22-مايو-2023
Getty

تتواصل الاشتباكات في الخرطوم قبيل الهدنة مساء اليوم الإثنين (Getty)

اندلعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، مع استهداف مروحيات الجيش السوداني مواقع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم ووسط بحري، وذلك قبل ساعات من سريان هدنة جديدة لوقف إطلاق النار مساء اليوم الإثنين.

استمرار الاشتباكات واستخدام الطيران المروحي، قبيل ساحات من بداية الهدنة في السودان

وأفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول" بأن اشتباكات عنيفة تدور في مدينة أم درمان غربي العاصمة، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، بالإضافة إلى اشتباكات اندلعت في أحياء جنوبي الخرطوم وشرقها مع تحليق مكثف للطيران الحربي.

هدنة جديدة

وفي وقتٍ سابقٍ من مساء الأحد، أعلن الجيش السوداني والدعم السريع، التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في جدة.

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، يوم السبت، في بيان مشترك، أن "ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار لمدة 7 أيام بداية من مساء الإثنين"، مع التزام أطراف الصراع بإعلان جدة. 

وأشار البيان، إلى أن الرياض وواشنطن تعلنان "تعهد ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار، وعدم السعي لتحقيق مكاسب ميدانية خلال الساعات الـ48 التي تسبق بدء الهدنة الإنسانية".

https://t.me/ultrasudan

ولم تصمد كل الاتفاقيات السابقة لوقف إطلاق النار في السودان، منذ بدء القتال في 15 نيسان/أبريل.

وتتضمن الاتفاقية الجديدة، إمكانية تمديدها بموافقة الجيش والدعم السريع، حيث توافقا على "إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية".

جدير بالذكر، أن محادثات جدة تركز على السماح بوصول المساعدات، واستعادة الخدمات الأساسية. ويقول وسطاء إن هناك "حاجة إلى مزيد من المحادثات لسحب القوات من المناطق الحضرية من أجل إبرام اتفاق سلام دائم تشارك فيه قوى مدنية".

هل ستنهار الهدنة؟

وعن إمكانية صمود الهدنة الجديدة، تحدث أستاذ العلوم السياسة الوليد آدم مادبو، للتلفزيون العربي، عن أنه: "إذا رغبت الجهات العسكرية في السودان الامتثال لهذا الأمر، فسيكون هناك إشكالية سياسية، وإشكالية واقعية ميدانية". 

وأضاف "الإشكالية السياسية تتمثل في أن قيادة الجيش حريصة على الحسم العسكري، وليس لديها استراتيجية سياسية"، مبينًا أن "الحسم العسكري في غياب هذه الرؤية، لن يساعد على استتباب الأمن في البلاد".

وعن الإشكالية الميدانية، يقول مادبو: إن "قوات الدعم السريع تتوسع بشكل أفقي في غياب تراتبية عسكرية إدارية"، مشيرًا إلى أن "قائد الدعم السريع لم يصرح منذ 10 أيام ومن غير المعروف، ما إذا كان مصابًا بجروح قاتلة، أو إصابة تعيق إمكانية مزاولته لعمله القيادي". 

ويتابع أنه في "هذه الحالة، فسيكون هناك 60 ألف جندي من الدعم السريع بدون أي جهة إدارية يرجعون إليها، في ظل انقسام بالجيش، تزامنًا مع عدم وجود استراتيجية عسكرية واضحة حتى الآن".

على الصعيد الإنساني، أعلنت نقابة أطباء السودان، في بيان لها صباح اليوم الإثنين، عن ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات في صفوف المدنيين منذ اندلاع الصراع إلى 863 حالة، مع تسجيل إصابة 3531 مواطن. 

لم تصمد أي هدنة سابقة تم التوافق عليها بين الجيش السوداني والدعم السريع

وأكدت النقابة أن الاشتباكات "مازالت جارية بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع لليوم 34 على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم". 

وأشارت النقابة إلى أن "الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا أدت إلى سقوط 28 قتيلًا في 3 أيام (18 و19 و20 أيار/مايو 2023)، والعديد من الجرحى"، دون القدرة على حصرهم.