17-فبراير-2022

تلويح بمسار دبلوماسي محتمل بدلًأ للتصعيد في أوكرانيا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان صادر عنها أمس الأربعاء أنّها أنهت مناوراتها العسكرية وسحبت جزءًا من قواتها الموجودة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014. وتجاوبًا مع هذا الإعلان اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا على ضرورة التحقق من إعلان روسيا بدء سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، مع تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن "غزوا روسيا لأوكرانيا ما يزال محتملًا"، مشيرًا إلى أن العقوبات الغربية على روسيا "جاهزة" إذا شنت هجوما على أوكرانيا.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان صادر عنها أمس الأربعاء أنّها أنهت مناوراتها العسكرية وسحبت جزءًا من قواتها الموجودة في شبه جزيرة القرم 

  من جهته أصر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" على أن الحلف " لم ير إلى حد الآن إشارات حقيقية من روسيا على خفض التصعيد"، وتزامن ذلك  مع إعلان وزارة الدفاع الأوكرانية أن الهجمات السيبرانية ما زالت مستمرة وأنها تواصل العمل على تطوير الدفاعات الأمنية.

وفي التفاصيل أورد بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية نقلته وكالة سبوتنيك الروسية أن "وحدات إقليم الجنوب العسكري أنهت تمارينها التكتيكية في قواعد شبه جزيرة القرم وبدأت تعود إلى ثكناتها الأصلية". وتزامن هذا الإعلان مع إبداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء استعداده لمواصلة الحوار مع الغرب.

ردود غربية متفاوتة يسيطر عليها الحذر

على الرغم من التفاؤل الذي ساد الأجواء عقب إعلان روسيا سحب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا فإن التوجس ما يزال يسيطر على الطرف الغربي، فقد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن غزوًا روسيّا لأوكرانيا "ما يزال محتملًا"، وإن التقارير التي تفيد بأن بعض القوات الروسية ابتعدت عن الحدود الأوكرانية "لم تتحقق منها الولايات المتحدة حتى الآن". واتفق بايدن في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة التحقق من الانسحاب الروسي.

كما أكد بايدن جاهزية بلاده وحلفائها "للرد بشكل حاسم على أي هجوم روسي على أوكرانيا"، موضّحًا أن العقوبات "الشديدة" التي تنتظر روسيا ستشكل خصوصًا ضغطًا على مؤسساتها المالية الأكبر والأكثر أهمية وعلى صناعات رئيسية"، منوّها إلى أنه لن يتم أبدا تشغيل خط "نورد ستريم 2" لنقل الغاز بين روسيا وألمانيا في حال وقع هجوم روسي.

أما أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، فعلى الرغم من اعتباره أن "الإشارات التي وصلت من موسكو بالأمس تدعو للتفاؤل الحذر"، إلا أنه أضاف في نقطة إعلامية اليوم أن الحلف "لم ير إلى حد الآن إشارات حقيقية من روسيا على خفض التصعيد" فروسيا، على حد قوله "تقوم دائمًا بعمليات نشر وإعادة انتشار لقواتها وهذا لا يعني أنها سحبتها". لكن أمين عام الناتو عاد ليقول إنه "على الرغم من وجود حشود عسكرية ضخمة على الحدود تبدي  موسكو استعدادها للحوار"، مبديًا في المقابل استعداد حلف شمال الأطلسي للحوار مع روسيا "للوصول إلى حلول دبلوماسية لكننا مستعدون للأسوأ" على حد قوله.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن "الهجمات السيبرانية ما زالت مستمرة ونواصل العمل على تطوير الدفاعات الأمنية". وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية أعلنت الثلاثاء عن استهداف موقعها بهجوم سيبراني غير مسبوق، مؤكّدة في بيانها الصادر "أن الأضرار لم تكن كبيرة". وفي ذات السياق أفادت وكالة رويترز أن  البنك المركزي بليتوانيا "حذر المؤسسات المالية من هجمات سيبرانية على خلفية الأزمة الأوكرانية".

ترحيب روسي بعودة الديبلوماسية من جديد

قال الكرملين في بيان صادر إن "استعداد بايدن للحوار مع روسيا بشأن الأمن أمر إيجابي ونأمل في بدء عملية التفاوض"، وردًا على شكوك الناتو حول سحب بعض القوات الروسية الموجودة بالقرب من حدود أوكرانيا قال بيان الكرملين إن "الناتو مخطئ في القول إنه لا توجد أدلة على سحب القوات الروسية".  وأكد بيان الكرملين أن موسكو "ستجد نقاط تواصل بين روسيا والغرب بشأن الأمن لكن المفاوضات ستكون صعبة وستتطلب إرادة سياسية" وفق البيان.

وفي تطور لافت جاء في بيان الكرملين ما نصه أن "روسيا تعترف بأن انفصال مناطق في شرق أوكرانيا قد لا يتوافق مع معاهدة مينسك للسلام". لكن البيان عاد ليؤكد أن "مستوى التهديد بإمكانية هجوم أوكراني على دونباس ما يزال عاليًا".

وحول تلويح الغرب المستمر والحالي بالعقوبات في وجه موسكو ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريح قال فيه إن "العقوبات الغربية المحتملة قد تكون برغبة من السلطات البريطانية لاستهداف شخصيات روسية"، مضيفًا القول "إن لندن تقوم بدور مستفز في الأزمة الأوكرانية ونأمل ألا تنجر الدول الأوروبية إلى نفس الموقف منا"، ومشيرًا إلى إمكانية أن تقوم موسكو بفرض عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بالمملكة المتحدة. أما مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فقال إن "تخفيض التوتر لن يستغرق وقتًا طويلًا في حال تجاوب الغرب مع هواجس روسيا".

أصدر مجلس الأمن القومي الروسي بيانًا قال فيه إن "الهدف الرئيسي من نشر القوات الأمريكية في أوروبا هو خلق تهديد دائم لروسيا"

بدوره أصدر مجلس الأمن القومي الروسي بيانًا قال فيه إن "الهدف الرئيسي من نشر القوات الأمريكية في أوروبا هو خلق تهديد دائم لروسيا"، وأن "الهستيريا المعادية لموسكو موجهة لاحتواء روسيا اقتصاديًا وبيع الأسلحة إلى أوروبا". وتابع البيان "واشنطن تحتفظ بجاهزية  استخدام الأسلحة التكتيكية النووية في أوروبا".