21-مارس-2023
Baroness Casey

البارونة لويز كيسي المشرفة على التقرير (Getty)

كشفت مراجعة صادمة نشرت اليوم الثلاثاء في المملكة المتحدة أن شرطة لندن تعاني من مستويات خطيرة من "العنصرية الممنهجة وكراهية النساء والمثليين"، وهو تقرير أجرى تفاعلًا مع واقعة غتصاب شابة وتعرضها للقتل من ضابط شرطة بريطاني. 

تواجه شرطة لندن ضغوطًا متزايدة بعد عدد من الفضائح التي تطال العديد من عناصرها 

وأفادت المراجعة التي أجرتها لويز كيسي، وهي خبيرة مرموقة في مجال حقوق الضحايا، بأن دائرة شرطة العاصمة لندن، وهي الأكبر في بريطانيا، تواجه خطر حلّها في حال لم تعمد إلى تعديل جذري على سلوكيات أفرادها، ولاسيما أن ثقة الناس بها تتراجع على نحو مستمر في السنوات الأخيرة. 

وكان من بين ما كشف عنه التقرير الذي يقع في 363 صفحة أن ضباط شرطة العاصمة قد أبلغوا بأن بعض حالات الاغتصاب "سيتم إسقاطها" لأن الأدلة المحفوظة كانت في ثلاجة معطّلة وأنه يجب إتلاف ما فيها من أدلّة. وقد أشار التقرير إلى هذه الحادثة باعتبارها دلالة رمزيّة على حجم الإخفاقات التي تعاني منها أكبر قوّة شرطيّة في بريطانيا، وفق تعبير كيسي. 

report met
الصفحة الأولى للتقرير الذي أثار ضجّة واسعة في بريطانيا 

كما وجد التقرير أن المحققين في قضايا الجرائم الجنسية يتعاملون مع أدلة محفوظة في "ثلاجات ومجمدات ممتلئة أو متهالكة أو متعطلة تمامًا، رغم أنها تحتوي على أدلة مهمة وعينات لضحايا الاعتداء الجنسي". وقال التقرير إن "كل الثلاجات المستخدمة في أدوات الاغتصاب كانت في حالة سيئة وممتلئة وفي وضعية مفسدة للأدلة".

وبحسب شهادة إحدى الضابطات، فإن ثلاجة كبيرة واحدة تعطلت خلال موجة الحر التي ضربت بريطانيا العام الماضي، وأنه كان لا بد من إتلاف جميع الأدلة التي كانت بها، لأنها لم تعد صالحة للاستخدام، وأضافت أنه تم "إرسال بريد إلكتروني لتوثيق ما حصل، وهذا يعني أنه سيتم إسقاط جميع حالات الاغتصاب التي يجري النظر بها والمتعلقة بهذه الأدلة" ، وفقًا للتقرير.

عمليات اغتصاب داخل الدائرة 

اشتمل التقرير على شهادة شرطية قالت إنها كانت "ضحية لانتهاكات منزلية وجنسية" ، على يد ضابط في شرطة لندن، وأفادت بأن مثل هذه الممارسات متفشية ضمن الفريق، إلا أن قليلين كانوا مستعدين للحديث بصراحة عن تجاربهم التي عانوا منها. وكشفت الشرطية إنها كانت عرضة لانتهاكات عديدة، وأن أحد الضباط قام باغتصابها في أكثر من واقعة. 

مراسم "استقبال" مهينة

وأورد التقرير تفاصيل عن مراسم "استقبال" مهينة لعناصر الشرطة المبتدئين في شرطة لندن،بقصد إذلالهم والسيطرة عليهم، وشمل ذلك تحديات تناول الطعام بالإكراه، والتبوّل على بعض العناصر، والاعتداء الجنسي أثناء الاستحمام. وفي إفادة إحدى الضابطات، فإن صغار الشرطيات كنّ يجبرن على تناول كعكة بأكملها مرّة واحدة حتى يتقيأن. أما في حال الرفض، فيكون مصير العنصر الجديد النبذ والتهميش والتنمّر.

Baroness Casey
 لويز كيسي (Getty)

كما عرض التقرير تفاصيل عن أشكال "التمازح" المهين بين ضباط في شرطة لندن، من بينها إلقاء أكياس من البول على السيارات، ووضع ألعاب جنسية في أكواب القهوة، وترك حيوانات في خزائن بعض العناصر.  

تحرّش وعلاقات مع ضحايا العنف المنزلي

وقال التقرير إن أحد ضباط الشرطة المكلف بزيارة منزل إحدى ضحايا العنف المنزلي، قد أقام علاقة غير لائقة مع الضحيّة، ونصحها بعدم التواصل مع أحد سواه، ولم يسجل أي أدلّة حصل عليها أثناء الزيارة، وقام بخداع الضحيّة واستغلال ثقتها به لإقامة علاقة معها.