12-مارس-2017

رولا حلواني/ فلسطين

يجيء الحب 
لا ليذهب 
إنما ليذكرك
كم أنت وحيد في غيابه
كان
بإمكاني أن أحزن وحدي
آه كم فعلتها
ولكن لا شيء يضاهي الأسى 
الذي تمليه علينا الوحدة 
بينما
نبحث عن أحد ما 
كان فيما مضى 
يشاركنا الفرحة
بامتنان
*

لا الحيلة أنجدتنا
ولا المجاز 
بينما الصفحات بين أيدينا 
نطويها 
واحدة تلو الأخرى 
في سعينا الدائم 
لبداية جديدة 
أعرف حياتنا الآن 
أكوامًا من الورق 
حائرون بها
نلقيها بالحاوية 
أو
ندسها في المدفأة.
*

تركنا الأشياء تكبر
في أعماقنا
ذلك أننا 
لم نتعلم طريقة مثلى 
لقولها
دون أن ننفجر
بهذا عرفنا الحرب
دائرة بالقرب 
منذ البدء.
*

كنت بالأصل ذئبةً 
لكنّ التجربة أنقذتني 
من فتنة الطزاجة في جسد الطريدة
وكانت لي أقدام عاشقة 
تقع بالفخاخ كل مرة
لتصطاد قلبك. 
*

بنينا بيتًا كبيرًا
بعد أن طُرِدنا من بيتنا 
لننتقم من التشرد 
والضيق
من منا كان يقصد الشعر حينها! 
لا أحد
غير أن البيوت الكبيرة 
تجعلك وحيدًا
على نحو ما 
كانت لي غرفة بعيدة 
وباب لا يطرقه أحد 
ونافذة تطل على مقبرة 
زُرِعت على سفح تلة 
وموتى يرقدون بهدوء 
كنا نزورهم على الدوام
لا لشيء
إنما لنقرأ أسماءهم الكاملة 
التي لم ينادهم بها أحد 
المكتوبة 
على الشواهد.
*

يتسع الكون فجأة 
عندما نكون تائهين 
ليست فجأة تمامًا 
إنه الغموض 
الذي يجعل من البداية 
أمرًا بعيدًا 
كالنجوم
التي تصير بلا معنى 
فيما لو اقتربنا منها 
ربما سنختار لها عندئذ 
اسمًا أكثر توحشًا 
أو نبقى مشدوهين 
أمام اشتعالها المهول 
إلى الأبد
وحيدةً وصغيرةً 
هذا الإحساس الذي يدلني 
على التيه
أفكر الآن بأشياء كثيرة 
كالامتنان للغرباء مثلًا 
الذين يهونون علينا هذا الاتساع
عندما يملؤونه بالوعود
والغناء
قد أتحدث بصوت مرتفع 
قد أعود إلى المنزل
لكنني لن أجرؤ على الصراخ 
فليس من الحكمة أن أصرخ
بينما أنا تائهة في الغابة
ذلك أنني 
لن أعرف 
أي شيء 
سيجدني حينها.
*

خطواتك في قلبي
باقية للأبد
حيث لا كائنات هناك
أو رياح
لتمحو
هذا الأثر.
*

أنتمي للأثر
الذي جعل 
من الشاهق جبالًا
من السحيق وديانًا 
من الشروق شموسًا
من اللمعان نجومًا 
من الارتواء عيونًا 
صُنِعت الكلمات من أجسادنا 
من أثر الأشياء 
الساحر فينا.
*

عرفت الإبرة كما القش
مزيج متآلف من الوخز
*

قد يكبر الحريق 
قد يحجب دخانه السماء 
قد يلاحقه الجميع 
الطائرات والناس والمياه
لكن لن يحمل قصته 
في نهاية الأمر
إلا كومة مهملة
من الرماد.
*

عائلة كاملة
من الحب
تسكن أعماقي 
ومع هذا 
وحدها الثياب والأطباق المتسخة 
تدل على غيابي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ولحبك.. كذبت

زهرة تحت ظل السيف