الاحتلال يستعد لتوسيع عملياته جنوب القطاع.. وتحذير أممي من استخدام الغذاء كسلاح

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدموي على قطاع غزة بلا هوادة، في ظل حصار خانق يطوق أكثر من مليوني فلسطيني محرومين من أبسط مقومات الحياة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة وجوع ينهش الفئات الأكثر ضعفًا، وفي مقدمتها الأطفال.

ويتزامن هذا التصعيد مع حملة عسكرية شرسة في الضفة الغربية، حيث تشن قوات الاحتلال اقتحامات واعتقالات وتدميرًا للبنى التحتية، إلى جانب فرض طوق أمني مشدد على بلدة بيتا جنوب نابلس، في مشهد يجسّد حجم الانفلات الممنهج الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وسط صمت دولي مطبق.

اتهم المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، إسرائيل باستخدام حياة الأطفال الفلسطينيين كورقة تفاوض، مؤكدًا أن الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة تستخدم الغذاء كسلاح ضد المدنيين

شهداء في بيت لاهيا ورفح وخانيونس

استشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فيما استشهد مواطن آخر بنيران طائرة مسيرة في منطقة المنارة جنوب شرقي خانيونس.

وفي تطور آخر، استشهد فلسطيني وجُرح آخر جراء قصف مدفعي استهدف بلدة خزاعة شرق خانيونس، بينما استشهد ثلاثة مزارعين بصاروخ إسرائيلي أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية في منطقة المواصي غرب مدينة رفح.

كما أعلنت مصادر طبية استشهاد طفلة متأثرة بجراحها في قصف سابق على خان يونس، في حين أُصيب عدد من المدنيين بجروح نتيجة قصف على مبنى في دير البلح وسط القطاع.

وأفادت وكالة "وفا" بأن مدفعية الاحتلال استهدفت أيضًا مناطق شرق دير البلح، ومفترق ميراج شمال رفح، بالإضافة إلى أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، بينما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على حي المنارة جنوب خانيونس.

وذكرت مصادر محلية أن طيران الاحتلال دمّر مبنى بلدية النصر شمال شرق مدينة رفح.

الغذاء كسلاح: الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بابتزاز إنساني

على الصعيد الإنساني، اتهم المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، إسرائيل باستخدام حياة الأطفال الفلسطينيين كورقة تفاوض، مؤكدًا أن الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة تستخدم الغذاء كسلاح ضد المدنيين، ضمن استراتيجية التجويع والإذلال الجماعي.

استعدادات إسرائيلية لتوسيع العدوان واستدعاء الاحتياط

ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإصدار أوامر استدعاء لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، في إطار التحضير لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. وبحسب الصحيفة، فإن معظم هؤلاء الجنود سيتم نشرهم في مناطق لبنان وسوريا والضفة الغربية، ليحلّوا محل القوات النظامية التي ستُنقل إلى جبهة القتال في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يدرس توسيع عملياته لتشمل منطقة المواصي، إلى جانب إقامة مخيم كبير في تل السلطان، ليكون موقعًا مؤقتًا لنقل النازحين من المواصي إليه، بعد إخضاعهم لإجراءات "فحص أمني".

وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، أبلغت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية المستوى السياسي بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، لكنها أعربت عن رفضها الإشراف على توزيع هذه المساعدات داخل القطاع، متذرعة بـ"مخاوف أمنية".

اجتياح شامل لبلدة بيتا

في الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال حملتها العسكرية العنيفة على بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث فرضت إغلاقًا شاملًا على مداخل البلدة منذ يوم الأربعاء، مغلقة كافة الطرق بالسواتر الترابية، بما في ذلك المدخل الرئيسي والحارة الغربية وتحت الجسر.

عشرات الآليات العسكرية اقتحمت البلدة، وأطلقت النار على السكان داخل منازلهم، وأقدمت على تدمير عشرات خزانات المياه على الأسطح.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة بيتا الأساسية للبنات، وصادرت كاميرات المراقبة، ودمّرت مبنى الإدارة، وأطلقت النار عمدًا على خزانات المياه الخاصة بالمدرسة.

ووثّقت المصادر المحلية عمليات تدمير للبنية التحتية التابعة للبلدية، واقتحام عشرات المنازل، وسط حملات تفتيش عنيفة وتنكيل بالأهالي، في مشهد وصفه سكان البلدة بأنه "عملية انتقام جماعي".

الاحتلال يعترف بإصابة جنديين في بيتا

وكان جيش الاحتلال قد اعترف في بيان رسمي بإصابة جنديين جراء انفجار عبوة ناسفة في بلدة بيتا، أحدهما أصيب بجروح خطيرة، بينما أصيب الآخر بجروح طفيفة.

وذكر البيان أن "قواتنا فرضت طوقًا أمنيًّا محكمًا على البلدة وتواصل تمشيط المنطقة بحثًا عن منفذي العملية".

منع وفد فرنسي من دخول الضفة الغربية

قالت بلدية بيت لحم إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت، أمس الأربعاء، دخول وفد فرنسي رسمي إلى الضفة الغربية، كان من المقرر أن يزور عدة مدن فلسطينية ضمن مبادرة "عام فلسطين 2025"، التي تنظمها "منظمة المدن المتحدة الفرنسية" بالتعاون مع "شبكة التعاون اللامركزي من أجل فلسطين".

واعتبرت بلدية بيت لحم هذا المنع "تعديًا سافرًا على الخطوط الحمراء"، وتدخلًا غير مقبول في علاقات التعاون الدولية، مؤكدة أن الوفد كان يضم نحو 50 ممثلًا عن هيئات محلية فرنسية، ضمن جهود دعم الشعب الفلسطيني.