14-يونيو-2016

إعلان الداندو

يحتاج المنتج في الإعلان التلفزيوني إلى قيمة جديدة يضيفها للمنتج التجاري حتى يقبل الناس على شرائه، فيقوم الإعلان بربط المنتج التجاري بقيمة لا علاقة له بها، حتى يستطيع الترويج له، ولكي يحقق ذلك عليه أن يقرأ جيدًا القيم التي يقوم عليها المجتمع. ففي مجتمعاتنا العربية مثلًا، وهي التي تعطي قيمة خاصة لكل القيم الذكورية، يقوم ربط مشروب شعير بـ"الرجولة" بل بمفهوم الفحولة تحديدًا في إعلان تلفزيوني. الإعلان يركز على القيم التي يستمد منها الشرقي قوته.

اقرأ/ي أيضًا: عقلية المجتمع الذكورية: رامز جلال مثالاً

كما أن الإعلان التجاري عادة ما يركز على فئة دون غيرها وهي غالبًا فئة الشباب والمراهقين ويركز على القيمة التي قد تهمهم ومنها الصراع مع الكبار ومحاولة التخلص من أفكارهم، الإزعاج والرغبة في الاستقلالية وهو ما يصدره هذا الإعلان مثلًا.

المشكلة هي في القيم السيئة التي يتم تمريرها من خلال الإعلانات عادة، على سبيل المثال "أن الشخص الذي لا يحمل هاتفًا جوالًا هو شخص وحيد ولا يمكنه الاندماج مع أصدقائه مثل تيمة أحد الإعلانات التجارية التي كان شعارها "معنا أو مع نفسك".

وعلى هذا المنوال، هناك إعلانات تجارية أخرى تروج لسلوك معين بصفته يخص فئة دون غيرها أو جنس معين دون غيره أو مهنة معينة دون غيرها كأن تخص النميمة النساء أو أهل الفن، وأن يتم ربط ذلك بعروض شركات خطوط الاتصالات.

أما أكثر الإعلانات التي تشكل في حد ذاتها استفزازًا ليس فقط لتمريرها إشارات جنسية على لسان رضع بل لأن المعلومة التي تم نشرها خاطئة طبيًا، كانت إحدى إعلانات الأطفال عن الحليب، حيث يجلس مجموعة من الأطفال يتحدثون عن تطورهم واستغنائهم عن الرضاعة من الثدي، معتمدين كلمة غامضة تم استخدامها لاحقًا ككلمة جديدة في الشارع للتحرش.

اقرأ/ي أيضًا: لا أحد سينسى "الداندو"

الإعلان السياسي أيضًا له نصيبه من التأثير في الناس، ولكن هذه المرة وبسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية في مصر فقد نال إعلان "الحاجة زينب"، التي تبرعت لصندوق "تحيا مصر" بقرطها الذهبي حظه من السخرية والانتقاد، حيث رأى كثيرون أن الإعلان يفتقر إلى الإبداع ويركز على التبرع كمصدر مهم للدخل دون محاولة للسير في اتجاه أكثر فاعلية وأيضًا في ظل سياسات اقتصادية تخطو نحو تفقير الشعب. السخرية جعلت من "الحاجة زينب" نفسها رمزًا للمتبرع الساذج للحكومة، التي تنتظر تبرعه ثم تعود لتصرفه على صفقات السلاح وتوسيع ميزانية الجيش والقضاء.

اقرأ/ي أيضًا:

بن علي يحاور ساسة تونس على الهواء في رمضان!

5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"