قال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان، أمس الثلاثاء، إننا "نعيش في عالم يشهد صراعات عنيفة لا نهاية لها تدمر حياة أشخاص وتدفع بالأفراد إلى الفرار بحثًا عن الأمان"، مؤكدًا أن "الدعم الثابت للاجئين وغيرهم من النازحين قسرًا الذي تجلى اليوم يتردد صداه كرسالة تضامن وانسانية ضرورية".
وأضاف المسؤول الأممي في بيانه مشددًا على أن "الوعود التي قطعت هي التزامات لإنقاذ ارواح واستعادة الكرامة وإعطاء أمل لملايين الأشخاص"، مؤكدًا أنه على الرغم من أن التزامات المساعدات الإنسانية "هشة للغاية"، لكن "لا يمكننا الاستسلام".
النزوح القسري بلغ "مستويات غير مسبوقة"
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن مفوضية اللاجئين تسعى إلى الحصول على مبلغ قدره 10.25 مليارات دولار العام المقبل للتعامل مع أزمات النزوح والكوارث المتفاقمة. وتعهدت الدول المانحة في مؤتمر عُقد في جنيف، أمس الثلاثاء، بدفع مبلغ قدر 1.14 مليار دولار، ومع إضافة التزامات القطاع الخاص ارتفع المبلغ إلى 1.5 مليار دولار.
تسعى مفوضية اللاجئين إلى الحصول على مبلغ قدره 10.25 مليارات دولار العام المقبل للتعامل مع أزمات النزوح والكوارث المتفاقمة
وتقول تقارير مفوضية اللاجئين، إن النزوح القسري بلغ "مستويات غير مسبوقة" خلال العام الجاري بتسجيله 123 مليون نازح في العالم، وسط توقعات بأن يحتاج أكثر من 139 مليون نازح قسري إلى الحماية العام المقبل، مرجعة ذلك إلى "تفاقم الصراعات واشتداد الكوارث الطبيعية والأزمات المستمرة".
وشددت المفوضية على أن "الحلول الدائمة لا تزال بعيدة المنال بالنسبة إلى كثيرين"، مشيرةً إلى أنه غالبًا ما يبقى الأفراد لاجئين لمدة 20 عامًا قبل العودة إلى ديارهم ومعظم النازحين لأكثر من عقد"، ووفقًا للوكالة الفرنسية فإن النداء الذي أطلقته للعام المقبل كان أقل بنصف مليار دولار عن موازنة العام الجاري، مضيفة أن نسبة التمويل لموازنة هذا العام بلغت 45 بالمئة فقط.
قلق أممي من الصراعات في سوريا ولبنان والسودان
وانتهز المسؤول الأمم فرصة إطلاق مفوضية اللاجئين نداء جمع التمويل للعام المقبل للتحذير من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين لبنان وإسرائيل، واصفًا إياه بأنه "هش للغاية"، لافتًا إلى أنه في حال انهيار الاتفاق فإن الوضع سيكون "كارثيًا حقًا"، مشيرًا إلى "أحداث الساعات الأخيرة تلقي بظلالها على استدامة عمليات العودة"، في إشارة لغارات جيش الاحتلال العنيفة التي استهدفت، أول أمس الإثنين، مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، وتطورات الأوضاع الميدانية في سوريا، مما يحول دون عودة النازحين اللبنانيين إليها.
وكانت وكالة "الأناضول" قد ذكرت أنها أحصت ارتكاب جيش الاحتلال 117 خرقًا لوقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مشيرة إلى تركّز هذه الخروقات في أقضية مرجعيون، وبنت جبيل، وحاصبيا، وصور، وجزين في جنوب لبنان، والتي تضمنت استخدام جش الاحتلال لمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك القصف المدفعي، وغارات الطيران الحربي والمسيّر، والتوغلات البرية، وإطلاق القنابل المضيئة.
وتعليقًا على التقدم الذي تحرزه قوات المعارضة السورية على حساب قوات النظام في شمال غرب سوريا، أعرب غراندي عن قلقه من "تداعيات هذه التطورات على استئناف النزاع في سوريا"، حيثُ تسود مخاوف من أن تفضي المعارك إلى موجة نزوح جديدة، خاصة أن آلاف النازحين السوريين الذين غادروا لبنان في أعقاب العدوان الشامل على لبنان، كانوا قد توجهوا إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا.
الأمم المتحدة تتوقع أن يؤثر التدمير البشري للبيئة على 75% من سكان العالم بحلول عام 2050.
اقرأ أكثر: https://t.co/D8NpFWU0NA pic.twitter.com/JaNt9hWazp— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 4, 2024
وبعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، أطلقت قوات المعارضة السورية عملية "ردع العدوان"، والتي تمكنت فيها من السيطرة على مدينتي حلب وإدلب، وواصلت تقدمها إلى قرى ريف حماة غربي سوريا، وبحسب "التلفزيون العربي"، فإن فصائل المعارضة أصبحت على بعد أربع كيلو متر من مدينة حماة.
إلى ذلك، أعرب غراندي في البيان ذاته عن قلقه البالغ" إزاء سوء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في السودان التي تشهد حربًا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نحو 20 شهرًا، لافتًا إلى أن هذا الصراع "المدمر"، وندد "بارتكاب كل أنواع الانتهاكات في دارفور من الاغتصاب والتشويه والتعذيب والتجنيد القسري للأطفال".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، قد قال في بيان صدر في نهاية زيارة أجراها لبورتسودان، الأسبوع الماضي، إن السودان يواجه "أسوأ أزمة جوع في العالم، حيث أصبح ثلاثة أرباع مليون شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة و26 مليون شخص، أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من الجوع"، لافتًا إلى سماعه "قصصًا عن الاغتصاب والعبودية الجنسية والعنف المروّع ضد النساء والفتيات".