في خطوة جديدة ضد النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية، أعلنت السلطات الأميركية اعتقال الناشطة الفلسطينية لقاء كردية، التي شاركت في الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا. كما تم إلغاء تأشيرة طالبة الدكتوراه الهندية رانجاني سرينيفاسان، التي اختارت المغادرة الطوعية.
اعتقالات وترحيلات بحق نشطاء الجامعة
أكدت وزارة الأمن الداخلي (DHS) في بيان رسمي، أمس الجمعة، أن لقاء كردية اعتُقلت في ولاية نيوجيرسي بتهمة تجاوز مدة تأشيرتها الدراسية، والتي تم إنهاؤها منذ عام 2022 بسبب "عدم الانتظام في الحضور". وأشار البيان إلى أن كردية كانت قد اعتُقلت سابقًا في أبريل/نيسان 2024 بسبب مشاركتها في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا.
في تصعيد جديد للقيود الفيدرالية على الجامعات الأميركية، اقتحمت وحدات من وزارة الأمن الداخلي (DHS) مساكن طلابية في جامعة كولومبيا
في الوقت نفسه، نشرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مقطعًا مصورًا يظهر طالبة الدكتوراه في التخطيط الحضري بجامعة كولومبيا، رانجاني سرينيفاسان، وهي تغادر مطار لاجوارديا بحقيبة صغيرة. دافعت نويم عن هذه الإجراءات المتخذة بحق الطلاب المؤيدين لفلسطين، وكتبت على صفحتها في منصة "إكس":
"إن الحصول على تأشيرة للعيش والدراسة في الولايات المتحدة الأميركية هو امتياز. عندما تدعو إلى العنف والإرهاب، يجب إلغاء هذا الامتياز، ولا ينبغي أن تكون في هذا البلد"، مشيرة إلى أن طالبة الدكتوراه استخدمت تطبيق الجمارك وحماية الحدود الأميركية "CBP Home" للإبلاغ عن ترحيلها الذاتي.
يذكر أن تأشيرة سرينيفاسان ألغيت في 5 مارس/آذار، بعد أن اتهمتها السلطات الأميركية بـ "الدعوة إلى العنف والإرهاب".
📌 في تصعيد جديد من إدارة #ترامب ضد الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين، قامت السلطات الأميركية باعتقال الناشط الفلسطيني البارز في الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على #غزة في جامعة كولومبيا، محمود خليل، بسبب نشاطه في الاحتجاجات.
📌 يثير اعتقال خليل تساؤلات حول مدى حرية التعبير… pic.twitter.com/oWGKbfLpqG
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 10, 2025
استهداف سياسي وانتهاك لحرية التعبير
من جانبه، رفض محامي سرينيفاسان، رمزي قاسم، الاتهامات الموجهة إلى موكلته، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية تنتهك الحقوق الأساسية للطلاب، مشيرًا إلى أن إلغاء تأشيرتها جاء بسبب ممارستها حقها الدستوري في التعبير عن الرأي.
أما فيما يخص لقاء كردية، فلم تتوفر معلومات حتى اللحظة عن موقفها القانوني أو محاميها.
وأثارت هذه الإجراءات موجة من الانتقادات الحقوقية، حيث ندد المدير التنفيذي لمعهد التعديل الأول للحقوق المدنية في جامعة كولومبيا، جميل جعفر، بهذه الممارسات، معتبرًا أنها "تجسد إخضاع الجامعات لسلطة الدولة، وهو سلوك نموذجي للأنظمة الاستبدادية".
من جانبه، وصف المستشار القانوني في مؤسسة الدفاع عن حرية التعبير، تايلر كاورد، هذه الإجراءات بأنها "مخطط لتعزيز الرقابة والقمع في الجامعات الأميركية"، محذرًا من أن الجامعات الأخرى ستتعرض لضغوط مماثلة إذا لم تقم بفرض قيود على حرية التعبير.
مداهمات أمنية داخل الجامعة
في تصعيد جديد للقيود الفيدرالية على الجامعات الأميركية، اقتحمت وحدات من وزارة الأمن الداخلي (DHS) مساكن طلابية في جامعة كولومبيا مساء الخميس، بموجب مذكرتي تفتيش قضائيتين، بحثًا عن "أفراد يُعتقد أنهم يقيمون في البلاد بطريقة غير قانونية".
وأكد نائب المدعي العام الأميركي، تود بلانش، أن التحقيقات تشمل أيضًا ما إذا كانت الجامعة قد انتهكت قوانين الحقوق المدنية أو القوانين الفيدرالية لمكافحة الإرهاب.
رد الجامعة
في بيان رسمي، أعربت رئيسة الجامعة المؤقتة، كاترينا أرمسترونغ، عن صدمتها إزاء الحادثة، قائلة: "أنا حزينة لإبلاغكم أن عملاء من وزارة الأمن الداخلي دخلوا مساكن طلابية في الحرم الجامعي بناءً على مذكرات تفتيش قضائية".
وأكدت أن الاقتحام تم بموجب مذكرتي تفتيش قضائيتين صادرتين عن قاضٍ فيدرالي، مما سمح للوكلاء بدخول الأماكن غير العامة في الجامعة، لكنها شددت على أن عملية التفتيش لم تسفر عن أي اعتقالات أو مصادرة أي مواد، وأن أفراد الأمن في الجامعة كانوا متواجدين طوال العملية لضمان الامتثال للقانون.
استهداف الأصوات الناقدة لإسرائيل.. إدارة جامعة كولومبيا تحقق مع الطلاب المؤيدين لفلسطين.
اقرأ أكثر: https://t.co/a5iqltTRjj pic.twitter.com/u88xAaxUxx— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 6, 2025
احتجاجات داخل الحرم الجامعي
في أعقاب هذه الإجراءات، تجمع أكثر من 200 طالب خارج الحرم الرئيسي لجامعة كولومبيا، أمس الجمعة، احتجاجًا على طريقة تعامل إدارة الجامعة مع اعتقال الطالب والناشط الفلسطيني محمود خليل.
ورفع المحتجون لافتات تحمل شعارات مثل "حرروا محمود"، "لا لمكتب الهجرة في جامعاتنا"، و"كولومبيا، لا يمكنك الاختباء"، في إشارة إلى تصاعد الغضب الطلابي تجاه القيود الحكومية الأخيرة.
إجراءات تأديبية بحق الطلاب المحتجين
في خطوة أخرى تتماشى مع مطالب إدارة ترامب، أعلنت جامعة كولومبيا، يوم الخميس، فرض إجراءات تأديبية بحق الطلاب الذين شاركوا في احتلال أحد مباني الجامعة خلال الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين العام الماضي. وأوضحت الجامعة، في بيان رسمي، أن مجلسها القضائي اتخذ قرارات تأديبية بحق هؤلاء الطلاب، شملت الإيقاف عن الدراسة لعدة سنوات، والإلغاء المؤقت للشهادات، والطرد النهائي، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات جاءت على خلفية مشاركتهم في احتلال قاعة هاميلتون خلال ربيع 2024. ولم تفصح الجامعة عن أسماء الطلاب المشمولين بهذه العقوبات، لكنها أكدت أن القرارات جاءت بعد مراجعة دقيقة للأحداث، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة داخل الحرم الجامعي وخارجه.
أعلنت إدارة #دونالد_ترامب عن إلغاء منح وعقود بقيمة 400 مليون دولار لجامعة #كولومبيا، بسبب ما وصفته بـ"مضايقات معادية للسامية" وقعت داخل الحرم الجامعي وفي محيطه بمدينة #نيويورك. pic.twitter.com/vFzms3AWrZ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 8, 2025
ورغم الإعلان عن العقوبات، لم تفصح الجامعة عن هوية الطلاب المشمولين بالإجراءات التأديبية أو عددهم، مكتفية بالإشارة إلى أن القرارات جاءت بعد مراجعة دقيقة للأحداث.
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت إلى أنه من بين الطلاب المفصولين كان طالب دراسات عليا، الناشط اليهودي البارز في حملة الضغط على الجامعة لفك ارتباطها بشركات لها صلات بإسرائيل، غرانت مينر.
وفي ردها على الانتقادات، قالت إدارة الجامعة إن هذه العقوبات "لا علاقة لها بالعمل النقابي أو النشاط السياسي، بل تأتي ضمن إجراءات تأديبية تخص الانضباط الأكاديمي".
تأثيرات بعيدة المدى على حرية التعبير
تسلط هذه التطورات الضوء على التوترات المتزايدة بين حرية التعبير والسياسات الفيدرالية تجاه الجامعات الأميركية. وبينما ترى إدارة ترامب أن هذه الإجراءات ضرورية لمكافحة "التحريض على العنف"، يعتبرها المدافعون عن الحريات المدنية محاولة لتكميم الأفواه والحد من النشاط السياسي في المؤسسات الأكاديمية.