18-أبريل-2017

عانى الأمير هاري من مشاكل نفسية إثر وفاة والدته (جو غيدينس/Getty)

يبوح  الأمير هاري مؤخرًا عن سنوات المعاناة التي قضاها في صمت، مغامرًا بصحته العقلية التي تأثرت بسبب وفاة والدته الأميرة ديانا، أميرة ويلز. وقد أفصح عن استعانته بمستشار نفسي، قائلاً إنه لم يبح بمشاعره وظل يعاني طوال عامين من "فوضى تامة". عندما تحدث الأمير هاري للمرة الأولى عن وفاة والدته قال: "مر عشرون عامًا منذ رفضي التفكير بالأمر، كانتا سنتين من الفوضى التامة".

اعترف الأمير هاري بالاضطرابات العديدة التي سادت حياته بعد وفاة والدته والتي تسببت له وللعائلة الملكية بالكثير من المتاعب

في افتتاح برنامج بريوني غوردن الجديد على راديو التليغراف، برنامج عالم مجنون، والمختص بالصحة العقلية، وبالتعاون مع دوق ودوقة كامبرديج، تحدث الأمير بصراحة ولأول مرة عن المسار الطويل الذي خاضه في حياته بسبب مشاكله النفسية، التي عانى منها بعد وفاة والدته. وعن ذلك يقول الأمير: "فقدت أمي بسن الثانية عشرة على مرأى ومسمع من الناس، كان يمكن لأي أحد أن يلقي نظرة على حياتي ويذهب ليرضي فضوله، لذا كانت علتي العقلية أمرًا لا مفر منه"، ويضيف: "دفنت رأسي في الرمال لعدة سنوات".

اقرأ/ي أيضًا: إليزابيث الجميلة تقدمت بالعمر وتتهاوى إمبراطوريتها

كانت بريوني غوردن متحمسة للغاية لأنها ستجلس في غرفة صغيرة مع أكثر الشباب جاذبية على الكوكب، على حد تعبيرها. وكانت تتوقع أن يكون هناك "تحضير مسبق" لكل كلمة سوف تقال في المقابلة لكنها فوجئت بأمانة  "تامة"، هكذا تقول.

لا تصدق بريوني غوردن أنها ذهبت إلى قصر كنسينغتون لتقابل فرًدا كالأمير هاري من واحدة من أكثر المؤسسات تقليدية ورسوخًا في العالم، ليتحدث عن مشاكله النفسية في الوقت، الذي قد لا يُقبل على فعل الأمر ذاته شخص عادي قد يعاني تعقيدات حياتية أقل.

تتحدث بريوني غوردن، في المقال المنشور على التليغراف، عن قصتها هي أيضًا مع صحتها العقلية، حيث تم تشخيص إصابتها بمرض الوسواس القهري ومعاناتها في مواجهته ولجوئها إلى الكوكايين والجنس والشره المرضي. وتؤكد أن أول مساعدة حقيقية لمواجهة مرضها حصلت عليها في سن الرابعة والثلاثين، رغم بداية معاناتها منذ السابعة عشرة، كما تحكي كيف نشرت قصتها وكيف كان حجم التفاعل معها من قبل مئات من القراء، الذين توحدوا مع بعض ما مرت به لأن بعضهم، بطبيعة الحال، مر به أيضًا.

أما قصتها مع الأمير هاري والمقابلة التي أجرتها معه فقد رأت أنها، في لحظة جنونية، لن تخسر شيئًا لو أنها اتصلت بقصر كنسينغتون لتطلب من الأمير هاري أن يحدثها عن معاناته لا سيما وأن الكثير منها قد تسرب إلى الصحافة، فكان الجواب "بكل سرور".

أبرز ما جاء في المقابلة مع الأمير هاري هو اعترافه بالاضطرابات العديدة التي سادت حياته بعد وفاة والدته والتي تسببت له وللعائلة الملكية بالكثير من المتاعب. ففي تلك الفترة كان قد بدأ مسيرة مهنية ناجحة في المجال العسكري ولكنه أيضا كان مادة جذابة للعناوين غير المرغوب فيها؛ مثل تلك المرة التي تم فيها تصويره عاريًا يلعب البلياردو مع سيدة في لاس فيجاس. وكان مكتبه قد أكد أن الصور للأمير هاري دون التحدث عن أية تفاصيل أخرى. كما أشار في المقابلة أنه في تلك الفترة كان يشعر برغبة عارمة "بلكم شخص ما" لذلك لجأ للملاكمة للتنفيس عن غضبه. ولكنه اعترف أن القمع الطويل لحزنه أفقده توازنه. يقول الأمير هاري إنه كان يتظاهر أن كل شيء على ما يرام حتى بدأ أخيرًا في طلب العون من المتخصصين.

بدأ الأمير هاري بالاهتمام بموضوع الصحة العقلية على نطاق أوسع جنباً إلى جنب مع شقيقه الأمير ويليام وزوجته دوقة كامبريدج، وقد عملوا على تأسيس جمعية تهتم بالصحة العقلية مشيرين إلى أن مشاكل الصحة العقلية يجب أن تعطى نفس الأولوية مثل الأمراض الأخرى، وينبغي التحدث عنها علنًا دون الشعور بالخجل.

اقرأ/ي أيضًا:

بريطانيا العظمى بين الخيال والحقيقة

7 حجج وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي