19-يونيو-2018

خلال أقل من نصف عام سجل لبنان 100 حالة انتحار (Pinterest)

قد يمر أي شخصٍ بظروف تجعله يرغب في إنهاء حياته، ومن الممكن أن تكون، كما يطلق عليها البعض، لحظة ضعف. ولكن الأرقام التي تشير إليها الإحصائيات عن أعداد المقدمين على الانتحار، تتزايد عامًا بعد عام. وفي لبنان، تتزايد الأرقام شهرًا بعد شهر، مع زيادة ضغوط الحياة، والإحساس بالعجز في مواجهتها.

بلغت أعداد المنتحرين في لبنان خلال أقل من نصف عام، 100 حالة انتحار، في حين أن أعداد المنتحرين على مدار العام الماضي بلغت 143 حالة

وسجل آخر إحصاء غير رسمي لعام 2018، ما مجموعه 100 حالة انتحار حتى آخر أيار/مايو الماضي. إذًا، ففي أقل من نصف عام سجل لبنان 100 حالة انتحار، بينما كان الرقم على مدار العام الماضي، 2017، 143 حالة انتحار. ووفق إحصاءات قوى الأمن الداخلي، سجل عام 2014، حالات انتحار بلغت 144 حالة.

اقرأ/ي أيضًا: نورهان حمود.. جدل تصاعد الانتحار في لبنان مجددًا

أيار/مايو الماضي وحده سجّل 23 حالة انتحار، مقارنة بـ25 حالة بين مطلع العام الجاري والنصف الأول من شباط/فبراير. والحالات الـ25 المسجّلة في أول شهر ونصف شهر من العام، تنوعت طرقها منها إطلاق نار والشنق والسقوط من علو والتسميم.

ولم يقتصر الانتحار في لبنان على اللبنانيين فقط، بل إن هناك 11 حالة انتحار لأجنبي. وتشير إحصاءات قوى الأمن الداخلي إلى حالة انتحار كل يومين ونصف اليوم في لبنان، ومحاولة انتحار كل ست ساعات. وفي 2014، سجل لبنان معدلات انتحار مرتفعة، زادت بنسبة 30% عن 2013. وشهد عام 2017 نسب مقاربة.

لكن في العام الجاري، فالنسبة ستكون متضاعفة على ما يبدو، ففي أقل من نصف عام، بلغت حالات الانتحار كما ذكرنا، 100 حالة. وعلى هذا الإيقاع، قد تصل حالات الانتحار إلى 200 حالة بنهاية العام.

معدلات الانتحار في لبنان

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعية مع هذه الإحصائيات. وأطلقوا الوسوم، ونشروا التدوينات والتغريدات التي أعربوا فيها عن مساندتهم النفسية والمعنوية لمن هم بحاجة إلى ذلك، كبادرة شخصية من قبلهم.

وعلى الصعيد الوطني، خصصت جمعية "Embrace" منذ أيلول/سبتمبر 2017، بالشراكة مع وزارة الصحة، الخط الساخن، "خط الحياة"، لتدارك محاولات الانتحار عبر رقم 1564.

وبينت دراسة أجرتها جمعية "إدراك" للأبحاث وتطوير العلاج التطبيقي، أن نسبة محاولات الانتحار في لبنان ارتفعت لتقترب من المعدلات العالمية للانتحار، بعد أن كان لبنان في مرتبة منخفضة وبعيدة عن المعدلات العالمية. ففي حين تبلغ المعدلات العالمية 2.7% من إجمالي السكان، بلغت في لبنان 2% من إجمالي السكان.

وقد يكون ثمة ارتباط وثيق بين السلوك الانتحاري والاضطرابات النفسية، وقد يكون من الضروري في جهود الوقاية من الانتحار، التركيز على الاضطرابات النفسية ومعالجتها، إلا أنها ليست السبب الوحيد الذي قد يدفع الشخص للتفكير في الانتحار، فالضغوطات الحياتية اجتماعيةً واقتصادية، قد تدفع للتفكير في الانتحار عجزًا في مواجهتها.

أغلب الذين نجوا من محاولات الانتحار، قالوا إنهم لم يرغبوا في الموت بقدر رغبتهم في التوقف عن العيش هذه الحياة

أغلب الذين نجوا من محاولات الانتحار، قالوا إنهم لم يرغبوا في الموت بقدر رغبتهم في التوقف عن عيش هذه الحياة، أي أنهم ربما في ظل ظروف مختلفة لكانوا قد تمسكوا بالحياة، لكن ظروف الحياة القاسية، والعجز أمام وقائعها وضغوطها قد دفعتهم للتفكير بالانتحار بل ومحاولة الإقدام عليه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بالانتحار والاكتئاب.. نفسية المصريين تنهار

الشباب وتزايد حالات الانتحار.. نهايات صادمة لواقع معقد