24-مارس-2022
الأمير ويليام

الأمير ويليام وزوجته في حفل استقبال في جامايكا (Getty)

عبّر الأمير ويليام، دوق كامبردج، عن "الأسى العميق" لفظائع تجارة الرقيق التي مارستها بريطانيا، مشيرًا إلى أن "تلك الفظاعة المروعة ستظل علامة سوداء في تاريخنا".

 أتت تعليقات الأمير البريطاني أثناء جولة له في جامايكا، في خطاب هو الأول والأخير له في رحلته التي تستمر ثلاثة ايام في الدولة التي تعدّ رابع أكبر دولة من دول الكومنولث، إلا أنّ تعليقاته اعتبرت "أقل من اعتذار"، بخلاف ما كان متوقعًا بحسب بعض وسائل الإعلام البريطانية.

الأمير ويليام في جامايكا

وقد أكّد ويليام في خطابه على أن الاستعباد قد كان "سلوكًا مقيتًا"، وأنّه كان الأجدر أن لا يحدث، على حدّ وصفه، دون أن يقدّم اعتذارًا عن إرث الاستعباد الذي مارسته بلاده لفترات طويلة من تاريخها، ورغم الاحتجاجات التي شهدتها جامايكا في الأيام الماضية، والتي طالبت التاج البريطاني بتقديم اعتذار عن دور الأسرة البريطانية الحاكمة لدورها في تجارة الرقيق.

كما تطرّق الأمير ويليام إلى موضوع آخر مثير للجدل، إذ تقدّم بالشكر لما يعرف في بريطانيا باسم "جيل ويندرش"، والذين أتوا من عدة دول بعد الحرب العالمية الثانية، وساهموا في إعادة بناء بريطانيا.

وقال ويليام: "سنظل ممتنين دومًا للمساهمة العظيمة التي قدمها هذا الجيل وأبناؤهم في الحياة البريطانية، وهي مساهمة ما تزال تثري وتحسن المجتمع البريطاني".

وكانت جامايكا تعتزم مطالبة بريطانيا بتعويض عن تجارة الرقيق في المحيط الأطلسي في المستعمرة البريطانية السابقة، وذلك بموجب التماس قد يطلب تعويضات بمليارات الدولارات. إذ تعتبر جامايكا مركزًا لتجارة الرقيق، حيث قام الإسبان، ثم البريطانيون، بنقل الأفارقة قسرًا للعمل في مزارع قصب السكر والموز ومحاصيل أخرى كانت مصدرًا لخلق ثروات كبيرة لأصحابها.

الأمير ويليام في جامايكا

ويقدر عدد الأفارقة الذين جرى استغلالهم في عمليات الاستعباد زهاء 600،000 إنسان، وذلك وفق أرقام كشفت عنها المكتبة الوطنية في جامايكا.

وكانت بريطانيا قد استولت على جامايكا وأتبعتها للتاج البريطاني منذ العام 1655 وظلت تحت الاستعمار حتى العام 1962. وما تزال هذه الدولة التي يقدر عدد سكانها بحوالي ثلاث ملايين نسمة تابعة لمجموعة الكومنولث، وهو ما يعني أن رأس الدولة فيها ما يزال الملكة البريطانية.

يقدر عدد الأفارقة الذين جرى استغلالهم في عمليات الاستعباد زهاء 600،000 إنسان

يرجع تاريخ حظر تجارة الرقيق في بريطانيا إلى العام 1807، إلا أن الممارسة لم تحظر بشكل رسمي حتى العام 1834.