23-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير

من المتوقّع أن يُعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع قرارًا  بالبدء باستخدام النفط الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي، وذلك بالتنسيق مع عدة دول أخرى على رأسها اليابان والهند وكوريا الجنوبية وربما الصين، وتأتي هذه الخطوة في ظل ارتفاع سعر برميل النفط لأعلى مستوياته في الولايات المتحدة وبعد رفض تحالف أوبك بلس ضخ المزيد من النفط، متذرعا أنه لا يوجد نقص في المعروض العالمي من الخام.

 واشنطن تدرس الإفراج عن أكثر من 35 مليون برميل نفط تدريجيا من مخزونها الاستراتيجي

وذكرت وكالة بلومبرغ في هذا السياق أن واشنطن تدرس الإفراج عن أكثر من 35 مليون برميل نفط تدريجيا.

وقال محللون لرويتز إن مثل هذه الخطوة "قد لا يكون لها تأثير طويل المدى على أسعار النفط التي وصلت إلى أعلى مستوى في سبع سنوات فوق 85 دولارًا للبرميل"، لكن هذه الخطوة قد تمنح فرصة لإدارة بايدن، التي لم تفعل شيئا يذكر في مواجهة ارتفاع الأسعار، لكسب بعض النقاط قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس لعام 2022.

ما هو الاحتياطي الاستراتيجي من النفط ولماذا تم إنشاؤه؟

الاحتياطي الإستراتيجي من النفط هو عبارة عن "موارد النفط التي تحتفظ بها بعض الدول الكبرى لحالات الطوارئ"، وتعتبر الولايات المتحدة من أبرز تلك الدول، حيث تحتفظ بأكثر من 700 مليون برميل نفط مخزنة في عشرات الكهوف في أربعة مواقع شديدة الحراسة على سواحل لويزيانا وتكساس، وهو يكفي لتلبية الطلب الأمريكي من النفط لبضعة أشهر (شهرين إلى ثلاثة أشهر) كما تحتفظ أيضًا باحتياطيات صغيرة في شمال شرق الولايات المتحدة.

وقد أنشأت الولايات المتحدة احتياطي النفط الاستراتيجي الخاص بها في عام 1975 بعد الحظر النفطي العربي الذي أدى إلى ارتفاع أسعار البنزين وألحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي.

وقد استغل الرؤساء الأمريكيون هذا المخزون "لضبط توازن" أسواق النفط أثناء الحرب أو عندما ضربت الأعاصير البنية التحتية النفطية على طول خليج المكسيك الأمريكي".

وسمح رؤساء الولايات المتحدة بالمبيعات الطارئة من الاحتياطي الاستراتيجي ثلاث مرات، كان آخرها في عام 2011 خلال الحرب في ليبيا العضو في منظمة أوبك، كما لجأت الولايات المتحدة إلى ذلك الاحتياطي خلال حرب الخليج في عام 1991 وبعد إعصار كاترينا في عام 2005.

بلدان أخرى تملك احتياطيا إستراتيجيا من النفط:

تضم وكالة الطاقة الدولية 29 دولة تملك احيتطات استراتيجية من النفط، ويتعين على هذه الدول حسب الوثيقة المؤسسة لوكالة الطاقة الدولية الاحتفاظ باحتياطات من النفط للطوارئ تغطي 90 يوما من صافي الواردات.

ومن أبرز أعضاء هذه الوكالة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، بريطانيا وألمانيا واليابان وأستراليا والهند والصين.

وتملك الصين واليابان أكبر احتياطي من النفط الإستراتيجي في العالم بعد الولايات المتحدة، في حين تعد اثنتتان من أعضاء هذه المنظمة وهي الهند الصين أكبر مستهلكين للنفط في العالم.

يمكن لرؤساء الولايات المتحدة تنسيق السحب من الاحتياطي الإستراتيجي مع الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، وهذا ما طلبه الرئيس الأميركي من الصين، وإذا استجابت الصين والهند لطلب بايدن فستكون المرة الأولى التي تنسق فيها هاتان الدولتان مع الولايات المتحدة في هذا الشأن.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب في وقت سابق من الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان تنفيذ سحب منسق من الاحتياطات النفطية.

اليابان والهند تخططان للسحب من الاحتياطي

أفادت رويترز نقلا عن أربعة مصادر حكومية مطلعة في اليابان أن المسؤولين اليابانيين يعكفون على التوصل لسبل للتغلب على القيود المفروضة على السحب من الاحتياطات الوطنية من النفط الخام بالتنسيق مع اقتصادات كبرى أخرى بهدف كبح الأسعار.

وبينما ألمح رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في مطلع الأسبوع إلى استعداده للقيام بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي بعد طلبٍ من واشنطن، فإن بلاده التي تعد رابع أكبر مشترٍ للنفط في العالم تُواجه قيودا على السحب من احتياطاتها التي هي عبارة عن مخزونات عامة وخاصة لا يمكن استخدامها عادة إلا في أوقات النقص.

وقال أحد المصاد لرويترز إن الحكومة تدرس السحب من المخزونات التى تحتفظ بها الدولة دون المساس بالحد الأدنى المطلوب كحل قانوني.

وذكر مصدر ثان أن المسؤولين يبحثون أيضا في شأن الاحتياطات الخاصة، التي تشكل جزءا من الاحتياطي الوطني والتي يرى بعض المستشارين أنه يمكن السحب منها دون قيود.

فيما قال مصدر ثالث لرويترز "ليس لدينا خيار سوى التوصل لشيء ما" بعد طلب الولايات المتحدة.

وذكر كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو اليوم الاثنين لرويترز أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد، في حين قال كيشيدا يوم السبت الماضي إن الحكومة تعكف على دراسة ما يمكن أن تفعله من الناحية القانونية.

وقال المصدر الثاني "سيتعين علينا تغيير القانون وسيستغرق ذلك وقتا. لكن البعض يقول إن من الممكن السحب من المخزونات الخاصة".

وتحتفظ شركات يابانية خاصة بما فيها المصافي بحوالي 175 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات النفطية ضمن الاحتياطي البترولي الإستراتيجي، وهو ما يكفي لاستهلاك حوالي 90 يوما، وفقا للشركة الوطنية اليابانية للنفط والغاز والمعادن، وهي مؤسسة حكومية تدير احتياطي البترول الإستراتيجي وتتولى السحب من المخزونات بعد صدور قرارات بهذا الشأن.

تخطط الهند أيضًا للسحب من احتياطاتها الإستراتيجية من النفط بالتنسيق مع مستهلكين آخرين

أما بشأن الهند فقد قالت ثلاثة مصادر حكومية لرويترز يوم أمس الاثنين إن الهند أيضا تخطط للسحب من احتياطاتها الإستراتيجية من النفط بالتنسيق مع مستهلكين آخرين.

وقالت المصادر الحكومية الهندية الثلاثة اليوم إنهم يجرون مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن السحب من الاحتياطات الإستراتيجية.

وتعد الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، ولديها حوالي 26.5 مليون برميل من الخام في الاحتياطي النفطي الإستراتيجي الخاص بها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بدعوة من الرئيس التركي.. محمد بن زايد إلى أنقرة غدًا الأربعاء في زيارة رسمية

تركيا.. خفض معدّل الفائدة ليصل إلى 15$ والليرة تلامس 12 مقابل الدولار