27-يناير-2022

(Getty Images)

تابع الأردنيون منذ مطلع الأسبوع الجاري دفقًا غير منقطع من التقارير والأنباء التي تحذر من ثلجة كبيرة تؤثّر على المملكة اعتبارًا من مساء الأربعاء وتبدأ بالانحسار خلال 48 ساعة، ضمن الظروف الجوية القاسية التي تشهدها المنطقة.

 

 

ويعدّ تساقط الثلج الكثيف في الأردن ظرفًا استثنائيًا نادرًا، تتعطّل فيه الأعمال الحكومية والخاصة، وتستنفر الناس للتحضّر بما أمكن للبقاء في البيوت، وتوفير الأساسيات، من خبز ووقود، إضافة إلى الإقبال على شراء ما يساعد في قضاء فترة الحجر الاضطرارية في المنزل مع الأطفال، في ظل وضع اقتصادي حرج يمر بها قطاع واسع من الأردنيين في السنوات الماضية.

هذه الحالة من الإقبال المتوقّع على الأسواق، التقطتها وسائل الإعلام المحليّة الأردنية من عدة زوايا، في التقارير الصحفية والمصوّرة، غير أنّ تقريرًا واحدًا في صحيفة يومية أردنية، وهي صحيفة الغد، قد أثار عاصفة من الجدل والانتقادات، وذلك عند استخدام كلمة "ينهبون" للتعبير عن كثافة الإقبال على الأسواق في اليومين الماضيين في الأردن. العنوان في رئيسية الغد يقول: 

"الأردنيون ينهبون الأسواق تحسبًا للثلج"

أثار العنوان استياء واسعًا بين الأردنيين (تويتر)

بادرت الصحيفة في وقت لاحق بعد انتشار التقرير إلى حذف المقال المنشور على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدّلته في موقعها الإلكتروني. إلا أن العنوان ظل حاضرًا في النسخة الورقية من الصحيفة التي تعدّ أحد أهم الصحف اليومية توزيعًا في المملكة، بعد صحيفتي الرأي والدستور. 

وقد علّق الأردنيون على استخدام مفردة "النهب" لوصف سلوك تسوّقي طبيعي في مثل هذه الظروف، التي يضطر بها معظم المواطنين للبقاء في المنزل بسبب الإغلاق الذي تشهده البلاد بسبب الثلج، وضعف الإمكانات لفتح كافّة الطرقات بشكل آمن لاستئناف الحياة اليومية بالشكل المعتاد.

الناشط محمد الزواهرة علّق على العنوان في تغريدة قال فيها: " كلمة " ينهبون" عيب تحريري وغير مهني بحق المواطنين من صحيفة الغد، لا أعلم كيف تمر هكذا كلمة ووصف على إدارة التحرير، على الصحيفة الاعتذار من الناس وتوضيح كيف وقع هكذا خطأ فادح ومحاسبة المسؤول".

 

 

مراسل قناة الجزيرة في الأردن تامر الصمادي التقط عنوان "الغد" الرئيسي وقال: "سقطة مهنية معيبة تستوجب تقديم اعتذار".

 

 

وفي رأي ولاء أبو حامد، فإن كلمة "ينهبون" تبدو وكأنها "طالعة من القلب وبتعمّد مسبق". وأضافت: "احنا ببلد ما بتفوت فرصة لتعد علينا أكلنا ولتطلعنا الشعب المستهلك الهمجي العشوائي".

 

 

مغرد آخر، طالب الصحيفة بالاعتذار الرسمي للشعب الأردني، قائلًا: "احنا ما نهبنا اشي، تركتوا اللي نهبوا البلد وباعوها وبلشتوا بشعب اشترى باللي بقى من الراتب مونة وكاز وغاز".

 

 

 

أما الناشط محمد المجالي فقد وضّح بأن استخدام كلمة "ينهبون" تنطبق على من يأخذ بدون مقابل: مثلًا: "الفاسدون ينهبون الأوطان". كما وصف المجالي العنوان بأنه "إساءة تستحق العقاب عليها".

 

 

 

وقد صدر عن الصحيفة، عبر حساب رئيس تحريرها مكرم الطراونة، اعتذارًا عن العنوان الذي ظهر على الصفحة الرئيسية، مشيرًا إلى تعديل العنوان. وعلى الرغم من التغيير الذي طرأ على عنوان التقرير، إلا أن قرّاء أردنيين أوضحوا بأن لغة التقرير ما تزال يلمّح إلى الفكرة التي ظهرت في العنوان، وذلك عبر الإصرار على استخدام كلمة "تهافت"، في التعبير عن الإقبال الكثيف للمواطنين على الأسواق، وهو ما اعتبره البعض استمرارًا في نقل صورة سلبيّة عن عموم المواطنين. 

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأردن.. انتحار لاجئ سوري يعيد النقاش حول مآسي اللجوء إلى الواجهة

بيغاسوس يصل الأردن... غضب واسع بعد الكشف عن اختراق هاتف ناشطة حقوقية بارزة