14-يناير-2022

مصير مجهول للمعارض المصري حسام سلام (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

اعتقلت قوات الأمن المصرية المعارض المصري حسام منوفي محمود سلام في مطار الأقصر بعد هبوط الطائرة التي كان يستقلها بشكل مفاجئ أثناء رحلة كانت متوجهة من مطار الخرطوم إلى مطار إسطنبول.

اعتقلت قوات الأمن المصرية المعارض المصري حسام منوفي محمود سلام في مطار الأقصر بعد هبوط الطائرة التي كان يستقلها بشكل مفاجئ

وقالت شركة بدر للطيران الخاصة التي تتخذ من مطار الخرطوم الدولي مركزًا لعملياتها أن إحدى طائراتها قامت بالهبوط بشكل اضطراري في مطار الأقصر بسبب خلل فني. وفي بيان صادر عبر صفحتها في فيسبوك، قالت الشركة إنه أثناء رحلة بدر للطيران المتجهة إلى مدينة إسطنبول، صدر إنذار من نظام الكشف عن الدخان في كابينة البضائع، فأبلغ كابتن الطائرة الركاب بوجود مشكلة فنية تستلزم هبوط الطائرة اضطراريًا بمطار الأقصر في مصر". وأضاف البيان أنه "تم عمل تفتيش مفصل ومراجعات كاملة بواسطة طاقم الخطوط المصرية للصيانة والتي لدينا اتفاقيات صيانة معها، وقد تم الكشف عن أنها كانت إشارة خاطئة من نظام الكشف عن الدخان في منطقة كابينة البضائع".

اقرأ/ي أيضًا: السلطات الأمريكية تعتقل مصريًا بتهمة التجسس على معارضين لنظام السيسي

وتابع البيان أنه "ونسبة للمدة الزمنية التي استغرقت في التفتيش والتدقيق عن سبب صدور هذا الإنذار الكاذب، فقد تسبب ذلك في تقييد زمن عمل طاقم الرحلة إلى مدينة إسطنبول، وبالتالي قررت الشركة إرسال طائرة بديلة إلى مدينة الأقصر لنقل الركاب ومواصلة بقية الرحلات وعودة الطائرة إلى الخرطوم". واختتمت الشركة بيانها بالتأكيد أن "بدر للطيران تضع سلامة ركابها على رأس اهتماماتها، وتعتذر لركابها الكرام عن هذا التأخير الذي لم يكن في الحسبان، مع تمنياتنا لهم برحلة سعيدة".

رواية الشركة لم تقنع العديد من الناشطين والمؤسسات الحقوقية. منظمة "نحن نسجل" الحقوقية أصدرت بيانًا قالت فيه إنها وثقت اختطاف السلطات المصرية المواطن المصري حسام منوفي محمود سلام بعد هبوط اضطراري لطائرة شركة بدر  للطيران السودانية في مطار الأقصر، وأضافت أنّ سلام كان قد  تعرض للتوقيف الأمني من قبل سلطات الأمن  السوداني في مطار الخرطوم أول أمس الأربعاء 12 كانون الثاني/يناير 2022، لكن سمح له بعدها باستئناف رحلته إلى دولة تركيا عبر رحلة شركة بدر للطيران والتي تحمل رقم J4690 المتوجهة من الخرطوم إلى إسطنبول.

وأشارت المنظمة أن بيان شركة طيران بدر عن وجود خلل فني نتيجة صدور إنذار في الطائرة يتعارض مع  شهادات حصلت عليها من ركاب على متن الطائرة، قالوا إنهم لم يسمعوا صوت إنذارات في الطائرة تدفعها للهبوط الاضطراري. وتحدث المنظمة أنه عند نزول الركاب في مطار الأقصر، اطلع موظفو أمن المطار على وثائق سفر الركاب المصريين، ليعتقلوا إثر ذلك المهندس حسام سلام والذي يحمل جواز سفر رقم A25198975 واقتادوه إلى مكتب الأمن الوطني في المطار. ومن تلك اللحظة انقطع الاتصال مع سلام بعد توقيفه في المطار والتحقيق معه من قِبل جهاز الأمن الوطني.

وأدانت منظمة "نحن نسجل" استهداف السلطات المصرية للمعارضين السياسيين، وحمّلت وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني سلامة المواطن حسام سلام، وطالبت بالكشف عن مكانه والإفراج عنه فورًا.

بدوره، أصدر مركز الشهاب لحقوق الإنسان بيانًا قال فيه إن قوات الأمن المصرية قبضت في مطار الأقصر على الشاب حسام سلام، وذلك يوم الأربعاء 12 كانون الثاني/ يناير 2022  بعد الهبوط الاضطراري لطائرته التابعة لشركة بدر السودانية في رحلة  كانت متجهة من الخرطوم إلى إسطنبول، ولم يستدل على مكانه إلى الآن. وأدان المركز القبض التعسفي على الشاب وطالب  بالإفراج الفوري عنه. وقال مدير المركز المحامي الحقوقي المصري خلف بيومي إن المهندس حسام منوفي محمود سلام كان يعيش في السودان وكانت هناك مساعٍ لسفره إلى تركيا، وقد استطاع بالفعل حجز تذكرة للسفر من الخرطوم إلى إسطنبول، لكن السلطات السودانية اوقفته في مطار الخرطوم، وبعد التحقيق معه تركته يصعد إلى الطائرة المتجهة إلى تركيا، مشيرًا إلى أن الشاب المصري كان على متن طائرة تابعة لشركة بدر للطيران السوداني.

توقيف المعارض حسام سلام  أثار ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هاجم نشطاء النظام المصري معتبرين أنه لا يزال يتبع سياسية الاختطاف والاعتقال والإخفاء القسري. كما هاجموا تواطؤ السلطات السودانية في تسليم معارضين مصريين. ومن المعروف أنّ أجهزة المخابرات المصرية والسودانية تتعاون على أعلى المستويات منذ الانقلاب الذي قاده الفريق عبد الفتاح البرهان، إذ التقت شخصيات من المجلس العسكري بمدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل عدة مرات في الفترة الماضية.

 منظمات حقوقية دولية تتهم السلطات المصرية بمحاولة استهداف المصريين في الخارج، فضلًا عن اعتقال الآلاف والزج بهم في السجون

جدير بالذكر أن منظمات حقوقية دولية تتهم السلطات المصرية بمحاولة استهداف المصريين في الخارج، فضلًا عن اعتقال الآلاف والزج بهم في السجون، وذلك منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.