يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ466 على التوالي، مع استمرار التصعيد العسكري الذي أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى في مختلف مناطق القطاع، وسط حديث حول اقتراب الإعلان عن وقف لإطلاق النار.
ووفقًا لوزارة الصحة، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في الساعات الـ24 الأخيرة، ما تسبب باستشهاد 61 فلسطينيًا وإصابة 281 بجروح، ليرافع عدد الشهداء إلى 46,645 منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي الساعات الأخيرة، ارتقى 32 فلسطينيًا، بينهم 7 أطفال، جراء سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منازل ومواقع سكنية في مناطق متفرقة من غزة، وفق ما أفادت به وكالة "الاناضول"، حيث استشهد 10 من أفراد عائلة "عابد" في خانيونس، جراء قصف منزل يؤوي نازحين في حي المنارة، حسبما بيّنته مصادر موقع "الترا فلسطين"
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر ضد العائلات في الساعات الـ24 الأخيرة، ما تسبب باستشهاد 61 فلسطينيًا وإصابة 281 بجروح
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مربعًا سكنيًا في محيط مفترق الغفري في مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة أكثر من 30 آخرين. وفي دير البلح، استشهد 9 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في غارات استهدفت شقة سكنية، خيمة للنازحين، ومقهى، بينما استشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، في قصف إسرائيلي استهدف مركبة في الزوايدة وسط القطاع. أما في مدينة غزة، فقد لقيت سيدة مصرعها وأصيب خمسة آخرون جراء قصف منزل لعائلة "سكيك" في حي الدرج. كما استشهد العديد من الفلسطينيين في قصف مكثف استهدف مناطق مختلفة في رفح، حيث تم استخدام الروبوتات المفخخة لنسف المنازل.
على الرغم من أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تكافح للوصول إلى العديد من الضحايا بسبب القصف العنيف، تشير تقارير وزارة الصحة إلى أن عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، مع تزايد صعوبة الوصول إليهم. وفي ظل هذه الظروف.
وفي السياق نفسه، ارتفع عدد الصحافيين والناشطين الإعلاميين الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 204، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وكان آخر الضحايا الصحافي محمد بشير التلمس، الذي استشهد، اليوم الثلاثاء، متأثرًا بجروح أصيب بها إثر قصف إسرائيلي استهدف حي الشيخ رضوان في مدينة غزة يوم الاثنين الماضي. وكان التلمس (40 عامًا) يعمل محررًا صحافيًا في وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا".
وفي بيان لها، نعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الصحافي التلمس والطالبة الصحافية أحلام نافذ التلولي، التي استشهدت جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأكدت النقابة في بيان نقله موقع "العربي الجديد" أن استهداف الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين يشكل جزءًا من الهجوم الممنهج الذي تشنه قوات الاحتلال بهدف إخفاء الحقائق ومنع نقل الرواية الفلسطينية إلى العالم. وشددت النقابة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والإعلام لتوفير الحماية اللازمة للصحافيين الفلسطينيين وضمان حرية عمل الصحافة في الأراضي الفلسطينية.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استهداف الصحافيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المتورطة في "جريمة الإبادة الجماعية"، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الوحشية. كما طالب المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الصحافية والإعلامية باتخاذ إجراءات ضد الاحتلال ورفع قضايا قانونية في المحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ويأتي هذا التصعيد من الاحتلال في وقت يزداد به الحديث حول إمكانية إعلان وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث أصدر المكتب الإعلامي الحكومي، مساء الثلاثاء، تحذيرات وصفها بالمهمة لأهالي قطاع غزة، من "مغبة الغدر الإسرائيلي الذي قد يترتب عليه وقوع مزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين".
وأوضح المكتب أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن ارتكاب المجازر حتى في أوقات الحديث عن وقف إطلاق النار، حيث يستخدم تلك الفترات لتحقيق المزيد من الأذى والخسائر، خاصة في المناطق التي تعرضت للقصف المكثف والتدمير الواسع. لذلك، شدد المكتب على "ضرورة اليقظة التامة والحذر الشديد في هذه المرحلة الحساسة".
وتشمل التحذيرات التي تم توجيهها إلى المواطنين الفلسطينيين مجموعة من النقاط الهامة، أولها الحذر أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات وأماكن النزوح، والابتعاد عن المناطق المدمرة أو التي تشهد قصفًا مكثفًا، خاصة في الساعات التي تلي الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث قد يكون الاحتلال قد نصب كمائن أو تفخيخ بعض الممتلكات. كما تم التأكيد على ضرورة الحذر من المنازل المهدمة التي قد تحتوي على أجزاء مدمرة تهدد حياة المواطنين.
كما دعا التحذير إلى توخي الحذر من بقايا الأسلحة التي لم تنفجر والتي قد تشكل خطرًا بالغًا على الحياة، محذرًا من الاقتراب منها أو لمسها. في الوقت نفسه، تم التنبيه على ضرورة الحذر في كافة التحركات اليومية، وخاصة تجنب التجمعات التي قد تكون هدفًا للاحتلال أو الأماكن التي تشهد تحركات غير اعتيادية.
وأكد المكتب على ضرورة الالتزام بتوجيهات السلامة والإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة أو تهديدات قد تشكل خطرًا على السلامة العامة، مع التأكد من أن جميع الخطوات المتخذة مبنية على الحذر الكامل والوعي بالمخاطر المحيطة.