17-يونيو-2016

تقسيم الأبراج يعتمد على الكواكب ويرتكز على الشّمس بشكل خاص (Getty)

في الحقيقة لا يمكن نكران تأثير الكواكب والنجوم وحركة الكون على الطبيعة والأزهار والبحار والفصول والأقاليم والعوامل الكونية الفيزيائيّة وحتى على الحيوانات، فمثلًا شعر الحيوانات يسرع نموه عندما يزداد ضياء القمر، وتكثر الألبان مع زيادة نوره، وتنقص مع نقصانه، وإذا قل ضياؤه أبطأ تفريخها، ويكثر السمك في البحار مع أول الشهر القمري وحتى تمام القمر ويقل فيما بعد حتى آخر الشّهر، لكن هل يمكن اعتبار الكواكب والنجوم شديدة التأثير على الإنسان؟

تقسيم الأبراج يعتمد على الكواكب ويرتكز على الشّمس بشكل خاص

يقول "برت باك"، وهو عالم الفلك في جامعة هارفرد ورئيس الجمعيّة العلميّة الأمريكيّة الدائمة، إنه اختار أبرز علماء أمريكا ثم صنفهم حسب أبراجهم، ودرس تأثير هذه الأبراج عليهم وعلى مستقبلهم المتوقع، فكانت النّتيجة عدم وجود أي تأثير إطلاقًا للكواكب على مستقبلهم، فقط ما يعترف به باك أن ثمة تأثيرٌ خفيفٌ في الطّباع ينتج عن الحالة الجويّة ودرجة التيارات الفضائيّة والتّفاعلات الذريّة، لكن ليس تأثيرًا بمعنى الكلمة، هذا مع العلم أن الفيلسوف أوغسطينوس صرّح بأن هذا التّأثير لا يجرّد الإنسان من الخيار وحريّة التّصرف، لأن (العناية الإلهيّة) قد وهبته الحرية.

اقرأ/ي أيضًا: لا يا شيخ علي.. الرسول من برج "القوس"

الإنسان والتّغيّرات الكونيّة:

يفكر العديد من النّاس أن المرء مرتبط بالكون والاضطرابات الكونيّة فيكون لها تأثير عليه، وقد أكدت الأبحاث البيولوجيّة أن الاهتزازات الإلكترو-مغناطيسيّة تؤثر على الإنسان فتؤدي إلى أمراض الشّرايين وحتى الأمراض العقليّة كالصرع والهستيريا، والسّبب المباشر هو تأثير الأجواء الفضائيّة وزيادة قوة الحقل المغناطيسي أو الجيو-مغناطيسي على الأجسام، فالطّقس المتلبد بالغيوم يبعث على القلق والتّشاؤم وقلة الهمّة والكسل ويوقظ أحيانًا بعض الأوجاع التي تحدثها أمراض المفاصل والعظام، والتي تتحسس قبل حدوث المطر مثلًا، فالطبيب يستطيع أن يكون راصدًا جويًا بسبب تراكم المراجعين لآلام المفاصل قبل يوم ماطرٍ مثلًا.

لماذا أغلب الذي يقال عن برجك دائمًا ما يكون صحيحًا؟

في البداية يجب أن نعرف كيف قسّم علماء الفلك الأبراج، لنعرف هل جانبوا الحقيقة بذلك أم لا! تقسيم الأبراج يعتمد على الكواكب لكن ارتكز على الشّمس بشكل خاص، وبداية ما أثر الأشعة غير المرئيّة للشّمس؟ تؤثر الأشعة فوق البنفسجية والأشعّة تحت الحمراء على الإنسان وعلى الأجنة بالذّات قبل الولادة، وللتشبيه قارن بين تأثير قنبلة نووية واحدة على الأرض وما نتج عنها!

يحصل في الشّمس وفي الثانية الواحدة أكثر من 500 مليون انفجار نووي مشابه لقنبلة هيروشما، ومن هنا يأتي التّأثير، فتأثير الشّمس في فصل الصّيف يكون قويًّا على الأجنة، فتظهر الصّفات الناريّة العصبية والدّماء الحارة والنّشاط الزائد غالبًا، وتأثير الشّمس في الشّتاء أضعف والحرارة أقل، فيغلب على المواليد طباع باردة ويغلب عليهم الهدوء والسكينة، وتأثير الشمس في الخريف حيث حرارة الشمس منخفضة قليلًا وتميل إلى التّقلب بين الارتفاع والانخفاض فيغلب على المواليد بهذا الفصل التّقلب بين الهدوء والانفعال والعصبية والبرود.

تأثير الشمس في فصل الصيف يكون قويًا على الأجنة، فتظهر الصفات النارية العصبية والنشاط الزائد غالبًا عند مواليد هذا الفصل

اقرأ/ي أيضًا: "شاو ربيع".. تظاهرة الجزائر الخضراء

وتأثير فصل الربيع حيث الشمس ذات حرارة معتدلة والجو معتدل ليكون مواليد هذا الفصل معتدلين بصفاتهم وطباعهم، نادرًا ما ينفعلوا بشكل زائد أو تنتابهم حالة من العصبية، أو يرفعون صوتهم كمواليد الصّيف، أو الهدوء الدّائم وحب الأجواء والأماكن الباردة كالبحر كما يشعر مواليد الشّتاء. ولا يخفى تأثر الشّمس على أشكال البشر فأبناء إفريقيا يختلفون عن أبناء القطب الشمالي.

ويقول الدارسون لعلم الجذب أن اعتقاد البشر منذ عصور طويلة بمدى تأثير الأبراج قد أدى إلى جمع القوى لتحريك هذه الظاهرة لتصبح حقيقة، بالنهاية يبقى للقارئ أن يقرر هل هذه المعطيات تساعده على التصديق أو التّكذيب، فنحن في هذه السطور لم نقدم لك الإجابة بقدر ما أرشدناك إلى أفضل النتائج التي تؤيد أو تخالف هذا الأمر، لكن بالتأكيد لن ندفعك لقراءة زاوية حظك اليوم، فهذا عبارة عن هراء لا أكثر.

اقرأ/ي أيضًا:

الموالد.. بين الدولة والسلفيين والمثقفين

أغرب 5 فتاوى مصرية في رمضان