26-أبريل-2025
 الوضع الإنساني في غزة كارثي (اليونيسف)

الوضع الإنساني في غزة كارثي (اليونيسف)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة لليوم الأربعين على التوالي، وسط تصعيد مستمر طال الأحياء السكنية وأماكن النزوح المكتظة بالسكان، بالتزامن مع تحذيرات منظمات دولية من انهيار كامل للوضع الإنساني في غزة مع تفشي المجاعة.

وفي الوقت نفسه، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على خطط عملياتية جديدة لتوسيع الهجوم البري تدريجيًا داخل القطاع، في ظل عجز دولي متزايد عن كبح التصعيد.

منذ فجر اليوم، استُشهد 16 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، بينهم 13 شهيدًا في مدينة غزة وحدها

تصعيد دموي في القطاع

منذ فجر اليوم، استُشهد 16 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، بينهم 13 شهيدًا في مدينة غزة وحدها.

في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، سقط شهيد وعدد من الجرحى جراء استهداف منزل، كما استُشهد فلسطينيان جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف محيط دوار التعليم شمالي القطاع.

وفي حي الصبرة جنوب مدينة غزة، استهدفت غارة إسرائيلية منزلًا في شارع الثلاثيني، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين شهيد وجريح. كما شنّ الاحتلال قصفًا استهدف منزلًا في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمالي القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى آخرين.

واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف على مخيم البريج وسط القطاع. أما في مدينة خانيونس جنوب القطاع، فقد استشهد فلسطيني متأثرًا بجراح أصيب بها خلال قصف على منزله مساء أمس.

استهداف متعمد للصحافيين

وفي سياق موازٍ، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحافيين الفلسطينيين، بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل وقائع الإبادة الجماعية في غزة إلى العالم.

وفي بيان رسمي، أدان المركز اغتيال صحافي فلسطيني وزوجته وابنته أثناء سيرهم قرب منزلهم في دير البلح وسط القطاع. وقال المركز الحقوقي: "استمرار استهداف الصحافيين بشكل متصاعد يؤكد أن القتل عمدي ومقصود، في إطار تغييب نقل الحقيقة وتغطية وقائع الإبادة الجماعية في غزة".

وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة استشهاد الصحافي سعيد أبو حسنين متأثرًا بإصابته جراء قصف إسرائيلي استهدفه برفقة عائلته الأربعاء الماضي، ليرتفع بذلك عدد الصحافيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 212 صحافيًا، بينهم 13 صحافية، في أعلى حصيلة مسجلة عالميًا منذ بدء توثيق استهداف الصحافيين عام 1992.

انهيار إنساني ومجاعة تقترب

وسط استمرار العدوان على قطاع غزة، تتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل خطير. فقد صرحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين،  لقناة "PBS" الأميركية، بأن برنامجها "أرسل آخر شاحنة غذاء إلى غزة، ولم يتبقَّ شيء"، مؤكدة أن الأوضاع هناك مأساوية، وأن السكان "يتضورون جوعًا"، مع تحذير من أن المجاعة ستطال أعدادًا أكبر مع استمرار عجز المنظمات عن إدخال المساعدات إلى القطاع.

وشددت ماكين على أن "الغذاء ليس قضية سياسية، وتحويله إلى أداة للضغط أمر غير مقبول ولا يجب أن يحدث"، نافية وجود أي أدلة على استخدام حركة حماس للمساعدات الغذائية لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية.

من جهته، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إسرائيل إلى وقف عرقلة إيصال المساعدات الغذائية والطبية العاجلة إلى المدنيين في القطاع.

خطط إسرائيلية للتصعيد العسكري

بالتوازي مع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، تستعد إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية تدريجيًا. فقد أفادت هيئة "البث الرسمية" الإسرائيلية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، صادق على خطط عملياتية جديدة تشمل إخلاء السكان وتوسيع التوغّل البري داخل القطاع.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش رفع توصية إلى المستوى السياسي بتوسيع العملية بشكل تدريجي، مع خطط لاستدعاء مزيد من جنود الاحتياط خلال الأيام المقبلة. وأضافت القناة أن الجيش "يعطي فرصة أخيرة للمفاوضات"، محذرًا من اتخاذ "قرارات كبيرة" في حال عدم تحقيق تقدم ملموس.