31-يناير-2023
طالب عربي في تركيا يقرأ في مكتبة

الأردن سابع أكثر دولة ابتعاثا للطلاب في الجامعات التركية (Getty)

قرر الأردن سحب الاعتراف من عشرات الجامعات العربية والأجنبية بعد مراجعة دورية تعقد كل ثلاث سنوات.

وزارة التعليم العالي قالت إن لجنة الاعتراف بمؤسسات التعليم العالي غير الأردنية في الوزارة تجري مراجعة دورية لقوائم مؤسسات التعليم العالي غير الأردنية المعترف بها بهدف ضمان جودة مخرجات التعليم العالي والحرص على توجيه الطلبة للدراسة في مؤسسات تعليمية معترف بها عالميا.

الأردن: الإجراء يهدف إلى ضمان جودة مخرجات التعليم العالي والحرص على توجيه الطلبة للدراسة في مؤسسات تعليمية معترف بها عالميا

وأضافت أن من أهم الأسس والمعايير المعتمدة للاعتراف بالمؤسسات التعليمية غير الأردنية، اعتراف الجهة الرسمية المختصة في الدولة بالمؤسسة التعليمية وبالدرجات العلمية التي تمنحها، وتصنيف المؤسسة التعليمية ضمن التصنيفات العالمية المعتمدة من قبل الوزارة، وأن تكون نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة ضمن النسب المعتمدة عالميا.

بالإضافة إلى أن تكون نسبة حملة الدكتوراة من أعضاء هيئة التدريس المتفرغين، وأعضاء هيئة التدريس الذين يحملون رتبة الأستاذية في برامج الدراسات العليا ضمن النسب المعتمدة عالميا، وأن تتوفر في المؤسسة التعليمية البنية التحتية، وأن يكون قد مضى على تأسيس المؤسسة التعليمية ما لا يقل عن خمس سنوات وأن تكون قد خرجت فوجا واحدا على الأقل، وتضع المعايير بعين الاعتبار أيضا عدد البحوث العلمية المنشورة على محركات البحث العالمية مثل (Scopus) وذلك لغايات الاعتراف ببرامج الدراسات العليا.

وقالت الوزارة إن بعض الجامعات أخلت بمعايير الاعتماد، وخاصة معيار التصنيف ضمن التصنيفات العالمية المعتمدة لدى الوزارة وهو ما استدعى سحب الاعتراف بها.

كما نبهت إلى أن قرار سحب الاعتراف يسري مفعوله من تاريخ صدوره، إذ تعتمد شهادة الطالب الملتحق بالجامعة قبل هذا التاريخ وتعادل، في حين لا تعتمد ولا تعادل شهادة الطالب الملتحق بالجامعة بعد تاريخ سحب الاعتراف منها.

الجامعة الأمريكية في مالطا، وهي إحدى الجامعات المتضررة من القرار، من ناحيتها ذكرت أن القرار لم يكن بسبب ضعف مخرجات التعليم، إنما بسبب تغيير الأردن للمعايير المعتمدة لديه، إذ اشترط على الجامعات أن تكون مصنفة ضمن واحدة من ثلاث جهات تصنيف دولية.

الجامعات التركية على رأس قائمة المتضررين

القرار الذي نفذ على مرحلتين أولاهما كانت في منتصف العام الماضي،  جاء مفاجئا لكثيرين، خاصة من الطلاب الذين يدرسون في الجامعات التركية، إذ إن 42 جامعة تركية كانت ضمن الجامعات التي سحب منها الاعتراف، في حين أن تركيا تعتبر الوجهة الأكثر شعبية للدراسة بين الأردنيين، إذ يدرس في جامعاتها الحكومية والخاصة حوالي 5300 طالب أردني من أصل حوالي 28 ألفا يدرسون في الخارج، لتحتل الأردن المركز السابع على قائمة الدول الأكثر ابتعاثا للطلاب في الجامعات التركية.

طلاب عرب في تركيا

كما جاء القرار بعد قرار مشابه العام الماضي قضى بوقف الاعتراف بالشهادات الصادرة عن المدارس الدولية والخاصة في تركيا ابتداء مع مطلع هذا العام، وعلل مجلس التربية والتعليم القرار بضعف التحصيل العلمي فيها.

مدير إدارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم الأردنية محمد كنانة وصف القرار حينها بأنه "تربوي تعليمي بحت ولا يرتبط بأيّ دواعٍ أو أسباب سياسية"، مشيراً إلى "استمرار اعتماد المدارس الحكومية التي تُعادَل شهاداتها وفق شروط، كذلك الأمر بالنسبة إلى المدارس التي تقدّم برامج التعليم الأجنبية".

42 جامعة تركية كانت ضمن الجامعات التي سحب منها الاعتراف في الأردن

كنانة أضاف أن "القرار جاء مرتبطاً بالتغذية الراجعة الخاصة بمدارس خاصة في تركيا، هي في الغالب مدارس عربية، ليبية ويمنية وغير ذلك"، وأنه تبين للوزارة أن "التعليم في تلك المدارس بمعظمها لا يرقى إلى الحدّ الأدنى المقبول، ويكاد يقتصر على منح التلاميذ شهادات في آخر العام بمعدّلات مرتفعة".

وأضاف أن هنالك مكاتب في الأردن وتركيا تبيع الشهادات الدراسية لقاء مقابل مادي دون أن يحتاج الطالب للانتظام بالمدارس، الأمر الذي دفع مجلس التربية والتعليم إلى اتخاذ القرار.