09-مايو-2025
صعّد الاحتلال من إجراءات الانتقام والتنكيل بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون (وكالة الأناضول)

صعّد الاحتلال من إجراءات الانتقام والتنكيل بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون (وكالة الأناضول)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة لليوم الثالث والخمسين على التوالي منذ استئناف الهجمات، مخلفًا مزيدًا من الشهداء والدمار في ظلّ تصاعد الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحصار الخانق.

ومنذ فجر أمس الخميس، استشهد ما لا يقل عن 30  فلسطينيًا في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، طالت مناطق مختلفة من شمال القطاع إلى جنوبه.

عائلة بأكملها قضت في النصيرات

استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم رضيع ووالداه من عائلة حمدان، اليوم الجمعة، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلهم قرب مسجد الشهداء شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد طفل آخر وسقوط عدد من الجرحى، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا آخر داخل المخيم ذاته.

نذ فجر أمس الخميس، استشهد ما لا يقل عن30  فلسطينيًا في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، طالت مناطق مختلفة من شمال القطاع إلى جنوبه

وفي حي الرمال بمدينة غزة، استُشهد فلسطيني إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية شقة سكنية داخل عمارة "المتميزون".

كما أسفر استهداف طائرات مسيّرة لمجموعة من المواطنين جنوبي مدينة غزة عن سقوط شهداء وجرحى، في حين واصلت المسيّرات الإسرائيلية إطلاق النار على مناطق متفرقة من حي الزيتون جنوب المدينة.

غارات على رفح وخانيونس

شنّ الاحتلال غارتين جويتين على مناطق جنوب مدينة خانيونس، تزامنًا مع قصف مدفعي طال الأحياء الشرقية من مدينة رفح. وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن مقاومين فلسطينيين أطلقوا قذيفتي "RPG" على موقعين كانت تتحصن فيهما قوات إسرائيلية في حي الجنينة برفح، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين هما يشاي أورباخ ويام فريد يام، إضافة إلى إصابة 6 جنود آخرين، ثلاثة منهم بجراح خطيرة.

أرقام ثقيلة

على صعيد الإنساني، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل ألقت منذ بدء العدوان أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع، ما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 62 ألف فلسطيني، وارتكاب أكثر من 12 ألف مجزرة.

انهيار إنساني.. والمطابخ الخيرية تغلق

مع استمرار القصف وغياب الإمدادات، أعلنت الأمم المتحدة أن عددًا متزايدًا من المطابخ الخيرية في غزة توقفت عن العمل بسبب نفاد الغذاء. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن غياب المساءلة الدولية عن جرائم الاحتلال أمر "صادم"، مضيفةً على لسان منسقة الطوارئ في غزة كلير مانيرا أن المدنيين يُقتلون "بشكل جماعي ويومي".

31 أسيرة في ظروف لا إنسانية

أفاد مكتب إعلام الأسرى أن 31 أسيرة فلسطينية محتجزات في سجن الدامون يواجهن ظروفًا مأساوية، موزعات على أربع غرف ضيقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة. إذ اقتحمت قوات الاحتلال غرفة الأسيرات رقم (5) ثلاث مرات خلال أسبوع واحد فقط، ضمن سياسة تنكيل ممنهجة. كما سُحبت الساعة من القسم، مما حرم الأسيرات من معرفة أوقات الصلاة أو مواعيد الطعام، في حين يُطفأ الضوء عند التاسعة والنصف مساءً ليخيم الظلام الكامل على الغرف، ويضيف طبقة أخرى من القهر والمعاناة.

الأسيرات يُجبرن على تقاسم 15 ليفة استحمام فقط، ويعانين من ندرة شديدة في مستلزمات النظافة وملابس الصلاة، حتى إن بعضهن يضطررن لاستخدام غطاء السرير للصلاة. وقد صادرت إدارة السجن ملابسهن الشتوية، وأجبرتهن على استلام ملابس صيفية دون توفير بدائل، ما ترك عددًا منهن دون غطاء ملائم.

أما الطعام، فلا يكاد يُسدّ الرمق، إذ لا تتلقى كل أسيرة سوى خمس شرائح خبز يوميًا. وتتفاقم المعاناة مع وجود أسيرات مريضات يحتجن إلى عمليات جراحية وعلاجات طبية عاجلة، في ظل إهمال طبي متعمد قد يرقى، بحسب منظمات حقوقية، إلى جرائم ضد الإنسانية.

ودعا مكتب إعلام الأسرى المؤسسات الدولية والحقوقية إلى تحرك فوري لإنقاذ الأسيرات من هذه الظروف القاسية، ووقف سياسة الإذلال والتجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهن.

استشهاد مبعد

وفي خبر آخر، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد الأسير المحرر والمُبعَد معتصم طالب داود رداد (43 عامًا)، من بلدة صيدا شمال طولكرم، في أحد مستشفيات القاهرة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي أُصيب به خلال 20 عامًا قضاها في معتقلات الاحتلال.
وقد عانى الشهيد من إهمال طبي متعمد داخل السجون، ما أدى إلى إصابته بسرطان الأمعاء، إضافة إلى التهابات حادة، وارتفاع في ضغط الدم، وضيق في التنفس، وعدم انتظام في دقات القلب، وآلام مزمنة في الظهر والمفاصل.