16-يوليو-2016

فاجأ فشل العملية الانقلابية في تركيا العديد من وسائل الإعلام العربية(أحمد زجي/الأناضول)

كانت ليلة أمس طويلة في تركيا والعالم، حيث حبس الجميع أنفاسه وهو يتابع ما يجري، أعلن الجيش السيطرة على البلاد، وهاجم البرلمان، واحتل مبنى التلفيزيون الرسمي وأذاع بيانه الأول، بينما اتصل أردوغان بإحدى القنوات التركية يدعو الشعب للنزول للحفاظ على مكتسباته وعلى حكومته المدنية. التبست الصورة عند الكثيرين وعند الإعلام العربي بشكل خاص ووافقت هوى كثيرين وانحيازاتهم فسقطوا في أخطاء وتعمدوا غيرها، فيما يلي أبرز الأخطاء التي تندر بها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

انحياز وسقوط مهني ميّزا تغطية المحاولة الانقلابية التركية في العديد من وسائل الإعلام في العالم العربي

اقرأ/ي أيضًا:  الليلة الكاشفة.. تركيا في الإعلام العربي

منذ الانتخابات التركية الماضية، وقناة "سكاي نيوز عربية" لا تخفي انحيازها، وقد تميزت بشعارها حينها "ديمقراطية الديكتاتور"، وهو ما يعتبر افتقارًا للاحترافية والمهنية في التعامل مع حدث بهذا الحجم. وفي المحاولة الانقلابية في تركيا الليلة الماضية، واصلت القناة نفس المنهج في التغطية، كانت كل عناوينها تشير إلى سيطرة الجيش على الدولة وتخفي أي تفاصيل أخرى.

قامت قناة سكاي نيوز عربية بحذف عدد من تغريداتها بعد اتضاح فشل المحاولة الانقلابية

على هاشتاج #انقلاب_تركيا : بدأت الأنباء تتوارد كالتالي: "الجيش التركي يعلن الإطاحة بالرئيس وأردوغان يدعو أنصاره للنزول إلى الشارع"، تلا ذلك خبر أن مسؤولًا تركيًا صرح لرويترز أن "انعدام الأمن بالبلاد سيستمر لمدة 24 ساعة"، ثم بيان للجيش التركي يعلن تولي السلطة في تركيا، ثم إعلان القناة طلب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا. أما بعد تأكد أخبار فشل المحاولة الانقلابية فقد تم إزالة معظم التغريدات ذات الصلة بهذه الأخبار. وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تغطية قناة العربية للمحاولة الانقلابية وانتشر هاشتاغ #حمله_البصق_علي_العربية حيث اتهموا القناة بالانحياز للانقلابيين واستباق الأحداث وبث أخبار مغلوطة.

تغريدات قناة العربية حول المحاولة الانقلابية

أما الإعلام المصري فلا يمكن وصف ما قدمه إلا بأنه "سقوط مهني"، تجاوز مجرد الانحياز. صدرت أعداد من صحف رسمية بالعناوين التالية: "الجيش التركي يطيح بأردوغان". وعند تحرك الجيش لإصدار البيان الرسمي للانقلاب، قامت محطات مصرية حكومية وأخرى خاصة بتركيز تغطيتها على "نجاح الانقلاب"، وبدا ذلك من خلال عناوين كـ"مظاهرات في اسطنبول مؤيدة للجيش"، و"هتافات بطول البلاد وعرضها معادية لأردوغان وحكومته"، و"أردوغان يطلب اللجوء إلى ألمانيا هو وأسرته ويطلب وساطة دول كبرى لمنحه لجوءًا آمنًا" و"أردوغان يهدد: أنا أو الفوضى والدم"!

عناوين الصحف المصرية اليوم

قنوات أخرى مصرية معروفة كقناة "القاهرة والناس"، و"صدى البلد"، و"السي بي سي" و"النهار" وغيرها، كانت تتناول المحاولة الانقلابية بنفس نبرة التشفي إلى أن تبين الخيط الأبيض من الأسود وفشلت، فانتقلت العناوين إلى "دعم الإرادة الشعبية" و"احترام الشأن الداخلي التركي".

أما برامج "التوك شو" في مصر فحدث ولا حرج عن ما أصدرته من حوارات ونقاشات، فهي برامج تستمد وتستند إلى الأجندات الرسمية للحكومة، من ذلك ما قاله المذيع أحمد موسى، المقرب من النظام المصري، فقد وصف أن ما حدث في تركيا "ثورة" ولم يعتبره "انقلابًا"، وقال: "هي ثورة من داخل القوات المسلحة التركية.. القضاء التركي بات مسيسًا والمواطن يعاني والحكومة بعد أن كانت علمانية أصبحت إخوانية دينية". كما صرح أحمد موسى أن "أردوغان وحكومته أنفقوا الملايين على التنظيمات الإرهابية دون أن يورد أي دليل أو حجة " واعتبر أن "كل من نزل إلى الشارع هم أعضاء حزب العدالة و التنمية".

اقرأ/ي أيضًا: 

المصالحة مع إسرائيل.. تركيا تراجع موقفها الإقليمي

لماذا يتودد أردوغان إلى بوتين؟