11-ديسمبر-2017

آكام شيخ هادي/ كردستان العراق

"يظل الجسم في حالته الساكنة

 (إما السكون التام أو التحرك في خط مستقيم بسرعة ثابتة)

 ما لم تؤثر عليه قوة تغير من هذه الحالة".

  • قانون نيوتن الأول

 

1

بلا مواجهة انطلقت، مشيت، ومشى تيار الهواء بجانبي، سبقني سابلة وتوقفوا، تخلف سابلة غيرهم، وتبادل الشمس والقمر نوباتهما، وكنت مستمرًا بانطلاقي.

العثار طريق، والشسع والضيق طريق، وبساط الجنون والخيبات صالح للمشي مثل غيره.

ينوح الطفل في الزحام والمطبات والمغريات، يلتفت، ويزرع في الخطى بذور رغباته المتساقطة.

يتذمر الشاعر، ويشتهي في اندلاع الصراخ وحدته، يمد للإرصفة يدًا، للإشجار يدًا، لكل ما ينأى عن الطريق يدًا، لكنه يستمر.

تبكي الفتاة، وتذرف على ذراعين ملساوين دمعًا باردًا، تسيّر على خطوط راحتها الأنامل، تقول: هذه رقتي، وصوتي المخبوء خلف صديد السجائر، أغنيتي السائلة.

لكن الطريق لا يؤدي لغير الطريق، والخطوة تمضي على الصمت والنداء سواسية.

 

 

2

أسير على فراشي، يشكّل النهار إعصار كلام كثير يضرب السكينة. على الخراب أسير، ولا متاع في السير سوى المحبة والكرامة.

يهدأ الطفل، وفي مسقط ظل آمن على قدر قرفصائه، ينام.

يجتمع الشاعر بالفتاة، وتنقسم القصيدة فيهما..

القصيدة:

أحبك بقوة الانكسار، بشدة القلق والتعب، بطول الخطى، ولا جدوى المسار الطويل. أحبك راكنة إلى النفس، خفية مثلي خلف الغشاوة، ومتعالية بالوحدة النافرة.

أحبك بقوة الاختلاف، بلمسة الآخر الغائب، المماثل بالجوهر والمخالف شكلًا. أحبك سائلَين على نفسينا، كأن أكون منديلك وتكونين مرهمي، وأجمل جفنيَّ بسوادِك، حتى أكون أنثاك. وأحبك جائرَين بتقاطعنا، كأن أكون سوطك وقيدك ومُلهاك، أجرحك بفحولتي، وتقضميني ببربرية.

أحبك بقوة الحزن، بعمق المستحيل، ووعد الموت، أهمس: أموت بِكِ، تقولين: عِشْ لتحبني، ثم نسخر من أصل معنى الحياة.

يخلد الشاعر للنوم معه الفتاة، تنام الحبيبة، ويواصل الطريق بنا مسيره.

 

 

3

كنصل يطعن في نقطة واحدة، تفقد الخطوة لونها، ينفذ الدم عبر التراب، ويبقى المسير قدرًا، حقيقة واحدة لا تنتهي، على طريق بلا وصول.

يحفظ الطفل إيقاعًا لرقصته، تتوارى الفتاة، وينثر الشاعر من على كتفي القصائد.. لا شيء ذا معنى، لا شيء سواكِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

من ديوان القدس

أشياء تنزل من أماكن عالية