09-مارس-2020

لا تزال الاحتمالات مفتوحة بشأن انتقال وشيك للعرش (Getty)

لا يزال الصمت الرسمي يخيم على الموقف السعودي، إزاء الأنباء التي لم تنفك وسائل الإعلام والصحف العالمية تتداولها، بشأن حملة اعتقالات واسعة قادها ولي العهد وصاحب السلطة الفعلية في البلاد، محمد بن سلمان، شملت أمراء كبارًا، من بينهم ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق الملك السعودي، أحمد بن عبد العزيز.

بدت الرياض وكأنها ترسل برسائل عديدة متصلة بسياق الاعتقالات، كان آخرها ظهور العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مستقبلًا دبلوماسيين يوم الأحد

رغم هذا الصمت، فإن الرياض بدت وكأنها ترسل برسائل عديدة متصلة بنفس السياق، كان آخرها ظهور العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مستقبلًا دبلوماسيين يوم الأحد، لنفي الترجيحات بشأن وفاته أو وضعه الصحي الحرج.

اقرأ/ي أيضًا: أمراء سعوديون رهن الاعتقال.. ماذا يحدث في المملكة؟

ما القصة؟

بدأت القصة مع نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرًا بينت فيه أن هناك حملة اعتقالات يقودها "الأمير الطائش"، ضمن مزاعم بوجود انقلاب محتمل داخل العائلة المالكة، أو انتقال وشيك للعرش، وهو ما رجحته مصادر مقربة من العائلة، وعززته طبيعة الاعتقالات نفسها، التي شملت منافسين محتملين لولي العهد. خاصة أن الحديث هنا أولًا عن شقيق الملك سلمان الذي كان يُفترض أن ينتهي إليه العرش، ضمن التقاليد الراسخة للمُلك في السعودية، والتي يتناوب وفقًا لها أبناء مؤسس المملكة الحديث عبدالعزيز على إدارة البلاد. وثانيًا الولي السابق للعهد، ومن أُطيح به بعد صعود محمد بن سلمان.

أخبار عززتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أيضًا، مؤكدة أن الاعتقالات تجيء في "مرحلة حساسة للمملكة وللعائلة المالكة"، ورجحت أن أحد الدوافع المحتملة وراءها هو تقدم الملك سلمان في العمر. حيث من المحتمل أن ولي العهد يسعى إلى احتجاز المنافسين المحتملين لخلافة العرش قبل وفاة والده أو تنازله عن السلطة.

على الرغم مما ورد، فقد جاءت هذه الخطوة بمثابة مفاجأة للعائلة المالكة، وفقًا لمصدر مقرب من البلاط الملكي، نقلت عنه صحيفة "الإندبندنت" البريطانية،  خاصة أن الأمير محمد بن نايف كان معروفًا بأنه يخضع أصلًأ لرقابة دقيقة منذ إقصائه من ولاية العهد في منتصف عام 2017. كما أن اعتقال الأمير أحمد لم يكن متوقعًا أيضًا، تضيف الصحيفة، "لأنه الشقيق الأصغر للملك سلمان وعضو بارز في عائلة آل سعود الحاكمة".

هل هناك انتقال وشيك للعرش؟

غموض استمر حول دوافع الاعتقالات، مع صمت سعودي معهود، قبل أن تنشر وكالة أسوشييتد برس، تقريرًا تبين فيه، من خلال مصادر لها، أن ما حدث لا يتعلق بمحاولة انقلاب على إدارة ابن سلمان المثيرة للجدل، حيث إن "الأمير الشاب" وصاحب الخطط الاقتصادية الحالمة والفاشلة، لا يبدو محتاجًا حتى إلى مبررات كتلك، بيد أن ما حدث ليس أكثر من تحذير كبير وغير مسبوق، يفرض به ابن سلمان منطقه الأحادي في الحكم. خاصة أنه كان للأمير أحمد بن عبد العزيز، منذ فترة طويلة، وجهات نظر معارضة لولي العهد وكان أحد الأمراء القلائل الذين امتنعوا عن مبايعته.

وحسب أحد المصادر الذين نقلت عنهم أسوشييتد برس، فإن هذه الاعتقالات كانت بمثابة تحذير لأولئك الأمراء في العائلة المالكة للتوقف عن التذمر والالتفاف حول ولي العهد، في رسالة واضحة، أنه "إذا أمكن القبض على الأمير أحمد، فإن أي أمير يمكن له أن يُعتقل، وسوف يُعتقل".

تستعين الوكالة، لتعزيز افتراضها، بتصريح لمسؤول أمريكي أكد لها أن الملك سلمان ظهر بصحة جيدة خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الشهر الماضي. وهو ما تبين أيضًا خلال لقائه بوزير الخارجية البريطاني، وفي ظهوره الاستعراضي الأحد.

 الرأي الذي يرجح وجود انتقال وشيك للعرش، لم يفقد وجاهته بعد، حيث إن انتقال السلطة لا يعني بالضرورة وفاة الملك السعودي

مع ذلك، فإن الرأي الذي يرجح وجود انتقال وشيك للعرش، لم يفقد وجاهته بعد، حيث إن انتقال السلطة لا يعني بالضرورة وفاة الملك السعودي. وجهة نظر، يعززها تحليل أجرته مجموعة أوراسيا الاستشارية في مجال المخاطر السياسية، أشار إلى أن الاعتقالات هي خطوة استباقية من أجل جس النبض و"إدارة المخاطر"، قبل توريث السلطة من الملك سلمان إلى ولي عهده، دون المجازفة بالانتظار حتى وفاته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 تأسيس مملكة محمد بن سلمان "المتهوّرة".. الحكاية من أولها