07-أكتوبر-2019

حفل زفاف جماعي في لبنان (نيويورك تايمز)

في السنوات الأخيرة، انتشرت في لبنان ظاهرة الأعراس الجماعية، حيث يعقد العشرات من الشبان والشابات قرانهم في حفل واحد، تنظمه مؤسسات سياسية أو دينية.

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأعراس الجماعية في لبنان بـ"الظاهرة النامية" بعد رصدها إقامة أربعة أعراس جماعية خلال ثلاث أسابيع

وتدفع الظروف الاقتصادية والاجتماعية عشرات الشباب والشابات المقبلين على الزواج، للموافقة على إقامة أعراسهم بالمشاركة مع آخرين، خاصة وأن متوسط تكلفة حفل الزفاف الوحد يبلغ خمسة آلاف دولار، وفقًا لأحد العاملين في تنظيم حفلات الأعراس في لبنان. 

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يمنع الزواج المدني في لبنان؟

وهكذا لا يبقى أمام المقبلين على الزواج ممن لا يمتلكون ما يقيمون به أعراسًا خاصة، إلا القبول بخيار العرس الجماعي، مستفيدين من المساعدات التي يقدمها القائمون على تنظيم العرس، وإلا سيكونون مضطرين إما لإتمام الزواج دون عرس أو الاقتراض.

"ظاهرة" الأعراس الجماعية

قبل أيام، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرًا عن الأعراس الجماعية في لبنان، ذاكرةً أن خلال ثلاثة أسابيع، أقيمت أربعة أعراس جماعية، الأمر الذي اعتبرته "ظاهرة" تنمو في لبنان.

الأعراس الجماعية في لبنان

ويتولى تنظيم الأعراس الجماعية في لبنان منظمات وجمعيات تتبع في العادة تيارات دينية أو سياسية. ويغلب على معظم هذه الأعراس اللون الواحد، من الناحية الدينية والسياسية.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أُقيم في مخيم عين الحلوة بصيدا عرسُ جماعي لـ200 شابة وشابة من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان. وشمل العرس 25 زوجًا من لبنان أيضًا. وكان الشعار السياسي للعرس: تمتين أواصر العلاقة بين البلدين.

وتبرز في هذا المجال مؤسسة "ميشال ضاهر الاجتماعية"، والتي تنظم أعراسًا جماعية سنوية في مدينة زحلة في البقاع. وميشال ضاهر هو رجل أعمال لبناني معروف، قبل أن يصبح سياسي بدخوله البرلمان بعد أن فاز في الانتخابات النيابية الأخيرة.

وفي أيلول/سبتمبر المنصرم، نظمت مؤسسة الضاهر عرسًا جماعيًا للسنة الثانية على التوالي، بمشاركة 36 ثنائيًا والمشترك بين حفلات الزفاف الجماعي التي تنظمها مؤسسة ضاهر، استهدافها شباب من لون طائفي ومناطقي واحد، وتتسم جميعها بالطابع الديني، رغن أن ضاهر يقدم نفسه كشخصية علمانية، ويقول إنه يُشحع الجواز المدني.

غياب الدولة.. فراغ تملأه الجمعيات

تواصل "الترا صوت" مع الإعلامي خليل حمود، أحد القيمين على جمعية "واحة الأمل" التي تأسست عام 1991، بهدف مساعدة ورعاية الأسر ذات الدخل المحدود، وأسر ضحايا الحروب.

وفي عام 2008 نظمت الجمعية أول حفل زفاف جماعي لها، بمشاركة 15 ثنائيًا. ولا تزال تنظم الأعراس الجماعية إلى الآن، إذ استفاد منها حتى الآن 600 شاب وشابة من مختلف المناطق اللبنانية من أبناء أسر ضحايا الحروب، ومن ذوي الدخل المحدود.

الأعراس الجماعية في لبنان

وعن الهدف من تنظيم الأعراس الجماعية، يقول حمود لـ"الترا صوت"، إن هذه الحفلات "تعزز القيم الإنسانية العالية في المجتمع، كالتكافل والتعاون، وتخفف الأعباء الثقيلة عن كاهل المقدمين على خطوة الزواج".

ويلفت حمود إلى دور غياب الدولة في وجود الأعراس الجماعية، قائلًا: "في ظل الغياب الواضح للدولة، فإن الجمعية تحاول قدر الإمكان المساهمة في تسهيل الزواج على الشباب اللبناني".

في كثير من الحالات، تكون الأعراس الجماعية رهنًا للمظلات الحزبية والدينية، وورقة يُستثمر فيها للألعاب السياسية

لكن، ومع وجود جمعيات تنظم حفلات عرس جماعية لأهداف إنسانية، يبقى هذا النوع من الأعراس، في كثيرٍ من حالاته، رهنًا للمظلات الحزبية والدينية، وورقة يُستثمر فيها لألعاب سياسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تأخر سن الزواج في لبنان.. أسباب اقتصادية وآثار نفسية واجتماعية

تناقض الدولة اللبنانية.. ما علاقة قبرص بالزواج المدني في لبنان؟!