شهدت سماء مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025، تصاعد دخان كثيف، نتيجة معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتركزت الاشتباكات في مواقع حيوية مثل مصفاة الجيلي ومحطة قري الحرارية للكهرباء ومنطقة التصنيع الحربي.
وغطى الدخان الأسود سماء المنطقة، نتيجة اشتعال النيران في المنشآت الحيوية خلال المواجهات بين الجانبين، حيث أحرز الجيش تقدمًا كبيرًا في محيط مصفاة الجيلي، مدعومًا بالقوات المشتركة، بعد تحطيم الدفاعات الرئيسية لقوات الدعم السريع، وفقًا لما بيّنه موقع "الترا سودان". وأكدت مصادر الموقع أن القوات النظامية أحكمت السيطرة على مناطق استراتيجية، من بينها "واوسي" و"السقاي" شمال الخرطوم بحري، ما أدى إلى تضييق الخناق على قوات الدعم السريع.
قطع جنوب السودان الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي لمدة 30 يومًا بسبب أعمال شغب وانتشار مقاطع فيديو توثق عمليات قتل
ومن المتوقع أن يعلن الجيش السوداني قريبًا السيطرة على مصفاة الجيلي، إلا أن الوضع يثير مخاوف حول سلامة المنشآت النفطية والكيميائية والمستودعات الرئيسية للوقود في ظل تصاعد العنف. حيث أشارت "لجنة مقاومة قري" إلى احتجاز قوات الدعم السريع نحو 200 شخص من العمال والعائلات أثناء محاولتهم مغادرة مناطق القتال، ولا تزال الأنباء حول مصيرهم مجهولة، حسبما نقله "الترا سودان".
جنوب السودان يعلق منصات التواصل الاجتماعي
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت الهيئة الوطنية للاتصالات في جنوب السودان حجب الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي لمدة 30 يومًا، على الأقل، بسبب انتشار مقاطع فيديو توثق عمليات قتل.
وجاء القرار الذي نقلته وكالة "رويترز"، بعد أعمال شغب دامية في جوبا ومدن أخرى بجنوب السودان، حيث هاجم شبان محال ومتاجر مملوكة لسودانيين، ردًا على مقتل 16 مواطنًا من جنوب السودان في السودان الأسبوع الماضي.
مصفاة الخرطوم "الجيلي" في مرمى النيران.. تعرف عليها#السودان #Sudan pic.twitter.com/ztkCeXlWVI
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) January 23, 2025
وتسبب القرار بردود فعل متباينة. بينما اعتبرت الحكومة الإجراء ضروريًا للحد من انتشار الفوضى، أعرب بعض المواطنين والفنانين عن استيائهم. وقال إسحاق أنتوني لوموري، وهو موسيقي شهير في جنوب السودان، إن الحظر يؤثر على عمله كفنان يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب الحكومة بإيجاد حلول ودية وتواصل مباشر مع حكومة السودان لمعالجة الأزمة.
وتشير التطورات في السودان وجنوب السودان إلى تصاعد التوترات بين البلدين. وبينما يسعى الجيش السوداني إلى إحكام السيطرة على منشآت استراتيجية، تواجه حكومة جنوب السودان تحديات داخلية نتيجة تزايد العنف العرقي والتوترات الناجمة عن الوضع في السودان، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأزمات إلى مزيد من الضغط الدولي لإيجاد حلول سياسية شاملة تعالج أسباب الصراع المستمر في المنطقة، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".