24-يوليو-2017

في الغربة من الضروري التأقلم مع الوضع الجديد لتجنب خطر الاكتئاب (وين ماك نامي/Getty)

قد يمرّ الصيف عليك وينقضي موسم الإجازات، ولا تتاح لك فرصة للعودة إلى ديارك وزيارة الأهل والأقارب. وهنالك الكثير من العرب المغتربين الذين ينشدون العودة إلى بلادهم لاشتياقهم إلى "ريحة البلاد" والاجتماع بالعائلة والأهل، وبعضهم إن كانوا آتين من دول غربية ولديهم أولاد فيرجعون بين الفينة والأخرى حرصًا كذلك على ارتباط أولادهم بلغتهم وثقافتهم العربية. وهناك بطبيعة الحال مغتربون صاروا بحكم اللاجئين، إذ لا بلاد آمنة لهم يعودون إليها، وتفرقت عائلاتهم وأسرهم في الشتات.

تشير عديد الدراسات إلى أن الاغتراب والابتعاد عن الوطن قد يكون من أحد الأسباب الشائعة التي تسبب الاكتئاب لدى الإنسان

وبما أن الاكتئاب صار حديث العصر وقلق الجميع، ولاسيما أن منظمة الصحة العالمية تقدر أعداد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بحوالي 300 مليون إنسان حول العالم، فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن الاغتراب والابتعاد عن الوطن قد يكون من أحد الأسباب الشائعة التي تسبب الاكتئاب لدى الإنسان. وبصرف النظر عن وضعك في الغربة ومدى ارتياحك فيها، فإنك قد تكون عرضة لهذه الظاهرة، ونحن نقدم لك في هذه المقالة 5 نصائح سريعة لإعادة التأقلم مع وضعك الجديد ووقاية نفسك من خطر الاكتئاب والصبر على الغربة. 

1 - لا تنس نصيبك من النوم

يحتاج الإنسان البالغ 7 إلى 9 ساعات من النوم في الليل، وهذا القسط من النوم هو ما يوفر لك الطاقة التي تلزمك للعمل خلال النهار وعدم الوقوع في فخ الإنهاك وانعدام النشاط، وهو ما يؤدي بك إلى الحزن والكآبة. صحيح أن العلاقة بين النوم والاكتئاب معقدة، إلا أن العديد من الأبحاث تربط بين المشاكل النفسية ومصاعب النوم، والكثير من مختصي الصحة النفسية ينصحون بعدم تضييع نصيبك المطلوب من النوم خلال الليل.

اقرأ/ي أيضًا:  4 مشروبات تساعد على النوم

2 - مارس الرياضة

لا شيء أفضل من ممارسة الرياضة بشكل دوري لكسر الروتين وتغيير النفسية وتجديد النشاط والأمل. إن ممارسة الرياضة تساعدنا على تنظيم حياتنا وتجاربنا، وهي فرصة مهمة كذلك لممارسة التأمل والعيش مع الذات. وهنالك دراسات لا تحصى تشير إلى أهمية الرياضة في الوقاية من الاكتئاب وعلاجه.

3 - تجنب التدخين والمشروبات الكحولية

الحياة في الغربة قد تدفعك إلى الدخول في نمط حياة أكثر تحرراً، فقد تجد وقتًا وفرصة أكبر للتدخين أو تناول المشروبات الكحولية أو تجربة المخدرات، مما قد يؤدي بك إلى الإدمان، وربما قد لا يكون ذلك متاحًا أو ممكنًا لو لم تكن مغتربًا.

فالابتعاد عن مجتمعك ومحيطك يجعلك تميل لكسر بعض القواعد وتجربة أشياء جديدة، قد لا تكون بالضرورة في صالحك، وقد لا تستطيع لو جربتها أن تقلع عنها. عليك لذلك أن تتذكر هذا الأمر وتحاول أن تعوض عن ذلك بممارسة الرياضة أو التسجيل في نواد رياضية أو ثقافية أو أن تضع برنامجًا ترفيهيًا مع أسرتك إن كانت تعيش معك في الغربة.

اقرأ/ي أيضًا:  قصص مؤلمة من عالم المخدرات

4 - كن اجتماعيًا وتعرف على الآخرين

الوحدة تسبب الاكتئاب وتؤدي إلى الإنهاك الذهني والجسدي وفق أبحاث نشرتها مجلة هارفارد بزنس ريفيو

الوحدة تسبب الاكتئاب وتؤدي إلى الإنهاك الذهني والجسدي وفق أبحاث نشرتها مجلة هارفارد بزنس ريفيو، لذا عليك أن تحرص على التواصل مع الآخرين وبناء شبكة من العلاقات الجديدة والصحية كلما أمكن. ففي الغربة تبدو الأمور أكثر ضيقًا، وقد تجد نفسك غير سعيد وحسب، في بعض الأحيان. سيكون على المغترب أن يبذل جهدًا أكبر من أجل التعرف إلى الآخرين والانخراط في مجتمع من المعارف والأصدقاء. حاول مثلًا أن تغتنم علاقاتك في العمل وتنتقل بها إلى مستوى من العلاقات الشخصية خارج الشركة، أو حاول التعرف إلى الآخرين والارتباط بهم وأنت في النادي الرياضي أو حين تذهب لاجتماع أولياء الأمور في مدرسة أبنائك.

5 - لا تبالغ في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي

شبكات التواصل الاجتماعي غيرتنا وغيرت طريقة تواصلنا مع الآخرين، خاصة ونحن في الغربة. لكن هذا لا يعني أن يقف تواصلنا مع البشر في حياتنا اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي. عليك أن ترى الناس فعليًا وتجتمع بهم على أرض الواقع، وأن لا تكتفي بالتواصل مع أقربائك أو أصدقائك من بلدك. الحل بالتأكيد ليس أن تهجر شبكات التواصل الاجتماعي تمامًا، ولكن عليك أن تكون معتدلًا وأن تعي مقدار ما تمضيه من وقت عليها، وأن تحدد إن كانت تؤثر على تواصلك الاجتماعي الفعلي مع الآخرين من حولك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

علاج الاكتئاب بـ6 طرق سهلة

ما هي أعراض الاكتئاب الشديد؟