11-أكتوبر-2017

ميسي ولاعبو الأرجنتين يحتفلون بالتأهل إلى مونديال روسيا 2018 (فرانكلين جاكوم / Getty)

على ارتفاع 3000 متر ختم ليونيل ميسي كرة القدم، وبعد أن كان المنتخب الأرجنتيني خارج كأس العالم، حمل ميسي أُمة ولاعبين ومدربًا واتحادًا غائبًا على أكتافه ليعبر بهم إلى كأس العالم. في مباراة الإكوادور يمكن القول بسهولة أن ميسي كان وحده، يعود وحده يصنع وحده ويسجل وحده، هي ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأرجنتيني ملكًا من دون أدوات، لكنها المرة الأكثر وضوحًا والأكثر نقاوة.

إبداع ميسي غطى على كوارث في دفاع ووسط الأرجنتين

تأهل الأرجنتين إلى كأس العالم في الحالة الفنية التي عليها الفريق يعني أن على سامباولي اجتراح معجزة لينافس المنتخب الأرجنتيني على المونديال، وإلا فإنه سيكون أمام نكسة قد لا تقل عن المأساة التي ضربت منتخب البرازيل أمام ألمانيا بسباعية في نصف نهائي سنة 2014. في ذلك المونديال كانت البرازيل تعبر بالمهارة الفردية وضعف المنافسين والتوفيق، وهو ما يمكن أن يفعله ميسي وحده مع الأرجنتين لكن عند الوصول إلى منتخب منظم بالكامل، ستنكشف العيوب وسيكون لانكشافها ثمن باهظ.

اقرأ/ي أيضًا: وعد نيمار السري الذي سيساعد ميسي للوصول إلى المونديال

ميسي قاد الأرجنتين إلى الانتصار الذي يريده الجميع، وبعد المباراة تحول إلى بطل حقيقي محاط باللاعبين والإعلاميين، لكن الفوز الأرجنتيني الحاسم قام بالتغطية على الكثير من المشاكل الأخرى التي يعاني منها الفريق.

تملك الأرجنتين أسماء قوية على الورق، لكن الورق لم يفز يومًا بمباراة، وفي الحقيقة فإن لمسة سامباولي التكتيكية في الفترة القصيرة التي استلم بها الفريق حسنت من الشكل نسبيًا، لكن المشاكل الكثيرة ما زالت قائمة. فداريو بينيديتو لاعب سريع ومفيد تكتيكيًا لكن مهمة رأس الحربة في النهاية هي تسجيل الأهداف وعليه فإن وجوده على أرض الملعب غير مجدٍ ومع عودة أغويرو ووجود ماورو إيكاردي لا يجب أن يكون له مكان في المنتخب.

الأرجنتين ستشبه البرازيل أمام ألمانيا في مونديال 2014 إذا لم يتدارك سامباولي الأزمات الفنية

وعلى الرغم من بعض المشاكل الهجومية فإن أزمة الأرجنتين الكبرى تكمن في الخط الخلفي، فمع أوتامندي وميركادو اللذين يقدمان مباريات متواضعة نسبيًا يبقى الخيار الثالث خافيير ماسكيرانو ابن الـ 33 سنة هو الأسوأ حيث تحول إلى ممر شرعي لجميع فرص وكرات الإكوادور.

في وسط الملعب يعاني الأرجنتين من أزمة في الابداع، فلاعب ميلان لوكاس بيليا صلب في وسط الملعب الدفاعي إلا أن مستواه متراجع قليلًا  سيئ جدًا من ناحية الصناعة الهجومية، وهذا تحديدًا ما يُسبب المعاناة الكبيرة لميسي في المنتخب، حيث يحتاج بشكل دائم للعودة إلى الخلف من أجل استلام الكرة وبناء الهجمة بنفسه وهو ما يجبره على التواجد بعيدًا عن منطقة الجزاء حيث يحتاج لمراوغة أكثر من لاعب للاقتراب من المرمى ويُفقده خطورته الكبيرة في صناعة الأهداف.

حققت الأرجنتين 7 نقاط في التصفيات من دون ميسي و21 نقطة في وجوده

في مسار التصفيات اعتمدت الأرجنتين بشكل كامل على ميسي، فالمنتخب خاض 8 مباريات من دون نجمه الأول بسبب الإصابة والإيقاف، وفي هذه المباريات الثمانية حققت الأرجنتين الفوز مرة واحدة فقط وتعادلت في 4 مباريات وخسرت ثلاثة أي أنها حققت 7 نقاط من 28.

اقرأ/ي أيضًا: ما هي آمال المنتخبات الإفريقية المتبقية بالعبور إلى مونديال 2018؟

أما في المباريات العشرة التي لعبها ميسي فحققت الأرجنتين الفوز في 6 مباريات وتعادلت 3 مرات وخسرت مرة واحد أمام البرازيل أي أنها حققت 21 نقطة، وفي وجوده على أرض الملعب نجح ميسي بتسجيل ما نسبته 69% من أهداف الأرجنتين.

يحتاج الأرجنتين إلى "انتفاضة" في الفترة المقبلة، ويحتاج المنتخب أن يتحول إلى خلية نحل مع سامباولي تجد الحلول للمشاكل الدفاعية ووسط الملعب، وتخلق منتخبًا متوازنًا ولعلها تجد الحلول لثنائية ميسي - ديبالا على صعوبتها التكتيكية لتشابه أدوارهما.

في الأرجنتين هناك ملك، لكنه لن يستطيع أن يحكم المونديال من دون أدواته الفنية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تشكيلة النجوم التي قد تغيب عن مونديال 2018

انييستا يوقّع عقدًا "مدى الحياة" مع برشلونة