30-يناير-2019

الشاعر وديع سعادة (تصوير: دانيال قاصوف)

الترا صوت – فريق التحرير

تستمرّ جائزة "الأركانة العالميّة للشّعر"، التّي ينظّمها بيت الشّعر في المغرب، بشراكة مع مؤسسة الرّعاية لـ"الصندوق الإيداع والتّدبير"، ووزارة الثقافة والاتصال، في الاحتفاء بالتّجارب الشّعريّة الكبيرة في الفضاءين العربيّ والغربيّ. وقد عادت الجائزة في دورتها الـ13 للشّاعر اللّبناني وديع سعادة (1948) بعد أن نالها العام الماضي شاعر الطّوارق محمّدين خوّاد من دولة النّيجر.

قدّم وديع سعادة مُنجزًا شِعريًّا متفرّدًا أسْهم في إحْداث انْعطافةٍ في مسار قصِيدة النّثر العربيّة

وبرّرت لجنة تحكيم الدّورة برئاسة الأكاديميّ عبد الرّحمن طنكول قرارها بكون قصيدة وديع سعادة "انفلتت، باكرًا، من إسَار عمُود الشّعر، لتُلامِس رحَابة الشّعر في نثْر الحياة وتَحرّرها وتمرّدها. وتعلّم أنّ ماءَ الشّعر لن ينْساب فِي أعْطاف القصيدة إلاّ حين يقُولُ ذاتَه. وهكذا كانت سِيرته هي شِعْره، لا شيء خارجَها، حيث يرتَطِمُ الشّعْر، دومًا، بالشّاعر، في جدلٍ حميم، تتعدّدُ ألوانُه وظِلاله وأضْواؤُه، وتتحوّل، وتتباعد لتتلاحم وتتناغم أكثر فأكثر، فتصير نبْعًا، منه تنْبجِسُ قطرةُ الشّعر وإليه تعُود".

اقرأ/ أيضًا: صورة ضائعة مع وديع سعادة

سيستلم صاحب دواوين "ليس للمساء إخوة" / 1981، و"المياه.. المياه"/ 1983، و"رجل في الهواء مستعمل ويفكّر في الحيوانات"/ 1985، و"مقعد راكب غادر الباص"/ 1987، و"بسبب غيمة على الأرجح"/ 1992، و"محاولة وصل ضفّتين بصوت"/ 1997، و"نص الغياب"/ 1999، و"غبار"/ 2001، و"رتق الهواء"/ 2006؛ جائزة الأركانة التّي أطلقت عام 2002 ونالها من بين الشّعراء العرب محمود درويش، في حفل سيقام يوم الأربعاء 6 شباط/فبراير الدّاخل، في مدرج المكتبة الوطنيّة في العاصمة الرّباط.

يتضمّن الحفل، الذّي سينشّطه الشّاعر رشيد المومني، وصلات موسيقيّة للفنّان عصام سرحاني؛ وشهادات في تجربة المحتفى به، وتوقيعه كتاب "الذّي عبر اسمه"، الذّي أصدره بيت الشّعر في المغرب بدعم من وزارة الثّقافة، ويضمّ منتخبات من أشعاره من إعداد وتقديم الشّاعر نجيب خدّاري، يتبعه لقاءان مع الشّاعر في معرض الدّار البيضاء الدّوليّ للكتاب وفي مدينة طنجة يقدّمه الشّاعر حسن النّجمي.

يقول الشّاعر والأكاديميّ ورئيس بيت الشّعر في المغرب مراد القادري لـ"الترا صوت" إنّ وديع سعادة قدّم طِيلة نِصف قرنٍ، مُنجزًا شِعريًّا متفرّدًا أسْهم، بجماليتِه العالية، في إحْداث انْعطافةٍ في مسار قصِيدة النّثر العربيّة، وفتْحِها على أفقٍ كونيٍّ يحْتفي بالشّخصيّ والإنسانيّ والحياتيّ، "وإنّ بيت الشّعر في المغرب نجح في إرساء أركان جائزة شعريّة استطاعت أن تنقّي نفسها من أمراض الجوائز العربيّة".

 

اقرأ/ أيضًا:

"الأركانة العالمية" لشاعر الطوارق محمدين خواد

محمود درويش في الرّباط