29-مايو-2016

قلق وتوتر يرافق امتحانات نهاية السنة(دان كيتوود/Getty)

حالة طوارئ في البيوت الجزائرية والسبب امتحانات نهاية السنة، فالامتحانات صارت هاجس التلاميذ والطلبة وآبائهم وأمهاتهم، حيث يمرون طيلة أيام الامتحانات وحتى قبلها بحالة قلق وتوتر. تمر الأيام وكأنها سنوات في انتظار النتائج. هي امتحانات الأسرة وليس التلميذ وحده، والحالة هستيرية خاصة قبل امتحان شهادة البكالوريا/الثانوية العامة في الجزائر. يتفق كثيرون أن الأم من يتحمل العبء النفسي للمراجعة، دون إغفال دور الأب الذي يفضل أن يلعب دور المراقب.

تحولت البيوت الجزائرية إلى معسكرات مخصصة للتلاميذ وخاصة أولئك الذين سيمتحنون في شهادة البكالوريا

اقرأ/ي أيضًا: شهادة البكالوريا وموجة التدين.. صلاة مؤقتة

"توفير الهدوء في البيت، تحضير أشهى المأكولات للممتحن، توفير جو المذاكرة بل وأكثر من ذلك تأجيل الاحتفاليات والدعوات والزيارات إلى غاية الانتهاء من إجراء امتحان شهادة الباكالوريا"، تقول السيدة سعاد بن عبد الرحمن لـ"الترا صوت"، وبرأيها امتحان شهادة البكالوريا هو عبارة عن "مباراة يجب أن يخرج الممتحن إما فائزًا أو خاسرًا وتكون الأم هي الجمهور المتعطش لنيل الكأس ونيل لقب الفوز فيما يكون جيب الأب من يدفع فاتورة حلويات ومشروبات الفوز والنجاح".

تضيف المتحدثة: "ابني محمد رشيد، عمره 17 سنة، وسيجتاز لأول مرة امتحان شهادة البكالوريا وهي تنطلق يوم 29 آيار/مايو وتتواصل إلى غاية 1 حزيران/يونيو القادم، في أيام عصيبة بالنسبة للأسرة كاملة"، وتوضح: "أنا من سيمتحن وليس ابني والعديد من الأسر الجزائرية تعيش نفس الوضع ونفس القلق فالبكالوريا هي شهادة النجاح والارتقاء للولوج إلى الجامعة وهي فرحة الآباء قبل الأبناء".

تنام وتستيقظ العائلات على وقع الحديث على الامتحان، وتتحد كل الأسرة خلال هذه الفترة، تقول السيدة منيرة لـ"الترا صوت": "قبل إجراء اختبارات البكالوريا خاصة، الجميع في الأسرة يتضامنون مع الممتحن ويوفرون له كل الظروف من أجل المرور بسلام من هذه التجربة والمذاكرة الجيدة". تروي المتحدثة معاناتها مع ابنتها الكبرى العام الماضي، وهي اليوم أمام امتحان آخر مع ابنها الثاني، حيث مرت السنة الماضية بتجربة مريرة مع ابنتها من أجل اجتياز اختبارات الثانوية العامة. توضح لـ"الترا صوت": "لقد كنت الممتحنة وليست ابنتي، كنت لا أخرج من البيت إلا للضرورة القصوى، وهذا من أجل توفير كل ما تحتاجه ابنتي خلال تحضيراتها، وأعيش تجربة مماثلة هذه الأيام مع ابني الثاني" .

اقرأ/ي أيضًا: شهادة "البكالوريا" في الجزائر.. الألق الدائم

يختلف تحضير امتحانات البكالوريا بين الماضي والحاضر، في هذا السياق، يرى الأستاذ رياض سعودي أن "في سنوات التسعينيات، كان التلاميذ يحضرون للشهادة بمثابرة وشقاء فردي، لكن حاليًا صاروا يعتمدون على الدروس الخصوصية والتي تعد لها الأسرة ميزانية كاملة، كما صارت المذاكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن للتلميذ الاستفادة من التطور التكنولوجي والإنترنت".

هكذا تحولت البيوت إلى معسكرات مخصصة للتلاميذ وخاصة أولئك الذين سيمتحنون في شهادة البكالوريا، فهي مهيأة للدراسة والحفظ ومراجعة الدروس واستقبال الأصدقاء للمذاكرة الجماعية أيضًا، ولسان حال الجزائريين أن "كل شيء يهون في انتظار نتائج مبهجة".

اقرأ/ي أيضًا:

الطلبة الجزائريون.. بين ماض ثوري وحاضر خامل

البحوث العلمية.. حبيسة الجامعات الجزائرية