08-أغسطس-2017

ألبرتو كارنيرو/ البرتغال

حين أمنحك صمتي

أشرع لك الباب لدخولي

خفيفًا وكاملًا.

وحين أقول صمتًا فحسب

فإنما أعني ذلك الصمت

النقي، الحنون، الهادئ

صمت الصيّادين في انتظارهم الطويل

صمت الطيور المهاجرة في عبورها الشاهق

صمت الطائرات الورقية في سماء الصيف.

لا أريد صمت الطفيليين المزعجين

ولا صمت الساعات المُعطَّلة.

ولا صمت الأطلال المحزنة

ولا صمت المرايا الكاذبة.

حين أقول صمتًا

 فليس هناك خفايا ولا صحاري

حين أقول صمتًا

فيكفي أن يكون صمت الأشجار

ساكنٌ ومريح.

*

 

أريدك عاريًا

كما رأيتك في المسبح في ظهيرة ذلك اليوم الحار

أريدك صامتًا

كما كنت وسط الماء في ظهيرة ذلك اليوم الحار

أريدك جائعًا

كما رمقتني في ظهيرة ذلك اليوم الحار

أريدك بسيطًا

كما تعثّرت بك في ظهيرة ذلك اليوم الحار

*

 

الأيام برزقها

والدنيا حظوظ

كما يقولون هنا

أعرف هذا جيدًا

ولكن كلمات الحب ترتبك على شفاهي

بينما تجلس أمامي ذاهلًا تتأمل

مؤخرة أخرى تفيض بالشهوة

تمرق من نافذة سيارتك.

*

 

في اللقاء الأخير

لم تحضر الشمس وغاب القمر

لم يكن هناك ليل ولا نهار

وأظلّتنا غيمة صمت

بارد، ثقيل

العينان على غير العادة

فقدتا الطيبة واللمعان الخفيف

وذلك الشغف الطفولي المرتبط برؤية الحبيب

أما عيناي فقد حاولتُ مرارًا التأكد مما تعاينه

ولكن نسبة الرطوبة العالية في ذلك اليوم

ابتلعت نسيمًا طريًا اعتاد على تلطيف الأجواء

ولكي لا يرمق أحدنا الآخر،

 أطلنا النظر إلى سماء ليس فيها نجوم.

*

 

أدرك أن الأشياء لا تتوقف عن الحدوث

حين أفكر في الدشّ الساخن الذي ينتظرني الآن

وزهرتي ياسمين هندي على رفّ المرآة

وكتاب مفتوح على صفحة عشوائية

وجولة مشي جديدة في ربيع طري

وحكايات قادمة من أماكن غير متوقعة.

*

 

الآن صواب، بعد ذلك خطأ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مرآة في الباص

بيروت.. علمينا كيف نكرهك!