15-سبتمبر-2020

مشجّعون متعصّبون لنادي بيتار القدس في صورة واضحة للعداء والتحريض على العنف (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أعلن نادي بيتار القدس رسميًا أنّه يتفاوض مع مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين، من أجل الاستثمار في الفريق النشط بالدوري الإسرائيلي للدرجة الأولى، النادي المشهور بالعنصريّة والكراهية تجاه الفلسطينيين خصوصًا، والعرب والمسلمين عمومًا، ذكر في بيان رسمي اليوم، أن رئيسه موشيه هوجيج سيسافر قريبًا إلى أبو ظبي، كي يتابع سير المفاوضات في هذا الشأن.

تاريخٌ ممرّغ بالعداء والعنصريّة:

يُعرف نادي بيتار القدس بمعاداته لكلّ من الفلسطينيين بشكل خاص، والعرب والمسلمين بشكل عام، كثيرًا ما يردّد مشجّعوه في المباريات عبارات عنصريّة وهتافات معادية، الجماهير المتطرّفة تصرخ في كلّ مناسبة عبارة "الموت للعرب"، في مدرّجات ملعب فريقها المسمّى بتيدي كوليك، والذي ترأّس بلديّة القدس، ويعتبر بمثابةّ العرّاب لمشاريع التهويد فيها.

تأسّس النادي الإسرائيلي عام 1936، ثم تغيّر اسمه عام 1947 إلى "نورديا يروشاليم" بعد حظر حركة "بيتار"، لضمّها لاعبين ينتمون لعصابة "ايتسل" التي استهدفت الحاكم العسكري البريطاني، وبعد خروج الاحتلال البريطاني وإقامة دولة الاحتلال الإسرائيليّ، عاد الفريق لتسميته الأولى "بيتار يروشاليم"/ "بيتار القدس".

اقرأ/ي أيضًا: إماراتيون يعرضون الاستثمار في النادي الأكثر عنصرية في "إسرائيل"

اشتُهر "بيتار" بسلوكيّات العداء والكراهية التي يظهرها مناصروه تجاه العرب والفلسطينيين، لديه رابطة مشجّعين تسمى بـ"لا فاميليا"، تضمّ في عضويّتها آلاف العنصريين اليهود الذين اعتادوا على ممارسة أفظع جرائم العنصريّة والتحريض تجاه العرب والمسلمين، اعتداءات لفظيّة وجسديّة كثيرة ارتكبها أعضاء الرابطة، والذين كثيرًا ما كانوا يكتبون شعارهم "الموت للعرب" على جدران منازل المقدسيين.

لم تكتف الإمارات بعار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، باتت تتبنّى أي موقف معاد للفلسطينيين وتساهم في التحريض المباشر على العنف تجاههم

كثيرًا ما نظّمت الرابطة تظاهرات شغب تتحوّل لأعمال عنف، يسألون المارّة في القدس إن كانوا عربًا أم لا، كانوا يخلون سبيلهم إذا ما كانت إجاباتهم تنفي ذلك، وهو أمر ينذر بوقوع مجازر حقيقيّة، سيّما وأنه تمّ العثور قبل أعوام على عشرات القنابل اليدوية والقنابل الصوتيّة بدائيّة الصنع، بحوزة تجمّعات من "لا فاميليا"، وفق ما ذكرته الصحافة الإسرائيليّة، ناهيك عن التصرّفات العدوانيّة المباشرة والمستفزّة لمشاعر المسلمين، كما حدث مع سائق فلسطيني كان يقلّ مشجّعين لبيتار، مزّقوا المصحف الموجود في سيّارته، وانهالوا عليه بالضرب.

يفخر مشجّعو بيتار القدس بأن ناديهم هو الوحيد الذي لم يضمّ أي لاعبًا عربيًّا مسلمًا في صفوفه، ويرفعون لافتات تحوي عبارات عنصريّة مثل "بيتار نقي للأبد"، ومع استلام مستثمر روسي رئاسة النادي، قرّر جلب لاعبَين شيشانيّين من نادي غروزني النشط في الدوري الروسي، وهما زاور صداييف، ودزابرايل قداييف، سرعان ما أشعل ذلك نيران العنصريّة بين المشجّعين، والذين أضرموا النار في مقرّ النادي احتجاجًا على هذه الصفقة، كان ذلك قبل سبع سنوات خلال فترة تولّي رجل الأعمال الروسي المهاجر إلى إسرائيل أركادي ألكسندرفوتش غايداماك رئاسة النادي.

 حلقة جديدة من مسلسل عنصريّة بيتار القدس صدرت في العام الماضي، وقتها أعلنت إدارة النادي نيّتها التعاقد مع لاعب فريق مكابي نتانيا علي محمّد، اسم اللاعب فقط كان كافيًا لصبّ الزيت على نار العنصرية المشتعلة عند جماهير "بيتار"، وحينما علمت الجماهير أن هذا اللاعب مسيحي وينتمي للنيجر، وتأكّدت أنّه "مسيحي مخلص" حسب وصف رابطة لا فاميليا، وافقت على إتمام التعاقد بشرط تغيير اللاعب لاسمه.

لماذا اختارت الإمارات نادي بيتار القدس؟

يتسابق القادة الإسرائيليّون في إظهار ولائهم لنادي بيتار القدس، من يكسب جماهيره اليمينيّة المتطرّفة في صفوفه، قد ينال أصواتهم في الانتخابات، قد تتقاطع شعارات حملته العنصرية مع تطلّعات "لا فاميليا"، فقبل أن يصبح إيهود أولمرت رئيسًا للوزراء في إسرائيل، مرّ برئاسة بلدية الاحتلال في القدس ومارس الكثير من الأدوار المتعلقة برعاية النادي خاصة أن اولمرت كان قد بدأ حياته السياسية في صفوف حركة بيتار الشبابية العنصرية المتطرفة، كذلك الحال بالنسبة لرئيس إسرائيل الحالي والممثل الكوميدي السابق رؤوفين ريفلين الذي كان رئيسًا للنادي في وقت سابق، ويفخر أفيغدور ليبرمان اليميني المتطرّف ووزير الخارجيّة الأسبق بارتدائه لفحة خاصّة بمشجّعي "بيتار القدس"، فيما وصف بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة الحالي نفسه أنّه "مشجّعٌ متعصّبٌ لبيتار القدس".

فور سماعك لعبارة "بيتار القدس" سيخطر ببالك على الفور الكراهية والعنصرية والدعوة إلى العنف تجاه الفلسطينيين والعرب، لقد اختارت الإمارات هذا الفريق تحديدًا من أجل إيصال رسالة واضحة تعبّر عن سياساتها الجديدة، لم تكتف بعار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، الأمر تجاوز ذلك بكثير من الخطوات، وصل إلى تبنّي أي موقف معادٍ للفلسطينيين، والتفاوض مع مالك نادي بيتار القدس موشيه حوغيغ ورئيسه إيلي أوحانا يعني تطوير ذلك إلى مرحلة التحريض المباشر على العداء والكراهية ضدّ الفلسطينيين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"بيتار القدس" الإسرائيلي يغيّر اسمه احتفاءً بترامب

ميسي عضوا في النادي الإسرائيلي الأكثر عنصرية