13-ديسمبر-2016

من الصور المنشورة على الصفحة الرسمية للرئاسة السورية على "فيسبوك"

لم يكد بابا الفاتيكان، يرسل رسالة إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، حتى سارعت وسائل الإعلام الرسمية، التابعة له، على تقديمها بصورة "تضليلية"، إذ حاولت تكريس خطاب، يعتمده النظام، في التفاف واضح، على أن دعم بقائه، يحظى دوليًا بغطاء، لأنه "يحمي مسيحيي الشرق".

حوّر نظام الأسد عبر إعلامه رسالة بابا الفاتيكان ونشرها كأنها رسالة دعم له

وكان البابا فرنسيس بعث عبر سفيره البابوي في دمشق، الكاردينال ماريو زيناري، رسالة ناشد فيها الأسد أن "يحترم القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين في حلب"، و"وصول المساعدات لهم ووضع حد للعنف"، وأدان فيها كل "أشكال التطرف من أي جهة كانت"، مؤكدًا "وقوف الفاتيكان إلى جانب الشعب السوري".

تلك الرسالة نشرتها وكالة الإعلام السورية "سانا"، كأنها رسالة دعم للنظام. فنشرت صورًا للأسد بجانب السفير البابوي يقرأ الرسالة، وكتبت زورًا: "عبر البابا فرنسيس عبر رسالته عن تعاطفه العميق مع سوريا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، مؤكدًا إدانة الفاتيكان الصريحة لكل أشكال التطرف والإرهاب. ودعا البابا في رسالته إلى تضافر جهود الجميع من أجل وضع حد للحرب في سوريا وعودة السلام المنشود إلى ربوعها لتبقى كما كانت أنموذجًا للعيش المشترك بين مختلف الثقافات والأديان".

اقرأ/ي أيضًا: حلب وتدمر.. حسابات داعش ومعسكر الأسد

أثار ذلك حفيظة وسائل إعلام غربية، دفعت بالفاتيكان إلى الخروج عن صمته إزاء ما نشرته وكالة الأنباء السورية، وحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن الفاتيكان صرح أنه ناشد الأسد أن يحترم القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين في حلب، ووصول المساعدات لها، وهو ما لم يذكره نص الوكالة الذي تداولته وسائل الإعلام الرسمية، التي عملت على تلفيق القصة كعادتها.

في البداية رفض الفاتيكان الإفراج عن نص الرسالة المرسلة من قبل البابا على اعتبار أن تلك المراسلات عادة لا تخرج إلى وسائل الإعلام، لكنه قرر نشر المزيد من التفاصيل حول الرسالة بعد نشر وسائل إعلام النظام الصور مع المحتوى المخالف لنص الرسالة المرسلة.

اقرأ/ي أيضًا:

الأمم المتحدة تفشل في إنقاذ حلب.. وداعش يطوق تدمر

حلب.. المعارضة تخسر ملحمتها الكبرى