27-يوليو-2018

يُتهم الجيش بالتدخل في نتائج الانتخابات الباكستانية (Getty)

من نجم في لعبة الكريكيت، إلى رئيس وزراء محتمل لباكستان، نجح عمران خان في تحقيق فوز كاسح في الانتخابات الباكستانية، وتحقيق أغلبية غير مسبوقة. رغم الشكوك حول تدخل المؤسسة العسكرية في النتائج. وهو ما يسلط هذا التقرير المترجم من صحيفة الغارديان البريطانية، الضوء عليه.


نجح حزب حركة الإنصاف الباكستانية الذي أسسه لاعب الكريكيت الدولي السابق عمران خان في التوسع والانتشار في جميع أنحاء البلاد، وأظهرت النتائج الرسمية التي أسفرت عنها الانتخابات العامة في باكستان، انتصارًا ساحقًا شابته مزاعم بالتدخل العسكري في الانتخابات.

فاز حزب حركة الإنصاف الباكستانية بعد فرز 95% من الأصوات، أي بعد مرور أكثر من يوم على موعد صدور النتيجة، بـ 110 مقعدًا في الجمعية الوطنية

وفاز حزب حركة الإنصاف الباكستانية بعد فرز 95% من الأصوات، أي بعد مرور أكثر من يوم على موعد صدور النتيجة، بـ 110 مقاعد في الجمعية الوطنية، في حين أن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية المهزوم، التابع لرئيس الوزراء السابق ، لم يتجاوز 63 مقعدًا.

ولا يزال عمران خان بحاجة إلى تشكيل ائتلاف ليصبح رئيسًا للوزراء، لكن فوز حزب واحد بهذا العدد من المقاعد في جميع أنحاء البلاد - في الشمال والجنوب وولاية بنجاب - نادرًا ما يحدث في السياسة الباكستانية.

وتعزى السهولة التي تمكن بها حزب حركة الإنصاف الباكستانية من تنفيذ أجندته السياسية، إلى الدعم الكبير الذي حصل عليه نتيجة لأدائه القوي في الانتخابات على صعيد الولايات.

اقرأ/ي أيضًا: سباق الغواصات النووية.. تصعيد التوتر بين باكستان والهند

يُشير فوز حزب حركة الإنصاف الباكستانية بـ 118 مقعدًا في المجلس الإقليمي في ولاية بنجاب، وهي أكبر وأكثر الولايات ثراءً، ذلك بالإضافة إلى تشكيل الحكومة الفدرالية، إلى أن الحزب لديه فرصة جيدة لطرد حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية من حكومة الولاية هناك، وهي معقل تحرص قيادات الحركة على حمايته بقوة، على الرغم من احتمال تعرضهم للهزيمة المرتقبة.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الباكستانية أن المشاركة الوطنية في الانتخابات انخفضت إلى 52%، وهو انخفاض بمقدار نقطتين عن عام 2013، وقد توقع العديد حدوث ذلك في أعقاب الحملة محدودة الموارد التي اكتنفتها ادعاءات بأن الجيش يسعى إلى عرقلة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.

وتعهد عمران خان أثناء خطاب النصر الذي أذيع على شاشات التلفاز يوم الخميس، بلهجة تدعو إلى الوحدة، أنه سينهض بالفئات الفقيرة وسيسمح بإجراء التحقيقات في مزاعم التلاعب بالأصوات.

وأخبر نواز شريف، مؤسس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، أسرته من زنزانة السجن حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الفساد، أنه يعتبر نتائج الانتخابات "مسروقة".

وواجه الجنرال أسيف غفور، المُتحدث باسم الجيش، انتقادات بعد أن نشر تغريدة على موقع تويتر قال فيها "وتعز من تَشَاءُ وتذلّ من تشاء"، وهي آية من القرآن الكريم استخدمت للتأكيد في بعض الأوساط على دعم الجيش لخان. وقد أسفر الفحص الدقيق للنتائج الرسمية عن ظهور العديد من المفاجآت.

فقد كان أداء قادة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية أسوأ بكثير مما كان متوقعًا. إذ خسر رئيس الوزراء الأسبق، شهيد خاقان عباسي، الذي تولى المنصب بعد الإطاحة بشريف، كلتا الدائرتين الانتخابيتين التي كان ينافس عليهما.

ونشر وزير المالية السابق، مفتاح إسماعيل، تغريدة على موقع تويتر، قال فيها إنه "يبحث عن عمل" بعد أن لحقت به الهزيمة. وتمكن شهباز شريف، شقيق نواز والقائد الجديد للحزب، بالكاد من الانضمام إلى البرلمان بعد أن خسر ثلاثة من المقاعد الأربعة التي نافس عليها.

وعلى الرغم من أن حزب "تحريك لبيك الباكستانية"، وهو حزب إسلامي من أقصى اليمين يكرس نفسه لقتل المُلحدين، فشل في الفوز بأي مقاعد على المستوى الوطني، فإن احتلاله المركز الثاني بقوة في العديد من المنافسات أثار مخاوف من أنه سيؤثر على مستقبل السياسة الباكستانية.

فقد حصل الحزب على نسبة مذهلة بلغت 10% من الأصوات في مقاطعة بنجاب القوية التي يبلغ عدد سكانها 110 مليون نسمة، مما أدى إلى نقص في أصوات حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز، وفاز بمقعدين في حكومة إقليم السند.

إن فوز حزب واحد بهذا العدد من المقاعد في جميع أنحاء البلاد نادرًا ما يحدث في السياسة الباكستانية

بيد أن الليبراليين أبدوا سعادتهم لأن مرشح حزب حركة الإنصاف الباكستانية هزم سراج الحق، الرجل الذي يسيطر على "المدرسة الحقانية"، وهي أشهر مدرسة إسلامية في باكستان، أنجبت العديد من قادة حركة طالبان.

اقرأ/ي أيضًا: تصدير التالك من أفغانستان.. الأمريكيون يتجملون وداعش يتمول

وفي السياق، قال المحلل عمير جافيد لصحيفة الغارديان إن نطاق فوز عمران خان في جميع أنحاء البلاد جعل من حزب حركة الإنصاف الباكستانية "حزبًا وطنيًا حقيقيًا" بشكل نادر. فقد فاز بأغلبية الثلثين في إقليم خيبر باختونخوا الشمالي الغربي، وهي المرة الأولى منذ عام 1951، بينما في الطرف الآخر من باكستان، في مدينة كراتشي الجنوبية التي تعتبر عاصمة الأعمال والمركز المالي والتجاري في باكستان، تفوق الحزب بشكل كبير على التوقعات بفوزه بنصف المقاعد. وقال جافيد إن ذلك قد يعكس تحولًا عن السياسة القائمة على الانتماءات العرقية في كلتا المنطقتين.

بينما تقدم الوزير السابق في مجلس الوزراء الباكستاني، خواجا سعد رفيق، بطلب لإعادة فرز الأصوات بعد هزيمته أمام عمران خان في مدينة لاهور، عاصمة إقليم بنجاب. وقال إن المسؤول في مركز الاقتراع "رفض" العديد من الأصوات.

وسيستضيف حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز مؤتمرًا لقادة المعارضة في العاصمة إسلام آباد يوم الجمعة لمناقشة ردهم بعد أن صرحوا جميعًا أن التصويت تم تزويره، جراء طرد العاملين في مراكز الاقتراع، والموظفين الذين يراقبون عملية فرز الأصوات، من مكاتب الاقتراع من قبل مسؤولي الأمن. وفي اجتماع للحزب، اتخذ حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز قرارًا بعدم مقاطعة البرلمان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "بين المؤمنين".. صناعة التطرف في باكستان

الإمارات وباكستان تشاركان في مناورات بحضور إسرائيل