بعد أيام من انطلاق الموسم الرمضاني للدراما العربية، بدأ الجمهور في تحديد قائمة أبرز الأعمال التي لفتت انتباهه في حلقاتها الأولى، والتي تنوعت بين الدراما الاجتماعية والكوميديا، بينما لا تزال بعض المسلسلات الأخرى تنتظر فرصتها لدخول قائمة الترند وتحقيق انتشار أوسع.
لكن ما بدا واضحًا، بعد رصد سريع لمنصات التواصل الاجتماعي، هو تصدّر المسلسل السوري "البطل" قائمة الأعمال التي حظيت بإشادة واسعة، إلى جانب المسلسل المصري "إخواتي"، الذي يضم نخبة من نجمات الدراما العربية.
في المقابل، ورغم التوقعات التي سبقت عرضه، لم يحقق المسلسل العربي "معاوية" النجاح الجماهيري المنتظر، إذ فاجأ المشاهدين بأخطاء تاريخية ولغوية أثارت تساؤلات حول مدى دقة الإنتاج الدرامي التاريخي، رغم تكلفته الإنتاجية العالية. كما واجه المسلسل السوري "تحت سابع أرض" نصيبه من الانتقادات، بينما تباينت ردود الفعل حول الموسم الثاني من الدراما المصرية "العتاولة".
- "البطل".. ماذا يدور داخل الشخصيات؟
تدور قصة "البطل"، المستوحى من مسرحية "ذاكرة الملكة" للراحل ممدوح عدوان، حول مدير مدرسة يحظى باحترام جميع سكان قريته صغيرة، وشاب يلاحقة ماضي والدته، مما يجبره على التحوّل إلى الجانب الشرير من شخصيته. يقول أنس فرج في منشور على "أكس" عن المسلسل: "كأنك داخل فيلم، تسرق عينك الكوادر فتنتظر ماذا يدور داخل الشخصيات التي تصمت أكثر مما تحدث؟!".
بعد أيام من انطلاق الموسم الرمضاني للدراما العربية، حدد الجمهور قائمة بأبرز الأعمال التي لفتت انتباهه في حلقاتها الأولى، فيما لا تزال بعض الأعمال الأخرى بانتظار فرصتها لدخول قائمة الترند وتحقيق شهرتها
فيما كتب باسل أبو شاش على "فيسبوك": "كمية الدفء والواقعية في مسلسل "البطل" غير عادية. لم يخيب ظني أبدًا بهذه التحفة الفنية، بل على العكس، فاق النص والإخراج والتمثيل كل التوقعات بمراحل"، وأضاف معلّقًا على طاقم العمل بالقول: "ماذا يمكننا أن نقول لنقول عن صورة الليث حجو، أو حرفية الكاتب رامي كوسا، أو إبداع بسام كوسا، محمود نصر، نور علي، خالد شباط، نانسي خوري".
وكأنك داخل فيلم، تسرق عينك الكوادر فتنتظر ماذا يدور داخل الشخصيات التي تصمت أكثر مما تحدث؟!#البطل#نوتات_على_السريع pic.twitter.com/2gmkTTAOLX
— Anas Faraj (@AnasAnasfrg) March 3, 2025
- "إخواتي".. أربع شقيقات يواجهن تحديات يومية
يحكي المسلسل قصة أربع شقيقات يعانين من رهاب اجتماعي يمنعهن من التعامل بسهولة مع الجنس الآخر، بينما يحاولن تحقيق أحلامهن وسط تحديات الحياة اليومية، لكن عندما يُقتل زوج إحداهن مثلما رأته في منامها، فإنها تلجأ إلى شقيقاتها لمساعدتها على تجاوز الأزمة.
وفيما وصفت إسراء جمال في منشور على "إكس" فكرة المسلسل بأنها "من خارج الصندوق"، فإن عمر يوسف قال في منشوره "بعد مشاهدتي للحلقة الأولى من مسلسل إخواتي، يمكنني القول إنها بداية قوية جدًا للمسلسل، وأنا متحمس للغاية للأحداث القادمة".
عليهم بصات من تحت لتحت كدا شغل افاعي 📷📷📷بجد مسلسل اخواتي دا طلع رايق وفكرته بره الصندوق#إخواتي #مسلسل_إخواتي pic.twitter.com/6124xhfayl
— Esraa gamal (@Esraaga18845832) March 3, 2025
بعد ما شوفت أول حلقة من مسلسل #إخواتى ، عايز أقول إنها بداية قوية جداً للمسلسل و حقيقى متحمس جداً لكل الأحداث اللى جاية 👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️🔥🔥🔥🔥
— Omar Youssef (@omaryoussef161) March 2, 2025
- "الكابتن".. بين الكوميديا والأسلوب الرائع
يعيد أكرم حسني في "الكابتن" تقديم قصة مشابهة لمسلسل "الوصية"، ولكن في قالب جديد. فبعد أن يرتكب طيار خطأ غير مقصود يؤدي إلى وفاة جميع ركاب الرحلة باستثنائه، يتفاجأ بظهور أرواح بعض الركاب، الذين يطلبون مساعدته في إنجاز مهام لم يتمكنوا من إتمامها قبل وفاتهم.
يرى نبيل أشرف في منشوره أن أكثر ما يعجبه في حسني "هو أنه دائمًا يقدم أفكارًا جديدة ومبتكرة، خارج الصندوق، لم تُطرح من قبل. والأجمل من ذلك أنه ينفذها بأسلوب رائع، يجمع بين الكوميديا السلسة والنظافة في الطرح".
أما لجين أشرف فقد ذكرت في منشورها: "أشاهد مسلسل الكابتن وأضحك بشدة حتى أفقد أنفاسي وتدمع عيناي.. ما هذه الروعة!"، مشيرة إلى أن أغنية "زامباهولا" التي شاهدتها في سياق الأحداث "زادتها جمالًا وتأثيرًا"، حيثُ شكل أداء طاقم التمثيل، بالإضافة إلى الطاقم الفني "عناصر تكاملت بشكل مذهل" في مشهد الأغنية.
الراجل دة احلى حاجة بحبها فيه أن ده دايما بيقدم فكرة جديدة دايما برة الصندوق فكرة مختلفة ومتعملتش قبل كدة والاحلى أنه بينفذها بشكل جميل اوى كوميدى سلس نظيف بجد شكرا وشابو ليك اوى ❤️👏@AkramHosny #الكابتن 👏❤️
— Nabil Ashraf (@nabil10742) March 3, 2025
- "العتاولة2".. لا يأخذ نفسه على محمل الجد
يستمد الموسم الثاني من "العتاولة" شهرته من النجاح الذي حققه الموسم الأول، الذي عُرض العام الماضي، حيث يعود هذا المسلسل، المُرصع بنجوم الصف الأول في مصر، بأحداث وتطورات جديدة تؤثر في حياة أبطاله، الذين يسعى كل منهم إلى فرض سيطرته بالقوة.
لكن الموسم الثاني للعمل قوبل بردود فعل متباينة، حيث رأى فيصل سام شايب أن المسلسل "لا يأخذ نفسه على محمل الجد، ويتميز بطرح عشوائي ومبالغة غير طبيعية في الكوميديا. يبدو وكأنه مزيج من أعمال محمد سامي، مصطفى شعبان، والعوضي، مع إضافة جرعة زائدة من الفكاهة والعبث"، مضيفًا أن "مشاركة فيفي عبده ونسرين أمين، فقد جاءت كإضافة مناسبة تمامًا".
#العتاولة2 زي Not Another Tean Movie, or Scary Movies تحسو spoof.
مسلسل مش واخد نفسو بجدية و في عشوائية بالطرح و مسخرة غير طبيعية. يعني خلاط مسلسلات محمد سامي على مصطفى شعبان و العوضي، فوقهم شوية مسخرة و عبط! و فيفي عبدو و نسرين امين اضافة مناسبة جداً 😂 pic.twitter.com/yjUK7sEX7w— Faissal Sam Shaib (@anasamSh) March 2, 2025
- "معاوية".. الافتقار للدقة التاريخية
على الطرف الآخر، طالت مسلسل "معاوية" الذي يستمد أحداثه التاريخية من "قصة الإمبراطورية التي كتبت تاريخًا لا يُنسى امتد من الشرق إلى الغرب"، بحسب صُناع العمل، مركزًا على حياة معاوية بن أبي سفيان.
لكن هذا العمل الذي تراوحت كلفته الإنتاجية بين 75 و100 مليون دولار، يقول الناقد خليل حنون في منشور له إن: "مسلسل معاوية الذي قاموا بتصويره في العصر المملوكي وبلغة واقعنا الهزيل وملابس نومِه. ولو انتبه "قيصر" لفخامة منزل أبي سفيان مقارنةً بقاعة قصره الكالحة والفقيرة لشدّ الرحال من دمشق إلى مكة واجتمع به في داره"، في إشارة إلى افتقار العمل للدقة التاريخية في اللغة والملابس والحياة الاجتماعية.
بينما كتب نور مشلّح حول المسلسل ذاته يقول: "بعد مشاهدتي دقائق قليلة من مسلسل معاوية وملاحظة مشاكل كثيرة في السياق التاريخي والتمثيلي وغيره، أريد أن أذكركم بحقيقة أؤمن بها: الكاتب وليد سيف والمخرج حاتم علي رحمه الله، هم أفضل من قام بأعمال تاريخية عبر تاريخ العرب"، في إشارة إلى الأعمال التاريخية التي جمعت بين سيف وعلي، من بينها "التغريبة الفلسطينية" وثلاثية الأندلس.
- "تحت سابع أرض".. شارة المقدمة تحت طائلة النقد
على الرغم من تباين الآراء حول "تحت سابع أرض"، الذي تدور قصته حول ضابط يسعى لحماية أشقائه بعد اكتشاف تورطهم في طباعة الدولار المزوّر، مما يدخله في صراع مع عصابة إجرامية، إلا أن معظم الانتقادات التي وُجّهت إلى المسلسل ركّزت على شارة المقدمة التي يؤديها الفنان الشاب الشامي.
الناقد ربيع فران وصف في منشور على "فيسبوك"، الذي اتبعه بمقطع مصوّر يوضح وجهة نظره، شاشة المسلسل بأنها "سقطة مدوية" تحتاج إلى "مترجم لفهمها"، بالإضافة إلى سوء "اللحن المستهلك واللعب على الإيقاعات"، وأضاف "تلحق شركة الصبّاح (الجهة المنتجة للعمل) الترندات الزائفة ولا تأبه لا بمستوى نص ولا بمستوى شارة أو احترام الجمهور".
فيما ذهبت صفحات متخصصة بمناقشة الأعمال السينمائية والدرامية إلى القول إن أغنية شارة المسلسل "ليست مناسبة أبدًا لتكون شارة بداية، كلام غير مفهوم و إزعاج سمعي"، مضيفة أن شارة النهاية التي تؤديها سارة درويش، وهي من كتابة وتوزيع، أري جان سرحان، تُعد "مميزة جدًا"، وكان من المفترض أن تكون شارة البداية.