطلاقًا إلى خطاب الكراهية بقضية طالبي اللجوء مثلما يفعل كليجدار أوغلو، معتبرا أن الخطاب الذي يستخدمه الأخير لا يقل حدة عن "الحقبة النازية".

وأكد أن تركيا أنشأت بالتعاون مع قطر منازل داخل سوريا لإيواء مليون شخص.

وذكّر أن "السوريين لجأوا إلى تركيا هربًا من الحرب وهذا الأمر كان يمكن أن يصيبنا نحن أيضًا لا قدّر الله".

ووصف العقلية التي يفكر بها كليجدار أوغلو ومن يسانده بهذا الصدد بأنها "عقلية إرهاب"، وأضاف: "يمكنهم فعل ذلك (ترحيل طالبي اللجوء) أما نحن فلا يمكننا".

وكشف أردوغان أن الحكومة التركية ستوفر لطالبي اللجوء إمكانية العودة إلى بلادهم بطريقة طوعية وآمنة تحفظ كرامتهم.

كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن هناك بشرى قريبة بخصوص اكتشافات نفط في البلاد.

Getty

  • كمال كليجدار أوغلو

دخل كليجدار أوغلو الانتخابات في جولتها الأولى، ضمن تحالف المعارضة التركية الأبرز المعروف باسم "الطاولة السداسية"، كما أنه يتزعم حزب المعارضة الرئيسي الشعب الجمهوري، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة.

ودخل كليجدار أوغلو الانتخابات وسط توقعات عالية بقدرته على الفوز وحسم الانتخابات بحسب استطلاعات الرأي ومعظم التحليلات، لكنه تراجع بفارق كبير خلف أردوغان.

ومنذ 14 أيار/ مايو، اتجه خطابه نحو جوانب متشددة في محاولته للحصول على أصوات الناخبين القوميين، متعهدًا بإعادة ملايين اللاجئين.

وأعادت الأحزاب المؤيدة للأكراد في تركيا تأكيد دعمها لكليجدار أوغلو في جولة الإعادة دون تسميته، بعد يوم من التعبير عن غضبها من صفقة توصل إليها مع حزب النصر اليميني المتطرف المناهض للهجرة.

وأعلن زعيم حزب النصر (الظفر) العنصري المتطرف أوميت أوزداغ دعم حزبه لكليجدار أوغلو يوم الأربعاء، في محاولة لمواجهة أردوغان، رغم أن حزبه حصل على 2.2% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، مما جعل أوزداغ نفسه يخسر منصبه البرلماني.

ماذا تعني الانتخابات؟

سيقرر التصويت من يقود تركيا، وهي دولة عضو في الناتو ويبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، بالإضافة إلى وضع السياسات الاقتصادية وشكل سياستها الخارجية.

ويعتبر الاقتصاد التركي في بؤرة التركيز خلال الانتخابات، وذلك مع هبوط سعر الليرة مقابل الدولار بشكلٍ كبير، مع إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خفض سعر الفائدة، فيما يتعهد كليجدار أوغلو بالعودة إلى السياسة الاقتصادية الأكثر تقليدية واستعادة استقلال البنك المركزي التركي، أي التوجه إلى سياسات السوق المفتوح بشكلٍ كبير، والتقليل من تدخل الدولة في العملية الاقتصادية.

وفي الشؤون الخارجية، خلال حكم أردوغان، تمدد نفوذ تركيا توسعًا في الشرق الأوسط وخارجه، وعملت على لعب دور أكبر، وظهر ذلك خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي حاولت تركيا التوسط به، بالإضافة إلى توصلها إلى اتفاق صفقة الحبوب، التي تعد النجاح الأبرز للسياسة الخارجية التركية.

الانتخابات بالأرقام

أكثر من 64 مليون تركي يمتلكون حق التصويت في ما يقرب من 192000 مركز اقتراع، بما في ذلك أكثر من 6 ملايين ناخب لأول مرة شاركوا في 14 أيار/ مايو، بالإضافة إلى عشرات الآف امتلكوا حق التصويت خلال 10 أيام الماضية. وهناك 3.4 مليون ناخب في الخارج، صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 أيار/ مايو.

وتفتح مراكز الاقتراع في تركيا أبوابها الساعة الثامنة صباحًا (05:00 بتوقيت جرينتش) وتغلق في الخامسة مساءً (14:00 بتوقيت جرينتش)، ويحظر بيع المشروبات الكحولية يوم الانتخابات.

أمّا نسبة المشاركة في الانتخابات التركية فهي عالية بشكل عام، وفي 14 أيار/ مايو، بلغت نسبة الإقبال الإجمالية 87.04% من الناخبين المؤهلين، بمستوى 88.9% في تركيا و49.4% في الخارج.

متى تصدر النتائج؟

وبموجب قواعد الانتخابات التركية، يتم حظر الأخبار والتنبؤات والتعليقات حول التصويت حتى الساعة السادسة مساءً (13:00 بتوقيت جرينتش)، ولدى وسائل الإعلام الحرية في نشر نتائج الانتخابات من التاسعة مساءً (18:00 بتوقيت جرينتش).

أكثر من 64 مليون تركي يمتلكون حق التصويت في ما يقرب من 192000 مركز اقتراع، بما في ذلك أكثر من 6 ملايين ناخب لأول مرة شاركوا في 14 أيار/ مايو

ومع ذلك، قد يسمح المجلس الأعلى للانتخابات لوسائل الإعلام بتقديم تقرير عن النتائج في وقت مبكر وعادة ما يحصل ذلك، ومن المرجح أن تظهر النتائج مساء الأحد في وقت أبكر مما كانت عليه في 14 أيار/ مايو، بالنظر لكونها انتخابات رئاسية فقط.