05-يناير-2023
مشجعو المغرب

مشجعة عربية تتابع مباراة للمنتخب المغربي (Getty)

من منا لم يصادف في حياته أشخاصًا مولعين بكرة القدم. أشخاص ينجرفون في مشاعرهم لتشجيع هذا الفريق أو ذاك في اللعبة التي استحوذت على قلوب الملايين من البشر. لكن المشاعر أحيانًا تكون متطرفة وتصل إلى حدود الحب المتطرف والكره والحقد والغصب والتعصب مترافقة مع سلوكيات عنيفة أحيانًا كالعراك والتكسير والضرب والشتم وانتهاء الصداقات في كثير من الأحيان.

كل إنسان لديه تعلق ما في الحياة، هناك من يتعلق بالدين أو السياسة أو غيرها. يقول يوسف "بإمكاني تقبل أي شيء في الحياة، يمكن أن أتقبل أن يقوم أحد بشتمي لكن لا يمكنني تقبل شتم فريقي في وجهي لأن ذلك يشعرني بالمس بكل ما يعنيني في الحياة"

هناك في لائحة مشجعي كرة القدم كل الأصناف والأنواع، ذلك أنها لعبة إنسانية تحفز وتستثير العواطف مثلها مثل كثير من الأشياء التي تثير عواطف الإنسان في الحياة. وكلنا نشاهد مشجعي كرة القدم سواء في بلادنا أم في البلاد الغربية كيف يهتفون ويصرخون وتبح حناجرهم وكيف يفتعلون الفوضى والعراك مع مشجعي الفرق المنافسة والتي أدت في كثير من الأحيان إلى أذية البعض، لا بل إلى حدوث حالات موت عقب الفوضى الجماهيرية العارمة. وكما أشرنا سلفًا فإن كرة القدم تستفز المشاعر الإنسانية بنسبة كبيرة. وهنا قصص عن التشجيع والخسارة.

بكاء على تعادل

منذ 20 عامًا تقريبًا كنت أسكن في إحدى الأحياء المكتظة من ضواحي مدينة بيروت، وكنت عائدًا إلى منزلي بعد منتصف الليل فوجدت جاري ولقبه "أبو غاري" نسبة للاعب الإنكليزي غاري لينيكر واقفًا على ناصية الشارع وهو يبكي. شدني المشهد وتقدمت صوبه للاطمئنان على حالته وسؤاله عن مصابه وإمكانية مساعدته. كنت حينها أبلغ من العمر 17 عامًا فقط، ولم تكن تعنيني كرة القدم كثيرًا ذلك أنني كنت فاشلًا في لعبها، ولأني قلما شغفت بشيء إلى حد الهوس أو العبادة. حين أصبحت بالقرب من "أبو غاري" سألته: ما بك؟ أجابني بكلمة واحدة فقط والدموع تنهمر من عينيه: "ألمانيا". ضحكت. قلت له: "أتبكي لأن ألمانيا خسرت! بسيطة هدي حالك". أردت مواساته. رد بالمقابل: "لا لم تخسر ألمانيا". قلت له لكن لماذا تبكي على ألمانيا؟. فاجأني جوابه وأضحكني في الوقت ذاته قائلًا "ألمانيا تعادلت"!

التنمر والمراهنات

يقول طوني، لبناني، 38 سنة، وهو متابع لكرة القدم منذ صغره ومشجع لفريق روما الإيطالي"الخوف من التنمر والسخرية يلعب دورًا كبيرًا في ردة فعل الأشخاص على خسارة فرقهم"، ويضيف في حديثه لألتراصوت "هناك أنواع أخرى من التعصب تشمل التعصب للمدربين كما هي الحال مع السير أليكس فيرغسون وغيره من المدربين". يتابع طوني حديثه مشيرًا إلى نقطة جوهرية تأخذ حيزًا كبيرًا في عملية التشجيع، ويقول "استفحال المراهنات المستجدة في السنوات الأخيرة زادت من إمكانية الغضب وإمكانية ردود الفعل العنيفة بسبب خسارة الأموال في حالة خسارة الفريق التابع لمشجع ما مما يجعله أكثر عرضة للاستفزاز والتهور وعدم ضبط أعصابه".

اشتمني ولا تشتم فريقي

يوسف كنعان، 26 سنة، لبناني الجنسية ويعيش حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يشارك ألتراصوت تجربته مع التشجيع بالقول "كنت أسكن مع صديق الطفولة في كليفلاند في غرفة واحدة، وصداقتنا بدأت منذ كنا في الصف الأول إبتدائي ولا زالت حتى اليوم بالرغم من كونها اجتازت مطبات عدة بسبب كرة القدم". ويضيف "صديقي واسمه محمد يشجع فريق ليفربول، بينما فريقي مانشستر يونايتد، وقد وصلت الأمور عدة مرات بسبب التزريك والاستفزاز إلى القطيعة والتوقف عن الحديث سويًا بشكل نهائي وانقطاع العلاقة بيننا". ويتابع سرد القصة "في إحدى المرات وقفنا في وجه بعضنا البعض (المنخار عالمنخار) وكانت تفصلنا شعرة عن ضرب بعضنا البعض". يوسف أنهى الكثير من الصداقات بسبب كرة القدم.

مشجع انجليزي صغير

يشبه يوسف الاختلاف بين الفريقين بكونه شبيهًا للعداء بين بين أشد الخصوم. يقول "في حال كان هناك مباراة بين ليفربول وأي فريق آخر أيًا كان، ربما سأشجعه ضد ليفربول. لهذه الدرجة أكره ليفربول، مع أنني لست إنكليزيًا ولا تمت لي مانشيستر بصلة. لكني أكره ليفربول كرهًا غير عادي وأتمنى نسفهم من الوجود لأكون أكثر فرحًا"، ويعلق يوسف بالقول "لا أتعاطى مع مشجعي ليفربول وليس لدي أصدقاء منهم أبدًا فيما عدا الصديق الذي أخبرت قصته سلفًا".

يعتبر يوسف أن كل إنسان لديه تعلق ما في الحياة، هناك من يتعلق بالدين أو السياسة أو غيرها. يقول يوسف "بإمكاني تقبل أي شيء في الحياة، يمكن أن أتقبل أن يقوم أحد بشتمي لكن لا يمكنني تقبل شتم فريقي في وجهي لأن ذلك يشعرني بالمس بكل ما يعنيني في الحياة".

البكاء بالنسبة ليوسف أمر اعتيادي، يعبر عن المسألة بالقول "أبكي كثيرًا. أتذكر مرة بكيت كثيرًا في مباراة مانشستر يونايتد وبرشلونة في نهائي دوري الأبطال الأوروبي عام 2009. يومها كنت أبلغ من العمر 12 سنة، كانت النتيجة خسارة 2 – صفر لصالح برشلونة، في تلك اللحظة إتصل بي زوج خالتي ليستفزني كونه يشجع برشلونة، فبدأت بالصراخ في وجهه عبر الهاتف ووبخته وشتمته، واستمريت بالبكاء الشديد". يشير يوسف إلى عدة مرات تواجد فيها لمشاهدة المباريات في الكافيه وبدأ العراك الفعلي مع مشجعي الفريق المنافس بسبب الاستفزاز وتخلل ذلك الضرب وتكسير الكراسي والطاولات.

في سنوات دراسته الجامعية الأولى عام 2015، كان يعيش يوسف في ميامي. حجز تذكرة الطائرة وتذكرة لدخول المباراة قبل أشهر من موعد المباراة، وفي اليوم المحدد للمباراة كان عليه السفر بدون مال لحجز فندق والمبيت فيه في ولاية شيكاغو أو حتى المال لدفع أجرة التاكسي من المطار إلى الملعب. حين وصل إلى المطار بحث يوسف عن من يقله حتى وجد شخصًا وافق على نقله بسيارته إلى الملعب وذلك بعدما "توسل إليه" لنقله. قال له يوسف أنَّ حلم حياته مشاهدة فريقه المفضل يلعب. يشير يوسف بالقول "كان الرجل إبن حلال وافق على إعادتي أيضًا إلى المطار بعد انتهاء المباراة". صحيح أن المانشستر خسر المباراة لكن يوسف كان سعيدًا كونها المرة الأولى التي يتحقق فيها حلمه ويشاهد فريقه حضوريًا في الملعب. عاد يوسف إلى المطار ونام حتى اليوم التالي حين موعد طائرته داخل المطار".

يشير يوسف أنه فعل ذلك عدة مرات، منها رحلة من ميامي إلى أوهايو إلى ميتشيغن وغيرها من الرحلات. كان يوسف يأخذ الكثير من الإجازات من عمله وذلك بسبب اختلاف التوقيت بين ولاية وأخرى مما يضطره التغيب عن العمل. وفي الجامعة كان يوسف يتغيب عن صفوفه الصباحية لنفس السبب ويتذكر أنه رسب في مادة الرياضيات في الجامعة وكلفته إعادة المادة حوالي 1500 دولار.

يوسف كنعان
صورة سلسلة المفاتيح من يوسف كنعان (التراصوت)

تعج غرفة يوسف بالصور والأعلام والمناديل الخاصة بفريق مانشيستر يونايتد وقد اشترى جميع كنزات الفريق (14 كنزة مختلفة)، وحتى سلسلة مفاتيحه تحمل شعار المانشيستر يونايتد. وكذلك قام يوسف بوشم جسده مرتين لمانشستر يونايتد. الوشم الأول هو شعار الفريق على ظهره، والوشم الثاني للاعبه المفضل واين روني على يده وهو مرتديًا الرقم 10. يذكر يوسف أن وشم واين روني يعود للهدف الذي سجله في العام 2011.

يوسف كنعان
وشم يوسف كنعان (الترا صوت)

وأما عن الأثار السلبية يتحدث يوسف بالقول "حين كنت صغيرًا وخلال مشاهدة المباراة كنت أرجف طوال الوقت"، ويضيف "حين يرونني أهلي على هذه الحالة يتساءلون عن السبب وراء حالتي ويشيرون بالقول أنها مجرد لعبة كرة قدم ولا داعي للغضب".

كانت خسارة المانشيستر أو فوزهم يحدد بالنسبة ليوسف مزاجه الأسبوعي. في كل سبت هناك مباراة، في حالة الخسارة يبقى يوسف أسبوعًا بحاله بمزاج سيئ ويتفادى الحديث مع الأخرين وينشغل بالتفكير بالمباراة وما حدث". يصف يوسف الحالة بكونها "هوسًا" وهو "يجاريها". ويكرر قوله أن هناك العديد من الناس الذين لديهم هوس بشيء ما كالموسيقى أو غيرها من الأمور، لكن يعترف يوسف بأن "هذه الحالة سلبية أحيانًا لأنها تجعلني أفوت الكثير من مهماتي"، ويتذكر ضاحكًا "كنت أختبئ في المرحاض أثناء عملي لأشاهد المباراة وأخاطر بالطرد أو تلقي الإنذارات لكن دون أن يؤثر ذلك بي فلا أستطيع تفويت مباراة نهائيًا".

خلال 16 سنة من حياته، أي مذ كان في عمر العشر سنوات وإلى اليوم، يذكر يوسف أنه فوت فقط أقل من ثلاث مباريات لفريقه تحت أسباب طارئة، فحتى لو كانت المباراة في الثالثة أو الخامسة صباحًا فإنه سيستيقظ لمشاهدتها. لكن على المقلب الأخر يؤكد يوسف "هناك مشاعر جميلة أحس فيها عندما يسجل فريقي ولاعبي المفضل هدفًا"، ويصف شعوره "هناك مشاعر مفرحة بقدر ما هناك مشاعر محزنة وأحس بشعور عارم بالنشوة لا يضاهيه حتى الشعور بتعاطي المخدرات أو الجنس، ولا سيما حين يسجل فريقي هدفًا في الدقائق الأخيرة من المباراة ويفوز أو يتعادل".

كان والد يوسف يقول له "عندما تكبر سوف تتبدل ميولك ورغباتك". كان والد يوسف يراهن على العمر في تبديل إهتمام بفريق مانشستر يونايتد. يقول يوسف مبتسمًا "والدي كره كرة القدم بسببي". لكن ما الذي حصل؟ يقول يوسف "كل سنة عن سنة كبر إهتمامي بالفريق وصرت أوشم جسدي أكثر بوشوم الفريق وأشتري كل ما يصدره الفريق".

يسرد يوسف قصة جوهرية لاكتشافه لنفسه. يوسف الذي تربى في بيئة متدينة في ضواحي بيروت وكان نوعًا ما متدينًا كما هي الحال في لبنان حيث يولد الطفل في بيئة مغلقة ذات لون ديني واحد. في أحد الأيام حيث كانت هناك مراسم دينية في ذات الوقت مع مباراة مانشيستر يونايتد وأرسنال، وجاء أصدقاءه في تلك الأمسية من العام 2010 لأخذه لحضور المراسم الدينية. إعتذر يوسف منهم وقال لهم "سوف أتابع المراسم الدينية عبر التلفاز" وبدلًا من ذلك فتح يوسف القناة وتابع مباراة فريقه. حينها "عرفت أن لا شيء في العالم يمكن أن يفوق حبي لفريق مانشيستر يونايتد، فأكثر ما يعنيني في الحياة هي كرة القدم وفريقي المفضل".

مشجع ليفربول

عام 2017 نزل يوسف إلى لبنان لزيارة أهله، وبعد انتهاء الزيارة وعودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية أوقفته المخابرات الأمريكية للتحقيق معه كونه عائدًا من لبنان. يقول يوسف "استجوبني المحققون وأخذوا هاتفي وفتشوه فلم يجدوا سوى صور لمانشيستر يونايتد ولاعبي الفريق ما أدى إلى استغراب المحققين ودار حديث مطول حول كرة القدم بيننا وأخلوا سبيلي بعدها". لا زال يوسف حتى اليوم يبحث عن عمل في بريطانيا محاولًا الإنتقال من الولايات المتحدة الأمريكية بغية العيش قريبًا من فريقه المفضل.

شعور بالانتماء؟

وأما يزن بركات، لبناني، 37 سنة، فيرى بأن "المشجع يتعلق بفريقه بسبب الشغف ويصبح منتميًا إلى رابطة الفريق فتصبح العلاقة جدًا إندماجية مع النادي"، فالجمهور يبكي حين يعتزل لاعبهم المفضل وحدث ذلك مع اعتزال روبرتو باجيو وجان لويجي بوفون. يشبه يزن العلاقة بكونها شبيهة ب "التعلق بالأم". ويروي يزن لألتراصوت أنه في مباراة يوفنتوس/ برشلونة في نهائي دوري الأبطال بدأت حالة الانهيار عند بلوغ النتيجة 2 - صفر لصالح برشلونة، وعند انتهاء المباراة بنتيجة 3 – 1 "بدأت الناس تفقد الوعي وبدأ تكسير الكراسي وعلا الصراخ". يضيف "على الصعيد الشخصي كان لدي حلم كمشجع لليوفنتوس في الذهاب إلى إيطاليا ومشاهدة المباراة حضوريًا مباشرة من أرض الملعب وقد حققتها".

دموع الفرح!

أستاذ اللغة العربية، علي مرواني، 35 سنة، يشارك ألتراصوت تجربته مع التشجيع بالقول "في إحدى المرات من العام 2010 قذفت بهاتفي إلى الحائط وهشمته"، ويضيف "في مراهقتي كان ينتابني وجع رأس شديد ويصير صوتي مبحوحًا بالإضافة إلى حزن وبكاء وحقد أحمله بداخلي". وعن الحقد يقول علي "حقدت على المنتخب الإيطالي عندما خسر فريقي الفرنسي المباراة أمامهم وأتمنى أن يهزم الفريق الإيطالي شر هزيمة، وكنت سعيدًا لخروج الطليان من مونديال 2010 و 2014 وكان ذلك بمثابة عيد عندي، ولكن بعد فوز فرنسا بالمونديال شعرت بأن كل هذا الحقد قد زال". أما على صعيد الأندية فيضرب علي مثالًا بالقول "حقدت على برشلونة لأنه فريق يفوز بكل الكؤوس والمباريات لذلك تمنيت أن يفرط هذا الفريق لتسنح الفرصة لغيره باللعب والفوز".

وفي ذات العام أيضًا حين خرجت البرازيل من المونديال، كان علي في زيارة لإحدى المستشفيات في بيروت، حينها امتلأت غرفة الطوارئ بحوالي عشرين حالة من شبان تعرضوا لجروح مختلفة بسبب دخولهم في عراكات على خلفية خسارة البرازيل. يقول علي أن النضج يلعب دوره في المسألة، "اليوم أنا في الثلاثينات من عمري، بينما حين كنت في بداية العشرينات كنت متهورًا ومستعدًا للضرب والتكسير بسبب الغضب بعد خسارة فريقي". يشير علي إلى أن بكاءه  خلال متابعته لمباريات كرة القدم جاء بفعل الفرح وليس الحزن أي بفعل فوز فريقه المفضل.

مشجعة برازيلية تبكي

يسرد علي أن صراخه ارتفع في الحي حيث يسكن بعد تسجيل فرنسا لهدف في مونديال 2006، ومرد ذلك إلى الانتظار الطويل الذي كان ينتظره علي وفريقه الفرنسي لتسجيل الهدف في المونديال سيما مع إخفاقات سابقة تعرض لها الفريق، ويصف علي الأمر بكونه "شحن متراكم وغضب جعلني أصرخ كما لم أصرخ في حياتي".

التزريك عبر السوشيال ميديا

هناك صداقات تنتهي بفعل عدم تحمل الاستفزاز من قبل مشجعي كرة القدم، سيما على وسائط التواصل الاجتماعي باعتبارها الفضاء العام الرحب للناس للتعبير عن آرائهم في هذا الفريق أو ذاك، وقد اكتسب الاستفزاز ذروته طيلة السنوات الماضية خصيصًا مع محبي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بكونهما شكلا حقبة بذاتها في مجال التشجيع والتشجيع المضاد.

هناك صداقات تنتهي بفعل عدم تحمل الاستفزاز من قبل مشجعي كرة القدم، سيما على وسائط التواصل الاجتماعي

الممثل اللبناني زياد عيتاني، مشجع لمنتخب ألمانيا ولفريق بايرن ميونيخ يشير بالقول إلى أن "الاستفزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي يأخذ منحى شخصيًا لدى البعض بحيث لا يعود هؤلاء يتداركون أنفسهم ويبدأون بالشتم والسباب". تعرض عيتاني للعديد من المهاجمات على خلفية بوستاته عبر الفسبوك من قبل أشخاص لم يستطيعوا ضبط أعصابهم والتمييز بين المزح والجد معتبرين المسألة شخصية.