تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 419 على التوالي، وسط حصار مطبق يعاني منه سكان شمال القطاع، مع تحذيرات أممية متجددة بشأن تفاقم الوضع الإنساني.
في تحذير جديد أصدرته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أعلنت الوكالة في بيان اليوم الخميس عن تفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة المحاصر، حيث يعيش نحو 75 ألف فلسطيني في ظروف قاسية للغاية. وأكدت الأونروا في بيانها أن فرص بقاء هؤلاء الفلسطينيين على قيد الحياة تتضاءل بشكل متزايد منذ أكثر من 50 يومًا بسبب الحصار المشدد والهجمات العنيفة.
أونروا: فرص نحو 75 ألف فلسطيني في شمال غزة على قيد الحياة تتضاءل بشكل متزايد
ووفقًا للوكالة الأممية، فقد حاولت الأمم المتحدة إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة في شمال القطاع 91 مرة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن 82 محاولة منها قوبلت بالرفض التام، بينما تم عرقلة 9 محاولات أخرى. وتشمل المناطق التي تواجه الحصار الشديد جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، التي تحولت إلى أهداف دائمة لقصف قوات الاحتلال، حيث يعيش سكانها في أوضاع مأساوية تزداد سوءًا مع تزايد الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة في الأيام الأخيرة.
من بين 91 محاولة قامت بها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من 6 أكتوبر/تشرين الأول إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، تم رفض 82 محاولة وعرقلة 9 محاولات أخرى.
إن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لحوالي 65 ألف إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا متواجدين هناك.… pic.twitter.com/O6z7d9nNFO
— الأونروا (@UNRWAarabic) November 28, 2024
وتواجه آلاف العائلات النازحة ظروفًا قاسية، إذ تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مثل البطانيات والخيام والملاجئ المقاومة للماء. في الوقت الذي تستمر فيه مجازر الاحتلال وهجماته العنيفة بحق المدنيين، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في العراء تحت التهديد المستمر بالقصف.
وفي سياق متصل، حذر برنامج الأغذية العالمي من شح حاد في الإمدادات الغذائية في قطاع غزة، حيث أغلقت جميع المخابز في وسط القطاع بسبب نقص المواد الأساسية. كما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الوضع الغذائي يتدهور سريعًا، مع تسجيل زيادة ملحوظة في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال منذ بداية العام.
مع حلول فصل الشتاء واستمرار الحرب في #غزة ، أصبح النازحون الفلسطينيون أكثر عرضة للخطر.
تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في المخيمات المؤقتة التي يلجأ فيها الآلاف. العديد من الأطفال ليس لديهم أحذية أو ملابس دافئة. الاحتياجات ملحة للغاية.
يجب #وقف_إطلاق_النار الآن pic.twitter.com/HqG0iB0CeN
— الأونروا (@UNRWAarabic) November 28, 2024
وفيما يتعلق بالخدمات الأساسية، أشار رئيس بلدية دير البلح، دياب الجرو، في تصريحات نقلتها صحيفة "العربي الجديد"، إلى أن البلديات في غزة تواجه شللًا تامًا بعد أكثر من 20 يومًا من منع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي. وحذر من أن هذا التوقف قد يؤدي إلى كارثة صحية، مع تراكم النفايات وطفح مياه الصرف الصحي، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض في ظل الظروف المناخية القاسية.
وحذرت الأونروا المجتمع الدولي، مطالبةً بتدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتوفير الإغاثة اللازمة، بما في ذلك الوقود والمساعدات الغذائية والطبية، لمنع المزيد من التفاقم للأزمة الإنسانية في القطاع.