09-أغسطس-2022
خلافات داخل التيار التنسيقي بشأن الموقف من خطوات الصدر (Getty)

خلافات داخل التيار التنسيقي بشأن الموقف من خطوات الصدر (Getty)

ما يزال الجدل في العراق محتدمًا حول أجندة الحل السياسي لأزمة تفكك التحالف الحكومي بعد انسحاب التيار الصدري من مجلس النواب، وقيام أنصاره بالسيطرة على مبنى البرلمان للأسبوع الثاني على التوالي.  

تباينات جديدة داخل الإطار التنسيقي بدأت بالظهور إزاء دعوة الصدر، بل وإزاء ما توصل إليه الإطار التنسيقي الخميس الماضي

في هذا السياق، أعلن تحالف "الإطار التنسيقي"، وهو تحالف تنضوي تحته القوى الحليفة لإيران في بغداد، عن موافقته المشروطة على إجراء انتخابات جديدة، وإن كانت أطراف بداخله ما تزال تصر على الذهاب للانتخابات لكن بحكومة جديدة، وهو التوجه الذي يرفضه التيار الصدري، باعتبار أنه مجرد محاولة التفاف جديدة من طرف الإطار التنسيقي.

لكنّ تباينات جديدة داخل الإطار التنسيقي بدأت بالظهور إزاء دعوة الصدر، بل وإزاء ما توصل إليه الإطار التنسيقي الخميس الماضي، بعد اجتماع لقياداته تمخّض عن القبول بـ"إجراء انتخابات مبكرة بعد تحقيق الإجماع الوطني حولها، وتوفير الأجواء الآمنة لإجرائها، ويسبق كل ذلك العمل على "احترام المؤسسات الدستورية وعدم تعطيل عملها".

نوري الماكي زعيم دولة القانون كان أول المنشقين عن خط "الإطار التنسيقي" بعد إعلانه مساء أمس الإثنين، "رفضه حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة إلا بعد عودة البرلمان إلى الانعقاد بشكل طبيعي"، وهو ما يمثل تناقضًا في المواقف حسب مصادر عراقية. في كلمة جديدة له قال المالكي إن "العراق بلد مكونات، وشعبه يتشكل من مكونات ومذاهب وقوميات، ولا يمكن أن تفرض عليه إرادة إلا بإرادة الشعب بالكامل، عبر مؤسساته الدستورية، التي يمثلها البرلمان المنتخب"، مؤكّدا على أن "لا حلّ للبرلمان ولا تغيير للنظام، ولا انتخابات مبكرة، إلا بعودة البرلمان إلى الانعقاد، وهو الذي يناقش هذه المطالب، وما يقرره نمضي به".

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة العربي الجديد عن عضو في الإطار التنسيقي فضل عدم ذكر اسمه، قوله إن هناك "خلافات غير سهلة بين قوى الإطار التنسيقي حول كيفية التعامل مع المرحلة الحالية، وسط مخاوف من أن تنتهي باصطدام في الشارع بين أنصار المعسكرين السياسيين، الإطار التنسيقي والتيار الصدري". وأكد أن "كلاً من حيدر العبادي وعمار الحكيم وهادي العامري مع استيعاب مطالب الصدر، ومحاولة التوصل إلى حل وسط، مقابل نوري المالكي وقيس الخزعلي اللذين يتجهان للتصعيد ضد التيار الصدري، ويعتبران أن أي تنازل سيكون معناه تكرار الصدر ضدهما ورقة الشارع للضغط عليهما والحصول على مكاسب سياسية".

وتابع المصدر أن "الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من الانقسام، في حال إقدام المالكي والخزعلي على إثارة ورقة عقد جلسات للبرلمان في مبنى آخر غير المبنى الحالي الذي يسيطر عليه الصدريون، حيث يعتصمون للأسبوع الثاني داخله".

الأيام المقبلة قد تشهد المزيد من الانقسام، في حال إقدام المالكي والخزعلي على إثارة ورقة عقد جلسات للبرلمان في مبنى آخر

وليس المالكي وحده الذي خرق الإعلان المتوصل إليه في الإطار التنسيقي بالذهاب نحو انتخابات مبكرة، فقد صرّح محمد البلداوي، النائب عن كتلة "صادقون"، المرتبطة بزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وهي أحد مكونات تحالف "الإطار التنسيقي"، أن تحالفه يواصل مفاوضاته بقيادة هادي العامري للمضي بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما يرفضه التيار الصدري.