22-مارس-2021

في أحد حقول الشاي في بنغلاديش (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تعد بنغلاديش من بين المصدرين الرئيسيين للشاي في العالم، حيث توجد مئات المزارع الكبيرة في جميع أنحاء البلاد. وتعمل النساء بنسب كبيرة في هذا القطاع، وعلى الرغم من ساعات العمل الطويلة والعمل الكثيف، يتلقين القليل جدًا من الأجور ويواجهن ظروفًا قاسية. فحوالي 360 ألف عامل وعائلاتهم يعملون في 166 حقل تجاري للشاي، وأكثر من نصف العاملين في هذه الحقول من النساء والفتيات.

أكثر من نصف القوى العاملة في حقول الشاي في بنغلاديش من النساء، يعملن ضمن ظروف حياتية محكومة بضعف الخدمات أو انعدامها، إضافة إلى تدني الأجور 

وتتمثل التحديات التي تواجهها العاملات في حقول الشاي في انعدام الخدمات الحيوية المختلفة والضرورية لسلامة النساء في جوانب عديدة، منها قلة الخدمات الأسرية والخدمات الصحية وما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة وغياب التثقيف بشأن الأمراض المنقولة وأساليب التربية، خاصة وأن نسبة كبيرة منهن لديهن أكثر من ثلاثة أطفال.

اقرأ/ي أيضًا: كيف أحيت الأمهات في لبنان مناسبة عيد الأم؟

ضمن هذا الإطار قالت عاملة الشاي روما موندا، نقلًا عن صفحة أخبار الأمم المتحدة، "خلال فترة حملي، خططت عائلتي لمساعدتي في ولادة طفلي في المنزل، كما كان يفعل أسلافي"، وأضافت "لم أكن أعلم أبدًا أن هناك طرقًا بديلة وآمنة للولادة في مرافق الرعاية الصحية". وأشارت موندا إلى أن زوجها يعمل أيضًا في حقول الشاي، ولم يعلما أبدًا عن وجود خدمات طبية حديثة، أو وجود مختصات في الولادة. وأوضحت موندا أنها شاركت في العديد من جلسات التوعية حيث استطاعت تحصيل الكثير من المعلومات التوعوية، وتابعت بالقول "الأن أنا مدافعة عن رعاية صحة النساء الحوامل والأمهات في حقول الشاي لكي يعرفن أنهن يتمتعن بنفس الحق في الحصول على رعاية جيدة ".

وشاركت إحدى الفتيات المراهقات تجربتها، وتدعي آخي "لم يكن لدي أي فكرة عن نظافة الدورة الشهرية" وأضافت "أعرف الأن، ولأول مرة في حياتي، سبب أهمية هذا الأمر، ولماذا تعتبر النظافة وتغيير الملابس بشكل متكرر والاستحمام المنتظم أمرًا ضروريًا"، وتابعت بالقول "لقد بدأت في متابعة تلك الرسائل التوعوية وأشعر الآن بمزيد من الثقة"، وأشارت إلى أنها بدأت تشجع زميلاتها على فعل الشيء نفسه وتبادل المعلومات المأخوذة من جلسات التوعية للفتيات المراهقات.

أما العاملة وعضوة اتحاد النساء العاملات في حقول الشاي، سريموتي باري فقالت "أنا ممتنة إلى الأبد لبرنامج الأمم المتحدة لإتاحة الفرصة لي للتحدث نيابة عن زميلاتي العاملات في حقول الشاي ومشاركة الكفاح معهن". وأضافت بالقول "لم أعتقد أبدًا أنني أستطيع التحدث عن حقوقنا والمساهمة في تمكين النساء العاملات في حقول الشاي". وأملت أن تتمكن النساء العاملات من كسر الحلقة المفرغة للحرمان والاستغلال. وأشارت إلى أهمية "تحسين الوصول إلى التعليم  للنساء، ودعمهن لرفع أصواتهن ضد التمييز والظلم اللاحق بهن في العمل ضمن حقول الشاي".

ووفقًا لتقرير أعده معهد GSDRC، بالتعاون مع جامعة بيرمنغهام، بعنوان "العبودية الحديثة في مصانع الشاي في بنغلادش" فإن العامل الرئيسي الذي يقود العبودية الحديثة داخل صناعة الشاي في بنغلاديش هو التهميش الشديد لهؤلاء العمال الذين ينحدر معظمهم من نسل المهاجرين من الهند. ويشير التقرير إلى أن الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي يتأتى لكون العمال ليس لديهم أي بديل للعمل في ظل انحسار الفرص، مما يجبر العمال، وخصوصًا العاملات، على القبول بالعمل في ظروف شديدة الاستغلال.

يذكر أن هذه المتابعة من قبل الأمم المتحدة جاءت ضمن عمليات صندوق SDG المشترك التابع للأمم المتحدة، ومن خلال برنامج تمكين النساء الذي يمول المبادرات التي تركز على التنمية المستدامة، وتهدف إلى تعزيز الحماية الاجتماعية لعمال حقول الشاي في بنغلاديش، ومعظمهم من النساء، وهن من أكثر الفئات تهميشًا في البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

استطلاع لرويترز يكشف تأثير إغلاق المدارس الأمريكية على صحة الطلاب العقلية

غضب في مصر بسبب سد النهضة واتهامات للسيسي ببيع مياه النيل