31-مايو-2023
كريستيانو رونالدو

"Getty" كريستيانو رونالدو بصفوف النصر السعودي

تسارعت الأخبار في الأيام القليلة الماضية، التي تتحدث عن نيّة عدد من أندية كرة القدم السعودية بالتعاقد مع كبار نجوم اللعبة في أوروبا، فتحدثت تلك الأنباء عن عرض ضخم قدّمه نادي الهلال للنجم ليونيل ميسي، بينما قالت أخرى أن نادي الاتحاد يفاوض كريم بنزيما، ونشرت بعض المواقع عن رغبة أندية سعودية التعاقد مع مودريتش وبوسكيتس وهوغو لوريس ودزيكو.

عدم الموازنة بين المصروفات والإيرادات كانت أهم الأسباب التي أطاحت بالأندية في الصين، حيث ضخ المستثمرون الأموال لتمويل الصفقات وتغطية رواتب اللاعبين، لكن الإيرادات كانت ضعيفة جداً

وصول النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر مع بداية العام الحالي، فتح الباب أمام الأندية السعودية للتفاوض مع لاعبين الدوريات الأوروبية الكبرى، فالمكاسب المادية والمعنوية الضخمة التي كسبها العالمي فور إعلان الصفقة، شجعت اتحاد الكرة في المملكة على السماح للأندية بتقديم عروض مغرية لاستقطاب النجوم.

ما هي الركيزة الأساسية التي سينطلق منها مشروع الدوري السعودي؟

رغبة السعوديين في الارتقاء باللعبة الشعبية الأولى في العالم، وجلب نجوم اللعبة للدوري السعودي سوف يوجه الضوء نحو المملكة، مما يسمح لأكبر قدر من المتابعين بالتعرف على الأندية والملاعب، ليساعد ذلك في إعطاء نقطة إضافية لملف استضافة كأس العالم 2030، التي صرّح مسؤولو الكرة السعودية عن رغبتهم بها، خصوصاً بعد نجاح دولة قطر في استضافة كأس العالم 2022.

كريستيانو رونالدو

حيث يسعى صندوق الدعم الحكومي زيادة الحصة المالية في عام 2023، عن تلك التي قدمها في العام السابق والتي بلغت 723 مليون ريال( 191 مليون دولار)، وزّعت على أندية دوري الدرجة الممتازة حسب اهتمامات كل منهم بتنوع الرياضات التي يمارسها، حيث جمعت الأندية السعودية في عام 2022 ما يقارب 3 مليار ريال(800 مليون دولار) من الإيرادات، وتحديداً بزيادة بلغت 400 مليون ريال عن عام 2021.

وتتنوع مصادر إيرادات الأندية في السعودية مثلها مثل باقي أندية العالم، بين عقود الرعاية وحقوق البث التلفزيوني وبيع التذاكر وعوائد بيع عقود اللاعبين، لكن هناك مصدراً خاصاً تملكه أندية الدوري السعودي وهي تبرعات أعضاء الشرف، والتي تجاوزت قيمتها 466 مليون ريال(125 مليون دولار) في العام الماضي.

كريستيانو رونالدو

التعاقد مع أسماء كبيرة وصرف ملايين الدولارات لا يكفي لنجاح مشروع الدوري السعودي الجديد، بل على جميع الأندية استغلال الدعم الحكومي والمالي، لتحويل كل ناد إلى نقطة انطلاق للاعبين الصغار لتطوير مواهبهم، واكتساب المزيد من الخبرة الكروية والاحترافية من اللاعبين النجوم، ويتم ذلك بوضع خطة عمل صحيحة لكل إدارة رياضية، إضافة لعقد شراكات مع أندية أوروبية وأفريقية ولاتينية، والعمل على الوصول للأهداف بالوقت اللازم، خشية تكرار التجربة الصينية الفاشلة التي شهدها عالم كرة القدم.

كيف فشلت التجربة الصينية؟

أنفقت الأندية الصينية عام 2016 أكتر من 300 مليون دولار على شراء اللاعبين، فقد شهد الدوري الصيني استقطاب عدد من النجوم بمبالغ ورواتب ضخمة، فانتقل البرازيلي راميريز من تشيلسي إلى جيانكسو سونينغ بعقد قيمته 25 مليون جنيه أسترليني، فيما بلغ عقد جاكسون مارتينيز مع غوانزو 45 مليون دولار، وانتقل البرازيلي أوسكار إلى نادي شانغهاي بـ82 مليون دولار، إلا أن الفقاعة انفجرت وعاد الدوري الصيني إلى الظل.

أوسكار

عدم الموازنة بين المصروفات والإيرادات كانت أهم الأسباب التي أطاحت بالأندية، حيث قام المستثمرون بضخ الأموال لتمويل الصفقات وتغطية رواتب اللاعبين، لكن الإيرادات كانت ضعيفة جداً، فلم تكن عوائد النقل التلفزيوني جيدة، ولا حتى حقوق الرعاية أو بيع التذاكر، إذ لا تحتل كرة القدم في الصين مركزاً متقدماً من اهتمامات الشارع، فسرعان ما أعلنت الأندية إفلاسها، وحاولت الحكومة إنقاذ ما تبقى فحددت سقف إنفاق مالي، الأمر الذي سبب في رحيل النجوم، لتأتي جائحة كورونا وتقضي على آخر أنفاس هذا المشروع.

كرة القدم السعودية باشرت بوضع السُلّم الذي ستصعد به للعالمية، لكنها هي ستقرر كيف سيتم ذلك الصعود، وما هي أفضل الطرق لتحقيق الأهداف المطلوبة، برفع سويّة الأندية لمنافسة كبار أوروبا في المستقبل.