21-ديسمبر-2021

(Getty)

تنوّعت المواضيع التي اهتم بها ناشطو مواقع التواصل في لبنان خلال العام 2021، فانتشرت عديد الوسوم التي علّق المغرّدون من خلالها على الأحداث التي شهدها لبنان ومحيطه والعالم. وبالرغم من أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية الحادة التي يعيشها لبنان احتلت الحيز الأكبر من اهتمامات اللبنانيين على وسائل التواصل، في ظل انهيار سعر صرف العملة، وانخفاض القدرة الشرائية والغلاء الفاحش في أسعار إلا أن أمورًا أخرى تفاعل معها اللبنانيون في المجالات الفنية، الثقافية، والاجتماعية، على الصعد المحلية، الإقليمية والعالمية.

#طوابير_الذل تصدرت المشهد صيفًا

في النصف الثاني من العام 2021، شهد لبنان أزمة محروقات خانقة وغير مسبوقة، نجم عنها ما عرف باسم ظاهرة طوابير البنزين، حيث بات على البنانيين الاصطفاف لساعات طويلة للحصول على كميات قليلة من البنزين والمازوت، ولم تُحل المشكلة إلا بعد رفع الدعم عن المحروقات، ما أدى إلى رفع أسعارها بشكل جنوني، وقد استخدم اللبنانيون عدة وسوم لوصف الذل اليومي الذي عايشوه عند محطات الوقود، ومن أبرزها #طوابير_الذل و#أزمة_البنزين.

نواب لبنان يسرقون اللقاحات!

بدأ لبنان حملة التطعيم ضد كورونا بشكل مبكر نسبيًا، بعد حصوله على آلاف اللقاحات مجانًا، على شكل هبات وتبرعات من منظمات صحية دولية، وبعكس ما كانت قد وعدت وزارة الصحة بتوزيع اللقاحات بحسب معايير دقيقة تراعي السن والأمراض المزمنة وتختار على أساسها من سيحصل على اللقاح أولًا، تفاجأ اللبنانيون بخبر حصول نواب البرلمان على اللقاحات قبل غيرهم، بشكل منافٍ للقانون، ولشروط المنظمات المانحة للّقاحات، وقد شنّ الناشطون يومها حملة واسعة على وسائل التواصل رفضًا لما أسموه " فضيحة اللقاح " مطلقين وسمًا يحمل الإسم نفسه.

فلسطين في البال دائمًا

لم تشغل الأزمة المعيشية الحادة التي يعيشها لبنان النشطاء عن التفاعل مع الأحداث التي تجري حولهم، وأثبتوا مرة أخرى دعمهم التام ووقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية، وظهر الأمر بشكل واضح خلال الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة ومحيط المسجد الاقصى، إذ احتلت الوسوم مثل #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح و#غزة_تحت_القصف، الأرقام الأولى في لبنان لفترة طويلة.

جرح 4 آب لم يندمل

في الرابع من آب\أغسطس أحيى اللبنانيون الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة مئات المواطنين، إضافة إلى آلاف الجرحى، ودمّر المباني السكنية والأسواق التجارية. وقد استخدم الناشطون وسم #4_آب لإحياء المناسبة، وتباينت تعليقاتهم بين التعبير عن مشاعر الأسف والأسى بالدمار الذي لحق بعاصمتهم، ومشاعر الغضب بسبب محاولات عرقلة التحقيق من الجهات السياسية.

الكهرباء : مشكلة اللبنانيين الأزلية

اعتاد اللبنانيون على ساعات تقنين الكهرباء طوال العقود الماضية، إلّا أن الأزمة استفحلت في الصيف الماضي، حيث انخفضت معدلات التغذية إلى مستويات قياسية متدنية، فغرق لبنان بالعتمة، وبقيت المستشفيات والمرافق الحيوية بدون كهرباء، وتدنى مستوى خدمات الإنترنت والاتصالات، وتعطلت أجهزة التنفس، وعاش اللبنانيون جحيمًا حقيقيًا، وعجزوا عن النوم بسبب الرطوبة والحرارة المرتفعة، وقد انتشر بشكل واسع وسم #لبنان_إلى_العتمة في تلك الفترة، وعبّر المواطنون من خلالهم عن المآسي التي يعيشونها بسبب غياب الكهرباء.

أمن اللبنانيين الصحي في خطر!

لعلَ مشكلة الدواء كانت أبرز ما عانى منه اللبنانيون في العام الماضي، حيث انقطعت أصناف كثيرة من الدواء، وارتفعت أسعار الأدوية المتبقية بشكل جنوني، وانتشرت حالات كثيرة حول قيام لبنانيين بالبحث لأيام عديدة عن علبة دواء لمرض مزمن، وخسر كثيرون حياتهم بسبب عجزهم عن تأمين الدواء.

التضييق على الحريات العامة مستمر

لم تكتفِ الطبقة الحاكمة في لبنان بتجويع اللبنانيين وإفقارهم، بل واصلت الاعتداء على حريتهم وحقهم في التعبير، وفي أبرز تجليات القمع الفني والثقافي، قام الأمن العام اللبناني بمنع مسرحية " تنفيسة " بحجة أنها تنتقد رئيس الجمهورية بشكل مباشر، ما دفع بالقائمين على المسرحية إلى عرضها بالهواء الطلق في أحد شوارع الحمرا في بيروت، وأطلق الناشطون حملة واسعة على مواقع التواصل أعربوا من خلالها عن رفضهم لسياسة كم الأفواه والتضييق على الحريات العامة، وخنق آخر مجالات التنفس لدى اللبنانيين.

تصريحات جورج قرداحي تقسم اللبنانيين

في خضم المراوحة في الأزمة السياسية، واكتفاء السياسيين بتقاذف التهم فيما بينهم، برز إلى السطح مقطع فيديو لوزير الإعلام جورج قرداحي، يصف فيه الحرب السعودية على اليمن بالعبثية، ما دفع المملكة إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان، ولحقها في ذلك عدد من الدول الخليجية، فيما شكلت تصريحات قرداحي انقسامًا حادًا في الرأي العام اللبناني، واحتل وسم #جورج_قرداحي صدارة اهتمامات اللبنانيين لأيام متتالية.

تحريض بسبب نكتة!

نشرت الصحفية في جريدة الأخبار زينب حاوي، مقالةً اتهمت فيها عددًا من الكوميديين في لبنان بإهانة بيئة حزب الله وتنميطها، واستخدمت حاوي في مقالها لغة اعتبر كثيرون أنها تحمل تهديدًا مبطنًا ضد الكوميديين المذكورين في المقال، وبالأخص حسين قاووق الذي كان يومها يقدّم برنامجًا كوميديًا ساخرًا على تلفزيون الجديد، وقد انتشرت العديد من التغريدات المحرضة ضد قاووق، ما دفع بعدد من الناشطين بشنّ حملة مضادة متضامنة معه، استخدم فيها بشكل أساسي وسم #حسين_قاووق.

لبنان يحترق مرة أخرى

على إثر سلسلة الحرائق المتنقلة التي شهدها لبنان خلال الصيف الماضي، الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وعدم تعيين الدولة لحراس أحراج، ما أدى إلى خسائر فادحة في المساحات الخضراء، نتيجةً لعدم قدرة السلطات بالتعامل مع الحرائق بسبب الإهمال والتقصير، فانتشرت صور الحرائق بشكل واسع على مواقع التواصل، وعاد وسم #لبنان_يحترق لظهور من جديد وتصدر المشهد، بعدما كان ظهر للمرة الأولى في صيف العام 2019، على إثر الفضائح التي أظهرت عدم توفر الطوافات اللازمة لإطفاء الحرائق، الأمر الذي شكّل بطريقة أو بأخرى إحدى الشرارات التي أدت إلى اندلاع انتفاضة 17 تشرين 2019.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتقادات حادة لعجز الدولة في مواجهة الحرائق عبر وسم "لبنان يحترق"

كيف تفاعل اللبنانيون مع استقالة جورج قرداحي؟

 

دلالات: