02-فبراير-2022

(Getty Images)

شهدت مناطق واسعة من الأردن الأسبوع الماضي تأثيرات منخفض جوي رافقته ثلوج سرعان ما تراكمت لتكشف عن هشاشة الخدمات الأساسية والبنية التحتية في أنحاء البلاد رغم تأكيدات الحكومة على جاهزيتها للتعامل مع أي ظروف مشابهة.

 تصاعدت شكاوى الأردنييين من انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة على مدار أيام بسبب الثلوج 

فما إن غطت الثلوج التي تراوح سمكها بين 2 إلى 34 سم معظم مناطق المملكة وكامل مناطق العاصمة عمان الخميس الماضي حتى تصاعدت شكاوى الأردنيين من انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة، فيما تم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توثق سقوط أعمدة كهرباء وتقطع أسلاكها.

مدير عام شركة الكهرباء الأردنية، حسن عبد الله، قال مساء السبت الماضي إن بعض الأعطال استمرت بين 36 ساعة وحتى 40 ساعة، وأضاف أن الشركة غير مسؤولة عن الوصول إلى الشوارع، خاصة الفرعية، إذ إن آلياتها قادرة على التعامل فقط مع "التراكم البسيط للثلوج" في المناطق العادية وليست ذات التضاريس الصعبة، على حد قوله.

عبد الله أضاف أن مركز الاتصال في الشركة تلقى 42 ألف مكالمة بينها 3242 شكوى حول انقطاعات في التيار الكهربائي، كما وصف حجم الأضرار الناتجة عن كثافة الثلوج وسقوط الأشجار بأنه غير مسبوق وشدد على أن الشركة لا صلاحية لديها بتقليم الأشجار وهو ما أدى إلى معظم الأضرار على حد قوله.

وزارة الزراعة الأردنية كانت قد أصدرت بيانا أكدت فيه أنها تلقت 586 ملاحظة متعلقة بتساقط الأشجار وتداخلها مع أسلاك الكهرباء.

من ناحية أخرى، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة أن الأشجار لم تكن هي السبب في انقطاع الكهرباء خلال المنخفض، مضيفا أن المنخفضات الثلجية لا يمكن أن تمر من دون أن تحدث أضرارا، على حد قوله.

في السياق ذاته، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، يوم الإثنين الماضي أن انقطاعات التيار الكهربائي  لفترات طويلة "غير مقبولة" وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق سوف تبحث في أسباب انقطاع الكهرباء وتقيم أداء شركة الكهرباء الوطنية، ويتوقع أن تعلن اللجنة عن نتائجها في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة.

غضب على مواقع التواصل الاجتماعي

رغم أن الشارع الأردني كان ينتظر الثلوج بفارغ الصبر، إلا أن ما رافق المنخفض من انقطاع في الكهرباء وإغلاق للطرق شل الحركة في معظم مناطق المملكة طوال يومين، تسبب بحالة غضب واسعة لم يجد الأردنيون للتعبير عنها سوى منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

وسم #انقطاع_الكهرباء شهد تفاعلا واسعا، إذ انتقد من خلاله مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي ضعف استعدادات الجهات المسؤولة التي كانت قد أكدت سابقا جاهزيتها للتعامل مع المنخفض، كما انتقدوا التأخر في إصلاح الأضرار.

مشاكل ملف الطاقة القديمة الجديدة في الأردن

انقطاعات الكهرباء خلال المنخفض أعادت الحديث مجددا عن مشاكل ملف الطاقة في الأردن وعن شركة الكهرباء الوطنية.

الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة، عامر الشوبكي، اقترح في تغريدة له مصادرة الحكومة لأرباح شركة توزيع الكهرباء لعامي 2022 و2023 واستعمالها لتعويض المتضررين من انقطاع التيار ولإعادة بناء شبكة الكهرباء بطرق حديثة.

يذكر أنه تمت خصخصة الشركات القائمة على أعمال توزيع الكهرباء وتوليدها، فيما تركت شركة الكهرباء الوطنية لتتحمل وحدها أي مخاطر يمكن أن يواجهها القطاع، الأمر الذي فاقم ديون الشركة لتصل إلى 7.18 مليار دولار العام الماضي، وهو ما دفع الحكومة الأردنية إلى الإعلان عن رفع تعرفة الكهرباء مطلع نيسان/أبريل المقبل في خطوة ستؤثر سلبا على الطبقة الوسطى الآخذه بالتقلص أصلا.

في سياق متصل، وقع الأردن ولبنان يوم الأربعاء اتفاقا لتزويد لبنان بالكهرباء عبر سوريا بعد موافقة واشنطن على استثناء لبنان من عقوبات تحظر إجراء أي تعاملات مالية أو تجارية مع النظام السوري.

 وزير الطاقة الأردني صرح أن الاتفاقية تأتي في سياق "مساعدة للأشقاء في لبنان ولم ينظر له كعقد تجاري"، وهو ما انتقده خبراء في الطاقة إذ إن التصدير قد تنتج عنه كلف إضافية يتحملها المواطن الأردني.

في الوقت ذاته، تشهد الحكومة الأردنية انتقادات شعبية واسعة تدعو إلى إسقاط اتفاقية الغاز المبرمة مع دولة الاحتلال والتي تولد الأردن بموجبها 40% من الطاقة الكهربائية باستخدام غاز مستخرج من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأردنيون "ينهبون الأسواق".. عنوان رئيسي في يوميّة أردنية يثير استياء واسعًا

بعد "تغيير قواعد الاشتباك".. الجيش الأردني يحبط عملية تهريب ويقتل 27 مهربًا