25-مارس-2023
getty

ضم أربكان جاء بعد إعلانه الترشح للرئاسة في وقت سابق (Getty)

أعلن حزب "الرفاه مجددًا" الذي أسسه ويقوده محمد فاتح أربكان، قراره بالانضمام إلى "تحالف الجمهور" الحاكم بقيادة حزب العدالة والتنمية، استعدادًا لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المزمع عقدها في 14 أيار/ مايو المقبل.

أعلن حزب "الرفاه مجددًا" الذي أسسه ويقوده محمد فاتح أربكان، قراره بالانضمام إلى "تحالف الجمهور" الحاكم بقيادة حزب العدالة والتنمية

وقالت صحيفة "يني شفق التركية" إن وفدًّا من حزب "العدالة والتنمية" أجرى أمس الجمعة، زيارة إلى مقر حزب "الرفاه مجددًا"، وإن الاجتماع أسفر عن "نتائج إيجابية". 

وأوضحت الصحيفة  أن حزب "الرفاه مجددًا" قرر الانضمام إلى "تحالف الجمهور"، مشيرةً إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهم، تم تسليمه إلى الهيئة العليا للانتخابات بشكلٍ رسمي".

من جانبه قال رئيس حزب "الرفاه مجددًا" فاتح أربكان، وهو نجل الزعيم التركي نجم الدين أربكان، في تصريح صحفي بأنقرة: "التقيت الرئيس رجب طيب أردوغان واتفقنا، وسيتحرك تحالف الجمهور ككتلة واحدة من أجل تحقيق الأهداف والمشاريع التي تخدم مصلحة تركيا". 

getty

وأضاف أربكان: "ستكون هناك زيارة للرئيس أردوغان، الأسبوع المقبل إلى مقر الحزب". وأعلن أربكان عن انتهاء مرحلة ترشيحه للانتخابات الرئاسية التركية.

وكان وفد من حزب "العدالة والتنمية" يرأسه نائب رئيس الحزب بن علي يلدريم، قد زار مقر حزب "الرفاه مجددًا" قبل حوالي اسبوعين، وأجرى مناقشات مع أربكان بهدف انضمامه لـ"تحالف الجمهور". لكن، رئيس حزب "الرفاه مجددًا" قرر الأسبوع الماضي الترشح للانتخابات الرئاسية التركية، ورفض دعم "تحالف  الجمهور" الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم، قبل أن يتراجع عن موقفه ويعلن الانضمام لـ"تحالف الجمهور".

السعي لضم الأحزاب الصغيرة

ومع اقتراب موعد الانتخابات، واشتداد حدة التنافس بين التحالفات السياسية، سعى "تحالف الجمهور" إلى ضم الأحزاب الصغيرة، وفق عروض لخوض الانتخابات بقوائم مشتركة ضد تحالف المعارضة التركية الأبرز المعروف باسم "الطاولة السداسية".

ومن بين الأحزاب التي أعلنت انضمامها إلى "تحالف الجمهور" مؤخرًا، حزب "الدعوة الحرة"، وهو حزب كردي صاحب توجهات إسلامية وقومية، وينظر إليه باعتباره النقيض لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية.

الشعوب الديمقراطي يحسم موقفه 

من جهة أخرى، تبنى حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد موقفًا لافتًا، بإعلانه عدم تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وهو موقف ضمني بدعم مرشح المعارضة التركية من ضمن تحالف "الطاولة السداسية" كمال كليجدار أوغلو. حيث زار الأخير قبل فترة المقر الرئيسي للحزب، والتقى كبار قياداته وسط رسائل إيجابية متبادلة بين الجانبين، ومفاوضات سرية وعلنية يعتقد أنها أفضت إلى قرار حزب "الشعوب الديمقراطي" بعدم تقديم مرشح له. 

وخلال مؤتمر صحفي، قالت الرئيسة المشاركة في حزب "الشعوب الديمقراطي" بيرفين بولدان، أن حزبها "لن يطرح مرشحًا للانتخابات الرئاسية المقبلة".  وأضافت "تركيا تحتاج إلى المصالحة، وليس إلى النزاع"، مشيرةً إلى أن حزبها "يريد إنهاء حقبة أردوغان".

يشار إلى أن حزب "الشعوب الديمقراطي" حل ثالثًا في آخر انتخابات رئاسية، والتي جرت عام 2015، بعدما تحصل على 8,4% من الأصوات.

getty

هل تعود الانشقاقات؟

موقف حزب "الشعوب الديمقراطي" بالدعم غير المباشر لمرشح تحالف "الطاولة السداسية" قد يؤدي إلى انشقاقات داخل صفوف التحالف الهش، الذي يجمعه هدف واحد هو إنهاء حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتفرقه الكثير من الخلافات السياسية والأيديولوجية.

وفي هذا الإطار، هاجمت زعيمة حزب "الجيد" القومي ميرال أكشنار، وهي أحد أبرز أقطاب تحالف "الطاولة السداسية"، حزب "الشعوب الديمقراطي"، على خلفية رفع نواب عن الحزب ومؤيدين له شعارات تطالب بالحرية لزعيم حزب العمال الكردستاني خلال احتفالات عيد النيروز في جنوبي تركيا، وقالت أكشنار، "النيروز هو يوم للحب، وليس يومًا لتمني الحرية لقاتل، وليس يومًا لمعاداة الوطن".

تبنى حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد موقفًا لافتًا، بإعلانه عدم تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وهو موقف ضمني بدعم مرشح المعارضة التركية من ضمن تحالف "الطاولة السداسية"

من جهته، هاجم النائب عن حزب "الجيد" ياووز آغير علي أوغلو، بلغة شديدة اللهجة، المرشح كليجدار أوغلو، معلنًا عن اعتراضه الشديد على دعم حزب "الشعوب الديمقراطي" لترشيح الأخير للانتخابات الرئاسية، معتبرًا أن "فخًا قد نصب لحزبه"، الذي يعتبر هو من أسس تحالف "الطاولة السداسية"، مشددًا على أن حزبه "لن يكون شريكًا لا من قريب ولا من بعيد مع حزب عليه شبهات بدعم الإرهاب"، على حدِّ قوله. ويتهم حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا، بأنه واجهة لحزب العمال، وعلى هذا الأساس تتم مهاجمته باستمرار.