02-سبتمبر-2018

حمل اعتذار التحالف السعودي كثيرًا من التعالي على دماء أطفال اليمن (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بعد وقت طويل، وبكثير من التعالي على دماء عشرات الأطفال وطلاب المدارس في مدينة صعدة اليمنية، وبعد أن صارت الفضيحة مكشوفة بالصور والوثائق، أعرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عن "أسفه" إزاء ما قال إنها بعض "الأخطاء" التي ارتُكبت، أثناء الغارة التي استهدفت حافلة مدرسية في التاسع من شهر آب/أغسطس الماضي.

يصر تحالف السعودية والإمارات، على أنه لا يستهدف المدنيين عمدًا، لكن جماعات حقوق الإنسان لا تنفك تتهمه بقصف الأسواق والمدارس والمستشفيات والمناطق السكنية

وفي بيان صدر يوم السبت الأول من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، تعهد التحالف السعودي بمحاسبة المسؤولين عن الأضرار، بلغة مخففة لا تناسب جريمة حرب كما يقول مراقبون، مدعيًا أن قصف الأطفال كان "خطأ جانبيًا"، وأن الضربة استهدفت زعيمًا للميليشيات الحوثية، مع أن شهود عيان أفادوا لعدة وسائل إعلام دولية وعربية، أن المنطقة المستهدفة لم تكن سوى سوق مكتظ بالمدنيين.

وقال فريق التحقيق التابع للتحالف، وهي المجموعة التي تتهمها منظمات أممية بالتستر على جرائم السعودية وحلفائها في اليمن، إن التحقيق الذي أُجري توصل إلى أن الحافلة كانت تحمل قادة ومقاتلين حوثيين، وبالتالي كانت هدفًا عسكريًا "شرعيًا" ، لكنه اعترف بأن القصف أدى إلى "أضرار جانبية".

اقرأ/ي أيضًا: بالأدلة والصور.. السعودية قتلت أطفال صعدة بقنبلة أمريكية

ويصر تحالف السعودية والإمارات، على أنه لا يستهدف المدنيين عمدًا، لكن جماعات حقوق الإنسان لا تنفك تتهمه بقصف الأسواق والمدارس والمستشفيات والمناطق السكنية. وكانت قيادته قد رفضت في وقت سابق من هذا الأسبوع، نتائج تقرير الأمم المتحدة الذي قال إنه تم ارتكاب جرائم الحرب من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن.

واتهم خبراء الأمم المتحدة قوات الحكومة اليمنية، وداعميهم من الرياض وأبوظبي، بالإضافة إلى الحوثيين، بعدم بذل أي جهد جدي من أجل التقليل من استهداف المدنيين.

حذر البنتاغون هذا الأسبوع الرياض من تقليص الدعم العسكري والاستخباراتي إذا لم يبد السعوديون جهودًا للحد من استهداف المدنيين

وقتل الهجوم على الحافلة المدرسة 51 شخصًا من بينهم 40 طفلًا وفقًا لوزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون. وكان الأطفال في رحلة ميدانية إلى واحدة من المساحات الخضراء القليلة المتبقية في محافظة صعدة اليمنية.

اقرأ/ي أيضًا: صعدة ليست الأولى.. أبرز مجازر السعودية بحق الأطفال في اليمن

وكانت وسائل إعلام دولية، قد أظهرت بالأدلة أن القنبلة التي أصابت الحافلة المدرسية أمريكية الصنع وتم بيعها للسعودية كجزء من صفقة أسلحة أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية. حيث أظهرت صور أن القنبلة التي بلغ وزنها 500 رطلًا (227 كيلوغرام) من طراز 82MK، وهو سلاح شبيه بآخر استُخدم في قتل 155 شخصًا في هجوم أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 الذي استهدف بيت عزاء. في حين حذر البنتاغون هذا الأسبوع الرياض من تقليص الدعم العسكري والاستخباراتي إذا لم يبد السعوديون جهودًا للحد من استهداف المدنيين في الغارات الجوية.

بينما قالت لجنة من خبراء الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، إن أطراف القتال في اليمن ارتكبت جميعها جرائم حرب في الفترة من أيلول/سبتمبر 2014 إلى  حزيران/يونيو 2018. ويشير التقرير إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين نتيجة للغارات الجوية التي شنها التحالف السعودي، بالإضافة إلى الاعتقال التعسفي واسع النطاق، والتعذيب، والعنف الجنسي، وتجنيد أطفال، وكلها جرائم بموجب القانون الدولي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

غراميات السعودية والقاعدة في اليمن.. حنين إلى مظلة بريجنسكي

التحالف السعودي يستهدف طلاب المدارس في اليمن.. استمرار مسلسل الدم