27-مارس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

توجّه اهتمام المواطنين اللبنانيين يوم الجمعة 26 آذار/مارس 2021 باتجاه مصفاة النفط في منطقة الزهراني قرب صيدا في جنوب لبنان، بعد إعلان المجلس الوطني للدفاع عن العثور عن مواد نووية داخل المنشأة، لتعود بعدها مديرية منشآت النفط وتصدر بيانًا تعلن من خلاله أن المواد النووية تعود لخمسينات القرن الماضي، أي قبل توقيع المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية في العام 1973. وأشارت المديرية إلى أن الكمية المكتشفة هي عبارة عن 4 عبوات زنة 100 غرام وثلاثة عبوات زنة 250 غرام، وعبوة ثامنة زنتها 50 غرامًا، وهي مواد استهلاكية تستخدم في البحوث العلمية.

حازت أخبار اكتشاف المواد النووية بالقرب من صيدا على اهتمام واسع في لبنان، واستدعت حادثة انفجار مرفأ بيروت وأسبابها من جديد 

وبغض النظر عن الشرح الذي قدّمته مديرية منشآت النفط بهدف تطمين اللبنانيين وتبسيط الأمور، فإن المواطن الذي اكتشف في الرابع من آب/ أغسطس 2020 أنه يعيش على صفيح ساخن بعد انفجار مرفأ بيروت، والمواطن الذي يمتلك تاريخًا طويلًا مع دولته في يخصّ الإهمال والاستخفاف بحياة اللبنانيين في ظل الفساد والإهمال والصفقات المشبوهة، لم يعد يثق تمامًا بالإيضاحات التي  تقدّمها الجهات الرسمية اللبنانية، خاصةّ وأن الأخيرة كانت قد تلقّت تحذيرات كثيرة بوجود مواد متفجرة شديدة الخطورة في مرفأ بيروت قبيل الانفجار الذي حلّ به، ولم يُحرك أحد ساكنًا.

اقرأ/ي أيضًا: حوادث القطارات في مصر.. "روتين" الإهمال

وقد تم التفاعل مع الأخبار القادمة من مصفاة الزهراني بمزيج من الغضب، الخوف، والسخرية من الحالة التي وصلوا إليها، إضافة إلى التعبير عن اليأس الكبير وعدم توقّع أي بوادر تحسّن في طريقة تعاطي السلطات مع الأزمات التي تحيق بلبنان، إذ أصبحت الهجرة هي الحلم الأول الذي يراود معظم الشباب اللبناني. 

الناشط  جيوفاني ديب قال أنه يتخوّف من أن ترسل الدولة شخصًا للقيام بعملية التلحيم في منشأة زهراني، في سخرية مبطنة من تقارير ربطت سابقًا أسباب انفجار المرفأ بعمليات تلحيم لأحد أبواب الحديد هناك، ما أدى إلى تطاير بعض الشرارات التي تسببت بالانفجار. ووصفت علا خزعل المسؤولين عن تخزين مواد شديدة الخطورة بين الناس بالسفلة، وتمنّت أن تنفجر فيهم عقابًا لهم. ومن باب السخرية، احتفل الناشطون بدخول لبنان إلى نادي الدول النووية، في الوقت الذي يعجز فيه عن تأمين الطاقة الكهربائية للمواطنين. ووصف أبو فارس فضيحة الزهراني بـ"برنامج لبنان النووي". 

الناشط إيلي استيفان تساءل عن سبب وجود مواد نووية في الزهراني، وما هي الحاجة لها، ومن المسؤول عن إدخالها إلى لبنان، وطالب بفتح تحقيق جدّي لكشف ملابسات الحادثة. وربطًا بانفجار مرفأ بيروت، قالت جنى البابا إن كابوس الرابع من آب ممكن أن يتكرّر في أية لحظة، وأن لا أحد في الحكم في لبنان مهتم فعلًا بمصير المواطنين. 

واستغربت فاطمة الشوهاني من وجود مديرية عامة للطاقة الذرية في لبنان بالأساس لها مدير عام وموظفين، ومع ذلك هم لا يعرفون بوجود مواد نووية في منطقة الزهراني منذ أكثر من 60 عامًا، وتساءلت "ما هي وظيفتهم؟".

ورأت جيهان رضوان أن لبنان أصبح مستودعًا للميليشيات. أما جنان فاعتبرت أن البيان "التطميني" لمديرية النفط، يذكّر المواطنين بشعار لا داعي للهلع الذي أطلقه وزير الصحة لدى وصول فيروس  كورونا، لتظهر بعدها المصيبة الكبرى في ظل تفشي الجائحة. 

ووصف الناشط إيليو فريم السلطة بالمافياوية، الميليشياوية  والفاسدة، وطالبت رانيا الدولة بإيقاف "التخبيص"، وقالت إنهم لم يكتفوا بتفجير نصف بيروت بنترات الأمونيوم، ولم يكن ينقصنا سوى اكتشاف مواد نووية مشعّة في الزهراني.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نقص المساعدات الإنسانية يضع اللاجئين من إقليم تيغراي تحت تهديد الجوع

إعلام السيسي يحاول "تعويم" أزمة قناة السويس