21-فبراير-2017

قوات إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة (جلاء ماريي/أ.ف.ب/Getty)

لا تزال المعارك دائرة بشكل متقطع بين فصائل المعارضة من طرف، وجيش "خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم داعش في ريف درعا الغربي، بعد سيطرته على مجموعة من البلدات، قبل أن تنفذ فصائل المعارضة هجومًا معاكسًا مكنها من استعادة بلدتين على الأقل، وذلك بالتزامن مع إعلانها عن نتائج معركة "الموت ولا المذلة" في مدينة "درعا البلد".

تقدم جيش "خالد بن الوليد" المبايع لداعش في أطراف الجولان يأتي بعد محاولات عدة للتنظيم الأم الظهور بمظهر العدو الذي يهاجم إسرائيل

وشن تنظيم "جيش خالد بن الوليد" هجومًا غير متوقع فجر أمس الاثنين، تمكن خلاله من السيطرة على بلدات "تسيل، سحم، الجولان، عدوان، وتل جموع" في منطقة "مثلث الجولان" التي تقع على الشريط الفاصل مع "هضبة الجولان" المحتلة من قبل الجيش الإسرائيلي، والذي يشكل لأول مرة خط تماس مباشر بين الطرفين بهذا القرب.

اقرأ/ي أيضًا: بعد معاركها مع الجميع.."لواء الأقصى" ترحل إلى داعش

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن فصائل المعارضة "تمكنت من إبعاد الأخير (جيش خالد بن الوليد) عن جلين واستعادة منطقة المزيرعة وأجزاء من منطقة حيط"، مضيفًا أن الاشتباكات متواصلة لكن "بوتيرة متفاوتة العنف"، في حين نقلت وكالة "سمارت" المحلية عن المتحدث باسم "جيش الثورة" المكنى بأبي بكر الحسن أن المعارك "أسفرت عن مقتل أكثر من 35 مقاتلًا من الجيش (السوري) الحر، و50 عنصرًا من جيش خالد بن الوليد".

وأعلن في الـ24 من أيار/مايو الفائت تشكيل جيش "خالد بن الوليد" في منطقة "حوض اليرموك" بريف درعا الغربي بعد اندماج تنظيمي لواء "شهداء اليرموك" الموالي لتنظيم الدولة، وحركة "المثنى الإسلامية" ضمن كيان واحد، في بيان نص على "تغير اسم مقر الـ 105 إلى مسمى الأندلس وإلغاء مقر الـ 106 بشكل نهائي".

ويعد هذا الهجوم الذي نفذه جيش "خالد بن الوليد" الأول من نوعه، نظرًا لفرض فصائل المعارضة حصارًا على منطقة "حوض اليرموك"، إذ استغل انشغال فصائل المعارضة بمعركة "الموت ولا المذلة"، والتي تهدف للسيطرة على حي "المنشية" الاستراتيجي، وقطع الطريق على قوات النظام من التقدم تجاه معبر "نصيب" الحدودي مع الأردن ليشكل ورقة ضغط إضافية على الأوضاع الميدانية لفصائل المعارضة السورية.

ولا يمكن إغفال أن تقدم جيش "خالد بن الوليد" إلى الشريط الفاصل مع "هضبة الجولان" المحتلة سيجعله على تماس مباشر مع جنود الاحتلال، ما يعطي الجيش الإسرائيلي ذريعة "شرعية" أمام العالم للتوغل داخل الأراضي السورية بذريعة حماية "أراضيه" ما يصعب من المعادلة العسكرية على فصائل المعارضة السورية.

وكان تنظيم "ولاية سيناء"، ذراع تنظيم الدولة في "شبه جزيرة سيناء" المصرية، تبنى استهداف مدينة "إيلات" جنوبي إسرائيل بأربعة صواريخ في وقت سابق من الشهر الجاري، بالتزامن مع سقوط قذيفة صاروخية في "هضبة الجولان" المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إن مصدرها الأراضي السورية.

وحتى اللحظة لم تتضح الأسباب التي دفعت تنظيم الدولة للاقتراب من الشريط الفاصل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المتوقع أن التنظيم أراد اختبار ردة فعل الحكومة الإسرائيلية من سيناء المصرية عندما تبنى عملية القصف، والذي من الممكن أن يساهم بدخول جيش الاحتلال الإسرائيلي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده واشنطن.

اقرأ/ي أيضًا: تطورات "أستانا" السوري..ملف المعتقلين لأول مرة

كما أن ذلك سيسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي التنسيق مع أطراف إقليمية، كون التنظيم يشكل تهديدًا للأراضي الأردنية، ويتمركز في مساحات غير هينة في خليج سيناء.

قد تسهم تحرشات داعش بإسرائيل في تبرير دخول الأخيرة في التحالف الدولي في ظل حديث متصاعد عن حلف "عربي"-إسرائيلي معلن

وعليه في حال حصل أي تنسيق بين الأطراف الإقليمية من المرجح أن يضع فصائل المعارضة في ريف درعا الغربي ضمن موقف حرج في حال قرر الجيش الإسرائيلي التوغل داخل الأراضي السورية، وستكون أمام معركة غير معلومة النتائج، قد تسمح لقوات النظام والميليشيات الأجنبية بالتقدم إلى مساحات جديدة.

وليس متوقعًا أن يفتح جيش "خالد بن الوليد" جبهة ثانية ضد الجانب الإسرائيلي على عكس تنظيم "ولاية سيناء"، وذلك بسبب عدم استقراره في المناطق التي سيطر عليها تحت ضغط مقاومة المعارضة لهجماته الأخيرة. 

اقرأ/ي أيضًا: 

سوريا.. احتدام المعارك شمالًا وجنوبًا