04-يناير-2022

(Getty Images)

 وموجة غضب في السوشال ميديا..

عمّت مشاعر الغضب أوساط الطلاب ورواد مواقع التواصل في الأردن، بعد انتشار خبر وفاة الطالبة الجامعية سلسبيل جميل أبو شوك التي تعاني من ضيق في التنفس، إثر تعرّضها لطارئ صحي في سكنها الجامعي، التابع لجامعة الحسين بن طلال جنوب الأردن، ورفض مشرفات السكن السماح لها بالحصول على المساعدة الطبية في الوقت المناسبة. وقد ادّعت بعض وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في الأردن أنه قد تم تقديم كل الإسعافات اللازمة للطالبة سلسبيل، وهو الأمر الذي كذّبته الأوساط الطلابية، معتمدة على شهادات طالبات في المسكن نفسه الذي تقيمه فيه سلسبيل، من بينهن شريكتها في الغرفة.

وفق شهادات عدد من الطالبات في السكن فإن الإدارة قد تلكأت ورفضت طلب الإسعاف للتعامل مع حالة سلسبيل

الناشطون والطلاب الأردنيون المفجوعون بوفاة سلسبيل، أطلقوا وسم #سلسبيل_أبو_شوك، وصبّوا من خلاله جام غضبهم على السلطات المعنية بتسيير أمور الجامعات، واستنكروا الاستهتار بحياة الطلاب الجامعيين، والمواطنين الأردنيين بشكل عام، في بلد تُسمع فيه الكثير من القصص عن مواطنين دفعوا حياتهم ثمنًا للإهمال وتارةً، والقوانين المجحفة والعادات والتقاليد الرجعية طورًا.

في أبرز التعليقات في هذا المجال، شاركت المغرّدة سدين العبادي بيان الجامعة الذي يشير إلى أن كل الإجراءات اللازمة اتخذت لإسعاف سلسبيل، وسخرت عبادي من البيان، وقالت إن الطالبات أكّدوا كلهن أن المشرفات لم يوافقن على استدعاء سيارة إسعاف في البداية، وتوقعت أن الواسطة ستخرج المشرفات من القصة، متساءلة إلى متى سيظل هذا السيناريو يُعاد.

المغردة سبا العدوان وصفت مسكن الطالبات بـ " المعتقل "، وقالت "حسبي الله ونعم الوكيل، الله يرحمها ويغفر لها ".

المغرّدة أسماء رباح قالت إن المشكلة الحقيقية ستكون في حال لم تُحاسب مشرفة السكن بجامعة الحسين، وتابعت حياتها بشكل طبيعي، بعد ما كان "بإيدها تطلب إسعاف للبنت وما طلبت لحتى توفت، الله يرحمها ويغفرلها ويصبر أهلها". 

ومن باب السخرية والتهكم، قالت المغرّدة حنين سليمان، إن ذنب سلسبيل أبو شوك، هو أنها أصيبت بالعارض الصحي بعد الساعة الساعة والنصف، وأن روحها طلعت بعد الساعة السادسة والنصف، وأنها عادت إلى المسكن الجامعي من المستشفى، وكان يجب عليها أن تموت بصمت، وأن تأخذ الكبسولات.

المغرّد محمد عساف استغرب كيف أن سلسبيل طلبت الإسعاف، وقالوا لها إن إسعاف الجامعة "بتوصل الموظفين يعني مشغولة "، وأضاف :" كان بدهم ينقلوها بباص كوستر بس كانت ميتة، تخيلوا سكن بآخر الدنيا والإسعاف بدها أقل شي ربع ساعة لتوصل مو موجود على باب السكن وحدة". 

الناشط أنس الجمل بدوره نشر مقطع فيديو، قال إنه لطلاب من جامعة الحسين بن طلال، يحتجون أمام مبنى الجامعة، ويطالبون بحق الطالبة سلسبيل أبو شوك، التي ماتت بسبب إهمال المشرفات في السكن.

الناشط رضوان كتب على صفحته : "الانسان أغلى ما نملك" قالها الحسين بن طلال طيب الله ثراه و في جامعة الحسين بن طلال اتضح ان الانسان أرخص ما يملكون الله يرحمها و يصبر أهلها لا تسكتو عن محاسبة المقصرين اليوم سلسبيل بكرة مين؟

وضمن السياق نفسه، قالت الناشطة روان مروان إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وطالبت بحق الطالبة سلسبيل أبو شوك " التي توفيت في سكنات جامعة الحسين بن طلال، بعد رفض مشرفة السكن الإستجابة لها وهي تعاني من ضيق في التنفس، ورفضت طلب الاسعاف لها بل قامت بطلب اسعاف الجامعة الذي يستغرق ع الاقل ساعة ".

فيما قال المغرد مراد الشركسي، إنه عندما نخسر روح شابة بأول طريق حياتها، "عشان كم مشرف أو مسؤول ما عندهن ذمة ضمير، هون بتحس إنه الحياة بتخوف، وإنه ممكن حياتك تنتهي عشان شخص بس استهتر بشغله".

وكانت وسائل إعلام محلية أردنية قد ذكرت، نقلًا عن مسؤولين في الطب الشرعي، أن سبب وفاة الطالبة يعود إلى هبوط حاد بعمل القلب الناتج عن نقص التروية، مبينا أنها كانت تعاني من تشوه خلقي في الشريان التاجي. 

أما جامعة الحسين بن طلال في بيان صادر عنها يوم أمس الإثنين، فقالت إنه إنه بحسب مصدر طبي في مستشفى معان الحكومي وفي حدود الساعة السادسة مساء من يوم الأحد قامت الطالبة سلسبيل بمراجعة مستشفى معان الحكومي، على إثر شكوى من ألم في صدرها وضيق في تنفسها، وبعد الإجراءات الطبية الأولية من قبل الطبيب المناوب جرى إخراجها من المستشفى بدعوى "عدم الحاجة الطبية إلى بقائها فيه" بحسب إفادة الطبيب المختص، لتتعرض الطالبة بعد ذلك إلى أزمة أخرى في السكن، قبل أن تفقد حياتها عند تأخر حصولها على الرعاية اللازمة. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأردن.. انتقادات مستمرة بعد إقرار تعديلات دستورية مثيرة للجدل

حملة إلكترونية واسعة في الأردن رافضة للتعديلات الدستورية

دلالات: