18-أكتوبر-2015

مركز اقتراع في الإسكندرية (الأناضول)

أعلنت لجنة الانتخابات البرلمانية في القاهرة الأسبوع الماضي عن أسماء المرشحين الذي توافرت فيهم الشروط للتنافس على مقاعد البرلمان في الانتخابات الجارية. التنافس مختلف هذه المرة، من حيث طبيعة المرشحين، والجهات التي تنسق بينهم، ومن ناحية أخرى فإن الدور الأمني في الانتخابات تضاءل لصالح دور أكبر منه تلعبه أجهرة أكبر في الدولة.

توصف  قائمة "في حب مصر" بأنها قائمة المخابرات

مؤيدو النظام.. وفوبيا الفلول والإخوان

على مستوى المقاعد الفردية التي تبلغ 480 مقعدًا وتمثل ثمانين في المئة من البرلمان، فإن مرشحين من خلفيات متباينة يتنافسون عليها، فمثلًا يتنافس العديد من ضباط جيش وشرطة متقاعدين، ورجال أعمال وشخصيات مؤيدة للنظام الحالي ضد عدد من أعضاء الحزب الوطني المنحل. في نفس الوقت اختفى مرشحو جماعة الإخوان بفعل القبضة الأمنية.

اقرأ/ي أيضًا: القمع الوظيفي في مصر

ظهور أعضاء الحزب الوطني المنحل في الانتخابات يجعل النظام خائفًا من إجرائها، تجنبًا لتضاد المصالح بين النظامين القديم والجديد، وحرصًا على عدم حصول الفلول على مقاعد البرلمان، خاصة أن الدستور يمنحه صلاحيات موسعة في مقابل صلاحيات رئيس الجمهورية.

"في حب مصر".. قائمة الدولة

اللواء سامح سيف اليزل الضابط السابق في المخابرات الحربية قام بتشكيل قائمة "في حب مصر"، القائمة توصف بأنها قائمة المخابرات، وتضم في عضويتها الكثير من الأحزاب والشخصيات المؤيدة للنظام الحالي وعددًا من ضباط الجيش والشرطة السابقين أيضًا.

هذا بالضبط ما أراده عبدالفتاح السيسي في وقت سابق "أنا عايز قايمة واحدة بس تدخل الانتخابات". وكأن الأحزاب تعرف أن هذه القائمة ستكون صاحبة النصيب الأوفر، فسعت الأحزاب إليها دون مجهود من منسقي القائمة كما يقول سيف اليزل. سمح هذا لمنسقي القائمة بإبعاد بعض الشخصيات والأحزاب غير المرضي عنها، مثل حزب الحركة الوطنية الذي يرأسه أحمد شفيق مرشح الرئاسة السابق، ورجل الأعمال نجيب ساويرس وحزبه "المصريون الأحرار"، وغيرهم.

تقدم حزب النور السلفي بأربعة قوائم منافسًا "في حب مصر" لكنه قام بسحب قائمتين منهما بعد طلب الأمن، وبهذا تدخل الأخيرة السباق وحيدة في دائرة الزقازيق. وتنافسها قائمة مغمورة غير معروفة الهوية في الصعيد. بينما تنافس حزب النور وقائمة أخرى في كل من دائرتي الإسكندرية والقاهرة.

في السنوات العشر الأخيرة أجريت انتخابات البرلمان ثلاث مرات، وفي كل مرة كانت بين الأحزاب والمستقلين، وهو ما يغيب عن المشهد هذه المرة.

كان الحزب الوطني هو من ينسق بين مرشحيه للبرلمان وينظم الدعاية قبل الثورة، وكان دور الأمن مقتصرًا على المساندة والتدخل إذا دعت الحاجة إلى ترهيب المعارضين واعتقالهم، أو تبديل الصناديق لصالح مرشحي الوطني، لكن المنافسة بينه وبين الإخوان المسلمين كانت شرسة، حدث ذلك مثلا في 2005، وانتهى السباق بحصول الأول على أغلب المقاعد، في حين حصل الإخوان على عشرين بالمئة منها، وكان من بين الفائزين، الرئيس المعزول محمد مرسي، والقيادي الإخواني سعد الكتاتني، وعصام العريان وغيرهم.

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. انقلاب الانقلاب على فلسطين