12-سبتمبر-2019

تستغل الإمارات سردية محاربة الإرهاب لتمرير أجنداتها في اليمن (فيسبوك)

شكلت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، من المسؤولين الذين أقالهم الرئيس هادي من مناصبهم والعديد من الشخصيات الجنوبية المطالبة بالانفصال، بالإضافة إلى أنها أنشأت مليشيات مسلحة بلغت 90 ألف جندي، لا تخضع للحكومة الشرعية، بل باتت ندًا لها وتعمل على اجتثاثها.

ترى آراء عديدة أن الإمارات تدعم التنظيمات الإرهابية في كثير من المناطق اليمنية، لكنها تتخذ من التنظيمات نفسها شماعة لتمرير مشاريعها وأجندتها التوسعية في اليمن

خلال العامين الماضيين أعلنت الإمارات حربها ضد تنضيم القاعدة وداعش في الجنوب، وشنت عدة عمليات لمهاجمة أوكار عناصر التنظيم في حضرموت وأبين ولحج وعدن، لكن تلك العمليات كانت تخفي وراءها هدفها الأساسي في نشر القوات الموالية لها في الجنوب، لتنفيذ أجندتها في احتلال الموانئ اليمنية والعمل على تقويض عمل الحكومة وتمزيق اليمن، حسب ما يتداوله متابعون.

اقرأ/ي أيضًا: تمدد الانتقالي في جنوب اليمن.. تقسيم البلاد برعاية أبوظبي!

تدخلت الرياض وأبوظبي في اليمن، من أجل إعادة الشرعية، لكنهما اتجهتا نحو المحافظات الجنوبية التي لم يصل إليها الحوثيون، تحت مزاعم تأمينها من التنظيمات الإرهابية. ونشرت الإمارات القوات الموالية لها في حضرموت وشبوة وأبين وعدن ولحج، تحت اسم محاربة التنظيمات الإرهابية للتغطية على أهدافها الخاصة.

في حزيران/يونيو الماضي، أعلنت الرياض عن إلقاء القبض على أمير تنظيم الدولة في اليمن، الملقب بـ"أبو أسامة المهاجر"، وعدد من القيادات الأخرى بمحافظة المهرة شرقي البلاد. وجاء هذا الإعلان بعد أن فشلت الرياض في السيطرة على المحافظة، عقب توسع الاحتجاجات الشعبية، والاعتصامات المطالبة برحيل القوات السعودية منها، فيما بدا محاولة من أجل تفادي السخط الشعبي العام، غير أن تقارير عديدة، تفيد بتواطؤ دول التحالف، مع التنظيمات الإرهابية نفسها، من خلال عقد صفقات وتسويات سرية.

نشر الفوضى.. والمتهم القاعدة وداعش!

خلال الأشهر الأخيرة، لم يتم تداول الكثير من الأخبار عن عمليات إرهابية في الجنوب، لكن وقبيل انقلاب عدن استهدف إرهابيون مركز شرطة في المدينة نفسها، وهو ما تزامن مع الهجوم الحوثي على معسكر اللواء الأول دعم وإسناد. سرعان ما أعلن المجلس الانتقالي الموالي للإمارات وقوف الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح وراء الهجوم الإرهابي، وجعل من ذلك مبررًا للانقلاب عليها وطردها من الجنوب.

بعد انقلاب عدن، وتوجه القوات الحكومية الموالية لهادي لاستعادة السيطرة عليها، شنت الإمارات عدة غارات جوية استهدفت القوات الحكومية على أبواب مدينة عدن، وفي محافظة أبين المجاورة لها. فيما اعتبرت أبوظبي أن غاراتها مشروعة استهدفت مسلحين إرهابين كانوا يحضرون للهجوم على مقر التحالف في عدن، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك داعية إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب في اليمن.

وبعد غاراتها التي استهدفت قوات الجيش، وأسفرت عن سقوط 300 جندي بين قتيل وجريح، شهدت المحافظات الجنوبية عدة هجمات إرهابية، كان آخرها حدوث انفجار عنيف استهدف مقرًا تابعًا للمجلس الانتقالي بمديرية الشحر بساحل محافظة حضرموت. يأتي ذلك بعد يومين من اغتيال جندي في قوات الحزام الأمني الموالي لأبوظبي بمديرية الوضيع في محافظة أبين جنوبي اليمن، بعد أيام من تفجير مسلحين مجهولين مبنى في منطقة "عكد" شرقي المحافظة ذاتها، كانت تتخذه قوات الحزام الأمني مقرًا لها.

يأتي ذلك بالإضافة إلى عدة هجمات أخرى تركزت في محافظتي عدن وأبين جنوبي البلاد، في تصعيد لم يصب في مصلحة أحد، بقدر الإمارات، وفي مصلحة سرديتها تحت عنوان عودة التنظيمات الإرهابية إلى الجنوب بدعم من الحكومة الشرعية.

وبعد كل عملية إرهابية، تتهم وسائل إعلام إماراتية، الحكومة الشرعية وحزب الإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن، وتنظيم القاعدة وداعش، بالوقوف وراءها، فيما يراه متابعون نوعًا من الضغوط للاعتراف بالمجلس الانتقالي الذي تدعمه من جهة، ولتبرير جرائمها من جهة أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

أما المفارقة الأكبر، فأن أبوظبي التي تتبنى عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، هي من أبرز المتهمين بدعم الإرهاب، فهاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي، كان من أعضاء تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أن عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين يعتبر من القيادات البارزة في التنظيم، ناهيك عن تجنيد أبوظبي العشرات من عناصر القاعدة ضمن قوات الأحزمة الأمنية والنخب الشبوانية والحضرمية، حسب تحقيقات نشرتها وسائل إعلام عديدة.

تُعد أبوظبي التي تتبنى عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، من أبرز المتهمين بدعم الإرهاب، حيث تجند العشرات من عناصر القاعدة ضمن قوات الأحزمة الأمنية والنخب الشبوانية والحضرمية، حسب تحقيقات نشرتها وسائل إعلام عديدة

وتدعم الإمارات القيادي السلفي عادل فارع، قائد كتائب أبوالعباس في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، المدرج ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية. وخلص تقرير لشبكة CNN الأمريكية إلى أن الأسلحة التي قدمتها واشنطن للإمارات والسعودية في حرب اليمن قد انتهى بها المطاف إلى يد تنظيم القاعدة. وترى آراء عديدة أن الإمارات تدعم التنظيمات الإرهابية في كثير من مناطق اليمن، لكنها تتخذ منها شماعة لتمرير مشاريعها وأجندتها في اليمن.   

 

اقرأ/ي أيضًا:

#أخرجوا_الإمارات_من_اليمن.. كفى تعذيبًا لشباب "اليمن الحزين"

أبوظبي والرياض في اليمن.. تغطية الفشل والصراع الخفي عبر اتهام الدوحة