11-مارس-2019

غرد اليمنيون ضد التدخل الإماراتي والعبث بتاريخ بلادهم (تويتر)

الترا صوت - فريق التحرير

لم تتوقف الإمارات العربية المتحدة، الدولة الثانية في تحالف العدوان على اليمن، عن مساعيها الاحتلالية، ونشر الفوضى وانتهاك الحقوق السياسية والاقتصادية والسيادية لليمن، في المحافظات الجنوبية، وعرقلة حكومة هادي، من جهة، وإيقاف عملية تحرير البلاد من جهة أخرى. فاستمرار الحرب والصراع، يستدعي وجودها وهو ما تحلم به لتحقيق مكاسب شخصية، على حساب اليمنيين.

ما يزال الرفض الشعبي لتواجد أبوظبي حبيسًا في مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن المحافظات الجنوبية، شهدت مظاهرات حاشدة ضد التواجد الإماراتي ومليشياته المسلحة

ليس بيد اليمنيين حيلة، فحلمهم بالتخلص من المسلحين الحوثيين، دعاهم إلى الصبر على انتهاكات الإمارات، قبل أن تكشف عن مساعيها وطموحاتها التوسعية في الأراضي اليمنية، منذ دخولها في "عاصفة الحزم" وسعيها  للسيطرة على الموانئ والمطارات ومنابع النفط والغاز، والثروة السمكية والجزر اليمنية وباب المندب، والسواحل اليمنية في بحرالعرب والبحر الأحمر.

اقرأ/ي أيضًا: عدن تنتفض ضد التخريب الإماراتي ومرتزقة آل زايد

ما يزال الرفض الشعبي لتواجد أبوظبي حبيسًا في مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن المحافظات الجنوبية، شهدت مظاهرات حاشدة ضد التواجد الإماراتي ومليشياته المسلحة، لكن تلك المظاهرات لم تحدث فرقًا كبيرًا، لعدم تحرك حكومة هادي لوقف تدخل الإمارات في الشؤون الداخلية لليمن، بالإضافة إلى أن السعودية تدعم التحركات الإماراتية. 

وتحت شعار، #الامارات_تدعم_المليشيات، أطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية تندد بدعم الإمارات العربية المتحدة للمليشيات في اليمن. وتهدف الحملة التي انطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي، للتنديد بسياسة الإمارات وعبثها الذي تمارسه في جنوب اليمن وشماله بدعمها للمليشيات وإنشائها كيانات تقود تمردًا ضد الحكومة اليمنية.

غرد الناشط اليمني خليل العمري، على تويتر، قائلًا إن أبوظبي تستغل حالة الشباب المادية في بعض المحافظات اليمنية وتقوم باستقطابهم لتشكيل مليشيا موالية لها. وأكد أن الهدف من الميشيات، ليس مواجهة ‎الحوثيين وإنما تقويض سلطات الدولة والشرعية التي جاءت من أجل استعادتها.

‏أما الصحفي اليمني ومستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، مختار الرحبي، فقد قال إنه "لم يعد الأمر تحت الطاولة بل أصبح دعم ‎الإمارات للمليشيات واضحًا وبشكل علني، فهي تقوم بتجنيد وتدريب ورعاية لكل المليشيات التى تعمل خارج إطار الدولة في مناطق الجنوب". وتابع: "أعتقد أن ذلك ليس من أهداف التحالف الذي جاء لدعم الشرعية وإنما لتقويضها".

‏ودعا الرحبي إلى إعادة تقييم العلاقة بين الحكومة اليمنية، والتحالف العربي والجلوس على طاولة حوار شفاف وطرح كل الاختلالات وكل المشاكل التى حدثت وتحدث بين الشرعية والتحالف.  وأضاف أنه يجب أن تكون العلاقة بين الشرعية والتحالف، علاقة شراكة لا تبعية. وتساءل الرحبي:هل إنشاء مليشيات مسلحة في المناطق الجنوبية من أهداف التحالف العربي، وهل منع الرئيس والحكومة من العودة إلى عدن من أهداف التحالف؟ هل السيطرة على سقطرى وجزيرة ميون من أهداف التحالف؟

بدوره، غرد المحلل السياسي اليمني، سامي حروبي، مشيرًا إلى "‏سجون سرية وإخفاءات قسرية وتصفيات جسدية وإذلال للمناطق المحررة بشكل عام وعدن على وجه الخصوص وتقويض للسلطات الشرعية بشكل واضح ومحاربة رئيس الدولة بشكل علني".  وقال الحروبي إن "ما تخفيه الإمارات يغرد به هاني بن بريك، اللغز ليس بحاجة إلى حل والأمور واضحة ولاتحتاج إلى تفسير".

‏وفي ذات السياق اعتبرت الناشطة شفاء الناصر، أن تصرفات الإمارات تهدف إلى تقزيم وتشويه دور الدولة والشرعية. وأضافت: "لن تتحرر اليمن من مليشيا الحوثي، إلا بتحرير القرار السيادي اليمني المصادر أولًا، ورسم علاقة واضحة بين الشرعية والتحالف فيما يتعلق بمستقبل اليمن ثانيًا.

فيما صنف الدبلوماسي اليمني علي العمراني الدعم الذي يقدم للانفصاليين جنوب اليمن، بأنه لا يقل خطرًا عن التدخل الإيراني في شؤون اليمن. وقال العمراني الذي يشغل موقع سفير اليمن لدى الأردن في تغريدة نشرها على صفحته في فيس بوك: "إن الدعم الذي يُقدَّم للانفصاليين هو ما يحز في النفس ويثير الغضب، ويستوجب الرفض القاطع والاستنكار المطلق الواسع على كل المستويات وفي كل الوقت، أكثر مما يقوم به الانفصاليون أنفسهم".

وفي إشارة إلى الدعم الإماراتي لتشكيلات مسلحة تتبنى انفصال جنوب اليمن، اعتبر العمراني هذا الدور التخريبي الداعم للانفصاليين "لا يقل خطرًا عن التدخل الإيراني في شؤون اليمن، وكلا الدورين يستحقان الرفض والإدانة والتنديد والمقاومة على الدوام".

وتجيء هذه الحملة الإلكترونية، عقب إفشال الإمارات، عقد مؤتمر للائتلاف الوطني الجنوبي الداعم لشرعية الرئيس هادي، كان من المزمع عقده، الأربعاء الماضي 6 آذار/مارس.

وعزت اللجنة المنظمة للمؤتمر، في بيان لها تأجيل انعقاد المؤتمر "لأسباب إجرائية خارجة عن الإرادة حتى إشعار آخر ستعلن عنه اللجنة التحضيرية، وسيتم فيه تحديد زمان ومكان الانعقاد"، غير أن مسؤولين موالين للإمارات كانوا قد هددوا بإفشاله.

وكان من المقرر أن يشارك في الفعالية مسؤولون في الحكومة وقادة سياسيون من مختلف التيارات ووجهاء وقادة عسكريون من مختلف المحافظات الجنوبية، وأن تهدف إلى إسناد مشروع اليمن الاتحادي المكون من ستة أقاليم، والذي أقره مؤتمر الحوار الوطني ويتبناه الرئيس عبدربه منصور هادي.

وكان هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، قد هدد قبيل انطلاق المؤتمر، بأن السلطات المصرية ستمنع عقد المؤتمر. وغرد بأن "أجهزة الأمن المصرية لن تكون بعيدة أبدًا عن تحركات شخصيات إخونجية بارزة في الشرعية اليمنية، من وزراء ومن مكتب الرئاسة والتي تخطط لعقد مؤتمرات جنوبية مزعومة في مخطط إخونجي بئيس لتفريخ مكونات جنوبية تديرها جماعة الإخونج الإرهابية"، مضيفًا: "ونحن على تعاون تام مع الأمن المصري لفضحهم".

المجلس الانتقالي… ورقة الإمارات الرابحة!

وفي والوقت الذي تقدم فيه الإمارات الدعم العسكري للمليشيات المسلحة على الأرض، تقدم الدعم المالي واللوجستي لقيادات المجلس الانتقالي، للتحرك خارجيًا، فعقب تجاهل وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت للمجلس، أثناء زيارته إلى العاصمة المؤقتة عدن، دفعت أبوظبي بعيدروس الزبيدي رئيس المجلس للسفر إلى بريطانيا لكسب ود لندن من أجل الحصول على دعم لتحقيق مكاسب سياسية، غير أنه لقي سخرية واسعة من الناشطين اليمنيين.

وقال عيدروس الزبيدي، في كلمة ألقاها في مركز السياسات الدولية بتنظيم البرلمان البريطاني في لندن، إن سيطرة بريطانيا على مدينة عدن وجنوب اليمن طيلة 139 عامًا، لم تكن احتلالًا بل كانت علاقة شراكة بين الجانبين. مضيفًا: "فضلنا أن تكون بريطانيا هي المحطة الأولى، لما لها من تأثير إيجابي على شعب الجنوب وبحكم الشراكة القديمة والتواجد البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون". وزاد قائلًا "أردنا أن تكون أول زيارة لبريطانيا باعتبارها كانت شريكًا في الماضي وساهمت في ترسيخ النظام والقانون في مدينة وميناء عدن، والشعب الجنوبي له إرث طويل معها".فيما اعتبر أنه "ليس للحكومة الشرعية أي نفوذ في الجنوب، ولا توجد على الأرض، ومن الممكن أن تنهار المحافظات الثمانية بالكامل، ليغرق البلاد في فوضى تامة"، حسب قوله.

ولم يلتق وزير الخارجية البريطاني، جرمي هنت، أي مسؤول في المجلس أثناء زيارته إلى عدن الأسبوع الماضي. ويرى مراقبون أن عدم مقابلة هنت للمجلس الانتقالي، وعقده لقاءات مع مسؤولين في حكومة هادي، يعني عدم اعتراف بريطانيا بالمجلس المدعوم إماراتيًا.

عبث في التاريخ

أثار وصف الزُبيدي للاحتلال البريطاني باعتباره "شراكة" ردود فعل غاضبة بين اليمنيين، ووصفوا ما قاله بأنه لا يخرج عن سياق "المراهقة السياسية"، التي أوضحت عن حجم الوعي الذي يتسم به الزُبيدي والانتقالي الجنوبي المدعوم من إيران.

وذكّر نشطاء وسياسيون الزُبيدي بجرائم الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ونشروا صورًا أرشيفية لاعتداءات جنود بريطانيين على المدنيين في عدن.

في هذا السياق، قال الكاتب اليمني عبدالناصر المودع، في سلسلة تغريدات على تويتر، "في ندوة لندن المدفوعة الثمن سرد عيدروس الزبيدي مجموعة من الأكاذيب، أهمها ادعاؤه بأن الوحدة لم تتم وما حدث كان مجرد محاولة.

ليس بيد اليمنيين حيلة، فحلمهم بالتخلص من المسلحين الحوثيين، دعاهم  إلى الصبر على انتهاكات الإمارات، قبل أن تكشف عن مساعيها وطموحاتها التوسعية في الأراضي اليمنية

وأضاف أنه "يعني [أن] كل قرارات مجلس الأمن المصاغة من بريطانيا والتي تؤكد على وحدة اليمن، والجمهورية اليمنية التي يعترف بها العالم مجرد وهم وفقًا لادعاءات الزبيدي".‎

اقرأ/ي أيضًا: الإمارات.. عداء متصاعد للربيع العربي

الناشط الصحفي مأرب الورد، غرد من جانبه قائلًا: "احتلت بريطانيا جنوب ‎اليمن 129 عامًا، ولم تخرج إلا بفضل تضحيات الحركة الوطنية شمالًا وجنوبًا والتي انتصرت في ثورة 14 أكتوبر المجيدة". واستدرك، "لكن عيدروس الزبيدي يعتبر ذلك الماضي الاستعماري شراكة، وعلى هذا الأساس يغازلها". مضيفًا أنه "موقف مخجل ويجب أن لا يمر دون رد من الحراك الجنوبي وبقية القوى".

أما المحلل السياسي ياسين التميمي، فقد أكد أنه على الجنوبيين أن يطووا أكثر من نصف قرن من ادعاءات النضال ضد ‎الاستعمار البريطاني، ويعيدوا كتابة شواهد قبور مناضلي تلك الثورة باعتبارهم موتى، "عهد الشراكة وفرض القانون" إن كانوا بالفعل يحترمون ما قاله ‎عيدروس الزبيدي.

وأوضح التميمي أن "ما قاله ‎الزبيدي في ‎لندن وأعاد من خلاله توصيف ‎الاستعمار البريطاني باعتباره شراكة وفرضًا للقانون، ليس إلا ما أُريد لهذا الساذج أن يقوله من قبل المستعمر الجديد ‎أبوظبي، التي تريد أن يفهم اليمنيون أن مساعيها لاحتلال الجنوب ليس إلا نوعًا من الشراكة وفرض القانون".

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليمن على خطى الصومال

صالح: سوقيٌ بدرجة رئيس جمهورية