21-ديسمبر-2015

(لؤي بشارة/أ.ف.ب/Getty)

كتبت بعض المواقع الإلكترونية السورية: استغرق الراديو نحو ثلاثة وسبعين عامًا ليصل إلى خمسين مليون مستخدم، واحتاج الهاتف الثابت إلى أربع وعشرين سنة ليصل إلى العدد نفسه من المستخدمين، في حين استغرق الإنترنت أربع سنوات والهاتف المحمول ثلاث سنوات فقط، أما الفيسبوك استغرق سنتين فقط للوصول إلى خمسين مليون مستخدم. لكن، لا يزيد عدد مشتركي خدمة الإنترنت في سوريا باستخدام الوسائل التقليدية عن المليون مشترك حسب أرقام وزارة الاتصالات، وعدد مستخدمي الحزمة العريضة لا يتجاوز مائتي ألف مستخدم.

يعاني معظم مستخدمي الإنترنت في سوريا من بطء سرعتها مع تقطّعات متكررة في الخدمة

وكذلك يعاني معظم مستخدمي الإنترنت في سوريا من بطء سرعتها مع تقطّعات متكررة في الخدمة نتيجة وجود ضغط كبير عليها، يأتي من الزيادة المطردة في أعداد المستخدمين. وهذا قبل الثورة. وقد كشفت دراسة تقنيّة شملت 185 دولة لتحديد سرعة التحميل والتنزيل على شبكة الإنترنت أنّ وضع سوريا غير مرض في هذا المجال، إذ حلّ في المرتبة 151 بين الدول التي شملتها الدراسة، ومن حيث الكلفة، فإن خدمة الإنترنت في سوريا تعتبر مرتفعة، بالمقارنة مع دول المنطقة. وتؤكد دراسة مقارنة لهيئة تنظيم الاتصالات أن تكلفة الإنترنت على المواطن في سوريا هي الأعلى عالميًا. وترجع الدراسة هذا الأمر إلى البطء الشديد في الشبكة والانقطاع المستمر، ما يجعل إنجاز الأعمال عليها مستلزمًا أضعاف الوقت المماثل في بلدان أخرى.

وتختلف حالة الإنترنت في سوريا من محافظة إلى أخرى حسب وضع الحرب فيها. ففي محافظات دمشق، اللاذقية، طرطوس، وأجزاء من محافظة حلب والسويداء ما يزال الإنترنت الحكومي الرسمي وإنترنت الشركات السورية الخاصة يعمل في حالتيه البطيئة والسيئة.

قام تنظيم داعش بإغلاق جميع مقاهي الإنترنت في محافظتي الرقة ودير الزور ومنع الناس من استخدام الإنترنت تحت حجة الكفر المعتادة. ذلك رغم أنه ينشر بياناته على الإنترنت! وهدد مستخدمي الإنترنت بعقوبات شديدة من قبل الشرطة التابعة لهم التي تدعى الحسبة، وكذلك يسود وضع مشابه في أرياف حلب الشرقية.

أشار تحقيق في العام 2011 إلى استخدام النّظام السوري لأجهزة مراقبة للإنترنت

أما في محافظات الشمال السوري حيث انقطع الإنترنت السوري منذ عام 2013، نشطت شركات الاتصالات التركية في أجزاء من محافظة حلب ومحافظة إدلب ومحافظة الحسكة. وكذلك نشطت شركات اتصالات عراقية من شمال العراق في العمل في المنطقة الشمالية من محافظة الحسكة، بينما تعمل خطوط أردنية في جنوب سوريا في بعض أجزاء محافظتي درعا والسويداء.

كما عانت مدينة حلب بشكل خاص في الشمال السوري انقطاعًا في شبكة الإنترنت الحكومية لمدة عشرة أشهر منذ شباط/فبراير 2015 حتى تشرين الثاني 2015 بحجة انقطاع الكابلات المخدمة أثناء الحرب والقتال. وأشار تحقيق في العام 2011 أجرته صحيفة "وال ستريت جورنال" إلى استخدام النّظام السوري أجهزة مراقبة للإنترنت من إنتاج شركة أمريكيّة تدعى BlueCoat. حسب الصحيفة فإن عددًا من كبار مزوّدي الإنترنت في سوريا يستخدمون هذه الأجهزة منذ 2005.

الأربعة عشر جهازًا الذين حصلت عليهم سوريا مقابل حوالي سبعمائة ألف دولار أمريكي، وهذا هو العدد الأكبر حتى الآن الذي تمّ بيعه في صفقة واحدة. وإن كانت سوريا تمتلك خمسة وعشرين جهازًا من أجهزة الشركة. غالبية الأجهزة تمّ شراؤها عبر وسيط موجود في دبي، ولكن لم تكشف الصحيفة عن مصادر المعلومات الواردة في التحقيق. غير أن الثابت، هو أن النظام، لم يقلع عن مطاردة حيوات السوريين الخاصة بعد، فإما بالبراميل، وإما بالتجسس!

اقرأ/ي أيضًا:
التدوين السوري في مهب الثورة
فوضى المواقع الإلكترونية في موريتانيا